عاد الجدل العلمي مجددا بين رئيس فريق أبحاث حرة الشاقة الدكتور عبدالله العمري وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية في تقييم مقدار وعمق الهزتين الأرضيتين اللتين ضربتا قرية (واسط) ( 65 كلم شرقي محافظة ينبع ) ففي حين ذكر بيان الهيئة بأن مقدار الهزة وصل إلى 5.1 درجات على مقياس ريختر بعمق 5 كلم ، أكد رئيس الفريق بأنها لم تتجاوز 4.1 وبعمق 8 كلم . وأكد الدكتور عبدالله العمري خلال اتصال هاتفي (للرياض) أن حرة رهاط المحاذية للمدينة المنورة لن تتأثر بالاهتزازات بحكم بعدها عن الشاقة (210كلم) ، وأن انتقال الطاقة من مكان إلى مكان عملية طبيعية جدا وغير مقلقة ، وأن الهزة التي ضربت شرقي ينبع لن يكون لها توابع مؤثرة أو خطورة على قاطني ( قرية واسط ) أو التجمعات السكنية القريبة منها ،وأن طرح فكرة الإخلاء للحفاظ على سلامة السكان بدعوى أن عددهم لا يتجاوز 2000 مواطن مرفوض علميا ، حتى ولو كان عددهم 10 أشخاص فقط . وأضاف : يجب أن تطبق جملة من اشتراطات السلامة على المنطقة التي ضربها الزلزال و المدن القريبة منها كإعادة النظر في كود البناء و تصميم المباني لتكون مقاومة للاهتزازات حتى 6 درجات، و تصنيفها إلى نطاقات زلزالية ، والكشف على المساكن المتضررة لتقييم مدى صلاحيتها للسكن ، حتى لا يكون الأهالي عرضة لسقوط أجزاء منها مستقبلا لا سمح الله . وقال : ليس للهزة التي حدثت علاقة بحرة الشاقة ، و لكن بحكم أن الهزات الأرضية المحسوسة استمرت ثلاثة أشهر متتالية ، فقد حدث ما يعرف ب ( إعادة تنشيط ) لصدوع قديمة من العصر (البريكانبي) ، لأن الهزة وقعت في صخور الدرع العربي وهي صخور قديمة جدا ، أما هزات الشاقة فقد وقعت في صخور بركانية حديثة ، وهذا النوع من الزلازل لا ترصد له توابع مثل النوع الذي تابعناه حيث كانت المراصد ترصد 50 – 60 هزة خلال اليوم الواحد في العيص . وأضاف رئيس فريق الأبحاث : المنطقة التي ضربها الزلزال منطقة سحيقة ، وفيها ما يعرف ب (الانخسافات الأرضية)، لوجود جبال شاهقة وأودية عميقة ، وهناك صدوع موازية للبحر الأحمر استعادت نشاطها نتيجة تأثير النشاطات الزلزالية المتكررة (التذبذب الحر للأرض)، مما أحدث الهزة في اليابسة ، وهناك عامل آخر وهو التغير الجيو حراري للأرض الذي ساعد على تحفيز المنطقة وتهيئتها للزلزال ، إضافة إلى صدوع البحر الأحمر التي قد يكون لها علاقة في إحداث الهزة. وأوضح العمري : بأن التوابع المتوقعة للمنطقة ذاتها لا تزيد عن ثمانية توابع بسيطة غير متلاحقة مثل ما حدث لحرة العويرض شمالي المملكة ، لأن طبيعة الدرع العربي صلبة لا تسمح بتكرار الاهتزازات ، كما أن المنطقة لم تتعرض في الماضي لنشاط زلزالي محسوس ، وليس لها أي سجل تاريخي ، ولكنها تأثرت بحكم قربها من الشاقة ، فالهزات المتلاحقة أدت إلى تحركات في القشرة الأرضية ، يدل على ذلك أن الزلزال عمقه 5 - 8 كلم ، وهو نفس عمق زلزال العيص ، فالمنطقة بكاملها على نفس المستوى ، فالطبقات المتأثرة لا تتجاوز 10 كلم فقط ، و هو أمر مطمئن جدا. د. العمري متحدثاً ل(الرياض)