كان زحام المراجعات للقسم النسائي في مكتب الضمان الاجتماعي بحي الفيحاء في الرياض لافتا للنظر بصورة أزعجت أهالي الحي خاصة أن أغلب الشوارع المحيطة بالقسم قد أغلقت بسبب كثافة السيارات الخاصة بالمراجعات للقسم، فذلك القسم الصغير تحول فجأة إلى مكان يعج بالعديد من السيدات وخاصة الكبيرات في السن والأطفال وقد افترشن الأرض منذ ساعات الصباح الأولى . وفي محاولة لإيجاد تفسير لوجود هذه الجموع الغفيرة من السيدات، ولكن موظفات الضمان اعتذرن بلباقة عن الحديث عن أي معلومة تفسر هذا الوضع وعللن بأنهن غير مخولات بالإدلاء بأي حديث صحفي وطلبن منا الانتظار لحين الحصول على الإذن من وكالة الضمان، وكان هذا الموقف المؤدب مخيبا لآمالنا وفي نفس الوقت مشتتا لجهدنا الصحفي. على الجانب الآخر لفت نظرنا أسلوب مهني للتدخل المباشر حين تصرفت إحدى موظفات مكتب الضمان مع مراجعتين من النساء بدا عليهن الانفعال والانزعاج الشديدين نتيجة حضورهن من خارج منطقة الرياض وتكبدهن خسائر مالية تجاوزت 200 ريال واستطاعت الموظفة بلباقتها الإدارية من امتصاص غضبهن وإيضاح الأنظمة الخاصة بمكتب الضمان ووعدهن بحلول مناسبة وخرجت المراجعتان وهما مطمئنتان. السيدة أم صقر عندما علمت بهويتنا الصحفية انتظرتنا خارج المبنى لتخبرنا بحقيقة وجود هذه الجموع إضافة إلى رغبتها في بث همومها المعيشية تقول أم صقر «سمعت صباح أمس من إحدى جاراتي عن مساعدة خاصة بالأرامل المستفيدات من الضمان بادرت بالحضور منذ الصباح الباكر وفوجئت حينها بالأعداد الهائلة من النساء اللاتي سبقنني في الحضور واللاتي سمعن أيضا عن هذه المساعدة واكتشفنا بأن هذا الخبر ما هو إلا كذبة دنيئة من شخص لا يخاف الله فقد تكبدنا عناء المشوار والحضور منذ الفجر وتضيف» أستلم 1500 ريال شهريا وهي حقيقة لا تكفي مع غلاء المعيشة الذي لا حد له فأنا أرملة ولدي 7 أبناء، السيدة موضي الدوسري أبدت أسفها الشديد لعدم صحة خبر الإعانة المقطوعة التي علمت بها من أحد أقاربها فهي مطلقة وتعيل خمسة أبناء وقالت نعم دفعت ثمن استماعي لخبر المساعدة وكنت أتمنى بأن هذا الخبر صحيحا فإنه سيعينني على الإيفاء بالكثير من التزاماتي المادية والمعيشية فغلاء المعيشة أصابنا في جميع احتياجاتنا الضرورية مثل الفواتير والمواد الغذائية وتضيف فور علمي بالخبر هممت بالحضور باكرا لمكتب الضمان وعرفت عند حضوري بأن هذه الإشاعة قد وصلت لمدى بعيد خارج مدينة الرياض فقد حضرت نساء من الخرج والحريق، بدرية العتيبي أرملة وأم لخمسة أبناء أبدت امتعاضها الشديد لمطلق هذه الإشاعة القوية والتي انتزعت النساء من بيوتهن وتقول بصراحة كانت موظفات مكتب الضمان في قمة اللطف واللباقة حين أوضحن لنا عدم صحة خبر المساعدة المقطوعة وطلبن منا تبليغ أي مستفيدة من الضمان نعرفها حتى لا تتكبد عناء الحضور لمكتب الضمان، وحال بدرية لم يكن بأفضل من البندري السبيعي التي حضرت مع جارتها من جنوبالرياض عبر سيارة أجرة كلفتها 50 ريالا في سبيل الحصول على ما أسمتها إعانة من الضمان ولكنها ندمت على أخذها بالإشاعة التي صدرت من إحدى قريباتها وتقول لم أخرج من هذا التجمهر سوى لتكذيب الإشاعة والمزيد من الخسائر المادية. من جانب آخر، علمت «الرياض» من مصدر مطلع بأن هذه الجموع الهائلة من المراجعات لها أكثر من ثلاثة أسابيع وهي مستمرة في الحضور يوميا والسؤال الملح عن هذه المساعدات التي سمعوا بأنها تقدم للأرامل والمطلقات المستفيدات من الضمان وللعلم بأن هذه الجموع الهائلة ليست في مكتب الضمان الاجتماعي النسائي في الرياض فقط، ولكن على مستوى مكاتب المملكة وأيضا مبنى وكالة الضمان الاجتماعي ولم يعرف مصدر هذه الاشاعة حتى الآن، حيث إنها كبدت النساء وخاصة الكبيرات في السن العناء الكبير في الحضور بأنفسهن وصرف مبالغ تعتبر كبيرة بالنسبة لهن في المواصلات، فضلا عن التعب والإرهاق الذي يصيبهن نتيجة الزحام.