يعاني عدد من المبتعثين الجدد الذين يصلون إلى مقر بعثتهم للمرة الأولى، من تأخر الملحقيات الثقافية في صرف مكافآتهم لفترة تصل إلى شهر أو شهرين، بسبب الحاجة إلى إدراج اسمه ضمن المبتعثين وإجراء الترتيبات الإدارية والمالية بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي لكي يبدأ الصرف له. وخلال الفترة التي تسبق إدراج اسمه والصرف له، يكون قد مرّ بأضنك الأوقات التي يحتاج فيها إلى المال للوفاء باحتياجاته الأساسية مثل استئجار مكان للسكن وشراء أثاث وتوفير مستلزمات العيش البسيطة من طعام وشراب. وإذا استبعدنا أن هذا الطالب معه مال يكفيه، أو أن هناك من يهتم بأمره من أهله وسيرسل له مالا حينما تعوزه الحاجة، فلاشك أننا عرّضنا هذا الشخص لحياة صعبة في بداية مسيرته التعليمية في بلد أجنبي ومع حياة جديدة وثقافة مختلفة عما اعتاده في بلاده. وإذا أضفنا لذلك، أن هذا الطالب ممن هم في العشرينات من العمر، بما يعني قلة الخبرة ومحدودية التجربة في التعامل مع المتغيرات في الحياة، وبما يعني كذلك عدم الاستقلالية في تحمل المسؤولية بسبب الاعتماد لفترة طويلة من عمره على الوالدين في تصريف أموره، فمن المتوقع أن الحياة الجديدة لهذا الطالب لن تمثل له بداية سعيدة، وربما يمر باضطراب حينما يجد أن طموحه وفرحته بالبعثة تتعارض مع واقعه الصعب في عجزه عن سداد قيمة الغرفة التي يسكن فيها. والملحقيات الثقافية تبرر ذلك التأخير بالإجراءات المطلوب إتمامها قبل أن يبدأ الصرف للمبتعث، وهي إجراءات بعضها يستلزم مخاطبة وزارة التعليم العالي في الرياض وأخذ موافقتهم قبل البدء بالصرف. ومع زيادة أعداد المبتعثين وقلة الموظفين والموظفات، فإن تأخير الإجراءات يصبح ضروريًا. وإذا علمنا أننا قبل مايزيد على عشر سنوات كنا نعاني من تأخير الصرف حينما كان أعداد المبتعثين قلة، فمن غير المستبعد أن بقايا هذه المشكلة الإدراية لاتزال قائمة في بعض الملحقيات الثقافية. لهذا، أجد أنه من الواجب أن تعلم الملحقيات الثقافية عن مشكلة المبتعثين الجدد، وتدرك معاناتهم، وتقدر مايمرون به من ظروف حالكة سواء ما يتعلق بالجانب المالي، أو مايتعلق بالعيش في البيئة الجديدة والتكيف الثقافي والشعور بالغربة، والتعرف على الأنظمة وما يتعلق بذلك من تجربة حديثة يمكن أن تجلب بعض المتاعب للمبتعثين. وإذا نظرنا في الجانب المالي فيما يخص صرف المكافآت، فإن الحل المقترح يكمن في أن توفر الملحقيات الثقافية آلية سريعة للتغلب على هذه المشكلة، وذلك بتأمين مبالغ مالية على شكل بند أو سلفة، تدفع منها للمبتعثين الجدد حال وصولهم مقر البعثة لحين إتمام إجراءاتهم، ثم تستعيد مادفعته بعد ذلك حينما تُصرف لهم مخصصاتهم. وبهذا نقضي على المشكلة التي يمر بها عدد من المبتعثين دون أن يكون في ذلك مجازفة، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن أي مبتعث يصل مقر البعثة لديه مايؤكد أنه مبتعث من وزارة التعليم العالي ولدى الملحقيات نفسها مايثبت ذلك.