شهدت أمس قرى العيص (260 كيلو مترا غربي المدينةالمنورة) أقوى هزتين أرضيتين منذ بدء تصاعد النشاط الزلزالي في الأسبوعين الماضيين، إذ سجل مقياس ريختر هزة بقوة 3.7 درجة فجرا وأخرى عصراً بقوة 3.82 درجة. وعلمت أن المديرية العامة للدفاع المدني «ألغت منح الإجازات لمنسوبيها من ضباط وأفراد، ضمن حزمة إجراءات رفع الجاهزية لأي طارئ». ميدانيا كشف مدير عام الدفاع المدني في منطقة المدينةالمنورة اللواء صالح المهوس عن تخصيص فرق «للإجلاء الجبري تتعامل مع الممتنعين عن الخروج من منازلهم إلى المخيمات في حالة بلوغ حالة الطوارئ القصوى تحسبا لأي حادث». وأوضح المهوس الذي تحدث أثناء مباشرته مهامه ميدانيا أن «معيار الخطر لدينا يكمن في حال رصد انبعاث أدخنة وغازات من الحرات البركانية، أو ظهور علامات ناتجة عن هزات أرضية، مثل الانهيارات وتصدع جدران البيوت». كما أكد الدكتور زهير نواب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية، أنه سيتم تخفيف الإجراءات الاحترازية بعد الانخفاض التدريجي للنشاط البركاني في منطقة العيص في المدينةالمنورة. وأوضح نواب في حديث أن العيص لم تشهد سوى 12 هزة محسوسة، آخرها فجر أمس بقوة 3.7 درجة على مقياس ريختر، وأوضح أن فريقا من المختصين في الهيئة يدرسون إنشاء شبكة كاميرات لتصوير الحرات لمراقبة تصاعد الأبخرة البركانية والتنبؤ بها قبل حدوثها، مشيرا إلى أن عمق الزلازل يصل إلى 7 كلم في باطن الأرض .. وإلى نص الحوار: أكد سكان العيص سماعهم لأصوات فجر أمس، هل كانت هزة جديدة؟ بالفعل، كانت هنالك هزة سجلتها مراصدنا المتخصصة بلغت قوتها 3.7 درجة على مقياس ريختر، وتعتبر من الهزات الضعيفة، وكل المؤشرات التي لدينا والدراسات تؤكد أن النشاط الزلزالي بدأ في الانخفاض التدريجي، وبالتالي إن استمرت نفس المؤشرات سنعمل على تخفيض الإجراءات الاحترازية. فرق المراقبة ما الجديد في عمل هيئة المساحة في تطورات أحداث العيص؟ أرسلت الهيئة عددا من الفرق البحثية، كلا في اختصاصه، حيث تم إرسال فريق لمراقبة النشاط الحراري، وفريق لمراقبة التغيرات في العناصر الكيميائية وفي مستوى غاز الرادون في المياه الجوفية، وفريق ثالث لإنشاء محطة رصد زلزالي إضافية شمال حرة الشاقة لزيادة الدقة في البيانات المحللة، وخاصة أعماق بؤر النشاط الزلزالي. هل من أجهزة حديثة في مراصد الزلازل الجديدة المنشأة في الحرة؟ الهيئة سارعت بإنشاء عدد من المحطات حول حرة الشاقة، هذه المحطات تعتبر من أحدث محطات الرصد الموجودة حاليا على مستوى العالم، حيث تستخدم تقنية الأقمار الصناعية في إرسال واستقبال البيانات الزلزالية، ويتم استقبال هذه البيانات آنيا بالمركز الوطني للزلازل والبراكين بالهيئة وتحليلها، كما يتم أخذ القياسات الحرارية في عدة آبار بالقرب من المنطقة من خلال أجهزة حديثة. ما مدى التنسيق بينكم وبين الدفاع المدني، بالنسبة للفرق الجيولوجية الموجودة في الموقع؟ نود أن نتوجه بخالص الشكر والتقدير لجميع قيادات الدفاع المدني على سرعة استجابتهم للبلاغات الفورية التي نرسلها لمركز القيادة والسيطرة بالمديرية العامة للدفاع المدني، وبشكل مستمر ومنذ بداية النشاط الزلزالي بالحرة، كما نود أن نشكرهم على جميع الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تم اتخاذها من قبلهم. إلى أي مدى قد تصل خطورة الهزات بالنسبة للمدن القريبة من العيص (المدينةالمنورة، جدة، وينبع)؟ نطمئن المواطنين بأن جميع الهزات المسجلة في حرة الشاقة ضعيفة من حيث القوة، حيث بلغت أقصاها حتى الآن 3.7 درجة على مقياس ريختر، وهذه القوة لا تؤثر بشكل أو بآخر على المدينةالمنورةوجدة وينبع، وتأثيرها محدود جدا بالمنطقة. تأثير الأمطار هل كان لكثرة الأمطار التي هطلت على حرات العيص دور في الاهتزازات التي حدثت مؤخرا؟ من المعروف أن تأثير الأمطار في حدوث الزلازل، يرجع بالدرجة الأولى لتأثيرها على الصخور في المناطق الجبلية، مما قد يتسبب في سقوط الصخور مسببا بعض الاهتزازات الضعيفة وغير المستمرة كما حدث من قبل في منطقة جبال عسير، كما قد يمتد تأثير الأمطار بسبب تخللها في مسام الصخور السطحية حيث تذيب بعضا من هذه الصخور الجيرية، وقد ينتج عنها تكهفات وانهيارات في التربة كما حدث من قبل في صخور الغطاء الرسوبي بالمنطقة الشرقية، ويعتبر هذا النوع من الاهتزازات ضعيفا من حيث القوة، أما بالنسبة لما يحدث في حرة الشاقة، فإن الوضع مختلف تماما من حيث عدد الهزات واستمراريتها. كم هزة تم رصدها حتى الآن سواء محسوسة أو غير محسوسة، وكم كانت قوة الهزة الأخيرة؟ نود أن نشير هنا إلى أن أجهزة محطات الرصد الزلزالي التابعة لهيئة المساحة الجيولوجية، ذات حساسية عالية، ولذلك فقد تم تسجيل أعداد كبيرة من الهزات. تم الإحساس بعدد 12 هزة أرضية، بلغت قوة أقصاها 3.7 درجة على مقياس ريختر، أما آخر هزات أرضية محسوسة فقد كانت فجر السبت، بلغت أقواها 3.7 درجة على مقياس ريختر. شبكة كاميرات ما هي الخطط المستقبلية والتي تعمل عليها الهيئة لرصد الزلازل والبراكين في المملكة؟ تعمل الهيئة جاهدة لإجراء دراسات متكاملة بما لديها من كوادر علمية وطنية وأجنبية متخصصة في معظم مجالات علوم الأرض، التي من شأنها الوصول إلى دراسات وبحوث يمكن من خلالها التخفيف من مخاطر الزلازل والبراكين، حيث تضع الهيئة في مخططها إنشاء شبكات محلية رقمية حديثة حول الحرات بالمملكة؛ لمراقبة النشاط الزلزالي واستخدامه كمؤشرات هامة في المناطق البركانية، كما تضع الهيئة في مخططها إنشاء شبكة للقياسات الحرارية في بعض من الآبار في حرة الشاقة، واستقبال بياناتها آنيا بالمركز الوطني للزلازل والبراكين، كما تسعى الهيئة لإنشاء شبكة من كاميرات التصوير حول بعض الحرات الحديثة لمراقبة الأبخرة البركانية في حالة تصاعدها لا سمح الله. وهل تنصحون بإخلاء بعض المواقع القريبة من الأماكن الخطرة؟ الهيئة ما زالت تتابع عن كثب النشاط الزلزالي الحديث بحرة الشاقة، والتبليغ الفوري عند وقوع أي هزات أرضية إلى الجهات المعنية ذات الصلة، ونحن في هذا الصدد نود أن نشير إلى أنه بالرغم من حدوث هزات محسوسة فجر أمس السبت، بلغت أقواها 3.7 درجة على مقياس ريختر، إلا أن النشاط الزلزالي بدأ في الانخفاض تدريجيا وذلك منذ يوم الأربعاء 11/5/1430 ه، كما أن الدلائل الأولية للقياسات الحرارية التي قامت بها الهيئة في المنطقة تشير إلى أنها في معدلاتها الطبيعية دون ارتفاع واضح في القيم المقاسة، كما أن معظم الهزات المسجلة عميق نسبيا، ويتراوح ما بين 5 إلى 7 كم، ونطمئن أهالي المنطقة، بأن احتمالية حدوث ثوران بركاني في الوقت الراهن أصبحت ضعيفة جدا؛ نظرا لعمق الهزات نسبيا ولعدم وجود أي ارتفاع ملحوظ في القياسات الحرارية، مما يشير إلى عدم وجود خطورة حقيقية في المنطقة، ومن خلال متابعة الهيئة ومراقبتها للنشاط الزلزالي في الفترة القادمة ومعدله اليومي، ومتابعة القياسات الحرارية، والقياسات الخاصة بغاز الرادون والتغيرات في العناصر الكيميائية للمياه الجوفية، وإذا ما استمرت هذه المؤشرات في نفس معدلها الطبيعي دون تغييرات مفاجئة، فإن هذا يشير إلى أن المنطقة في طريقها للعودة لوضع الاستقرار.