وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة في وكالة الضمان الاجتماعي إحدى الجهات المهمة المنوط بها تحقيق الهدف الأسمى الذي تسعى الدولة إلى تحقيقه والمتمثل في تحسين المستوى الاقتصادي للأسر الفقيرة والمحتاجة للمساعدة وإيجاد فرص عمل للأسرة القادرة على العمل والإنتاج بخدمات الضمان الاجتماعي التي يقدمها للمستفيدات من مطلقات ومعلقات وأرامل ومهجورات وأيتام. وهي هداف انسانية جميلة إلا ان متابعة بسيطة لمكتب الضمان النسوي بالرياض يجعلك تشعر بهدر الجهود وتشويه الأهداف النبيلة التي ينطلق منها المكتب الذي من المفترض فيه التخفيف والتيسير على فئة محتاجة أجبرتها الحاجة وضيق ذات اليد لطرق أبوابها فالزحام الذي يعج به القسم النسائي في مكتب الضمان الاجتماعي شرق الرياض وما يشهده هذا القسم من فوضى عارمة وغياب تام للتنظيم جعل المراجعات من السيدات وخاصة الكبيرات في السن والأطفال والمعاقات يفترشن الأرض منذ ساعات الصباح الأولى. عن هذه المعاناة تحدثت لنا (أم عطا الله ) التي قالت بلهجة متبرمة انها تضطر للانطلاق من منزلها مع خيوط الفجر الأولى (الرابعة والنصف فجراً) من أجل الحصول على رقم للمراجعة وتواصل قائلة: بعد الحصول على الرقم تنتظر في ساحة المبنى الداخلي حتى يحضرن الموظفات الساعة الثامنة ليبدأ العمل بموجب تلك الأرقام حسب تسلسلها. أما أم راشد فتصف معاناتها فتفيد انها راجعت هذا المكتب قبل ثلاثة اشهر فأوعزت لها إحدى الموظفات عند البوابة بأن تضع أوراقها في ( كرتون ) تم وضعه امام الموظفة فما كان منها الا ان تضع أوراقها وهو ما شاركها فيه كثير من المراجعات وطلبت منها الموظفة ان تراجع بعد ثلاثة أشهر وبعد انقضاء المدة ومراجعتها قبل اسبوع فوجئت بضياع أوراقها لتخبرها موظفة بأن موضوع (الكرتون) ليس سوى اجتهاد من احدهن ولا تعلم حتى الآن مصير تلك الأوراق مما حدا بها الى تقديم أوراق جديدة ووقت جديد تنتظره بذات المعاناة وهي المراجعة فجراً للحصول على رقم وتتساءل أم راشد: لماذا يتم اللجوء لهذه الأساليب البدائية ونحن في عصر التقنية والتحديث الذي طال كل المؤسسات الحكومية ثم أين هي المراعاة لمن هي في مثل سني وتحتاج الى تسهيل أمورها لا تعقيدها كما هو حاصل الآن. وتلتقط أم عطا الله خيط الحديث قائلة: لماذا لا يكون هناك تعامل خاص وأمكنة مخصصة للمعاقات وكبيرات السن لماذا تضطر هذه الفئة الغالية على قلوبنا ان تدخل في عراك غير متكافيء في الحصول على رقم او خدمة في وقت نجد فيه تخصيص أماكن ومقاعد وأساليب متطورة في كل المؤسسات. وتختم أم راشد شكواها بمناشدة الجهة المختصة بتغيير هذه الأساليب البدائية بأخرى حديثة من خلال وضع شاشات إلكترونية للأرقام تحفظ للمراجعة دورها ولماذا نضطر الى المراجعة فجراً سيما وأن المؤلم في الموضوع هو وقوف المراجعات امام المبنى دون السماح لهن بالدخول الا تمام الثامنة صباحاً وبعد أخذ الأرقام الأمر الذي يعرضهن للمضايقات من الشباب المارين من امام المبنى خلاف السرقات التي تتعرض لها السيدات في ظل الاحتشاد الكبير من النساء والتدافع.