ستقوم تركيا في الاول من كانون الثاني "يناير" المقبل بخطوة جديدة في انفتاحها نحو اكرادها وذلك عبر اطلاق اول قناة حكومية ناطقة بالكامل باللغة الكردية التي كانت ممنوعة حتى وقت قريب. وأطلق على هذه القناة التي ستبث على مدار اليوم اسم "القناة السادسة" لأنها سادس قناة تابعة لدائرة الاذاعة والتلفزيون (تي. آر. تي) المملوكة للدولة. وقال ابراهيم شاهين مدير عام (تي.آر.تي) ان القناة ستعمل على ان "لاتفرض افكار الدولة" بل ستعرض برامج اخبارية لعدة ساعات. وسيتولى دبلوماسي ادارة القناة التي تتواصل استعداداتها في اجواء من التكتم وستبدأ برامجها باللهجة "الكرمانجية" وهي اللهجة الكردية المتداولة من قبل غالبية اكراد تركيا. ويعد المشروع طموحا خصوصا وان هناك نحو عشر قنوات كردية تبث عبر الاقمار الفضائية من الخارج ويتابعها ملايين المشاهدين بفضل الاطباق الفضائية المنتشرة في جنوب شرق البلاد التي تقطنها غالبية كردية. وتعرضت القناة حتى قبل بثها الى بعض المنغصات حين أعلن ابرز مطربين كرديين هما جوان حاجي وشفان برور رفضهما تسجيل برامج لهذه القناة، بحسب الصحافة التركية. وكانت اغاني هذين المطربين كما العديد من المطربين الأكراد تتداول سرا بين السكان الأكراد خلال ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي عندما كانت المواجهات في اوجها بين عناصر حزب العمال الكردستاني الانفصالي المحظور والجيش التركي. لكن مع بداية عام 2000ومن اجل تقوية حظوظها وفرصها بالاندماج في الاتحاد الاوروبي قررت تركيا رفع الحظر عن هذه الاغاني. وبدأت في عام 2004بث برامج اسبوعية لمدة ثلاثين دقيقة باللغة الكردية على قناة "تي. آر. تي" الحكومية ثم على القنوات الخاصة في بلد كان يحظر التحدث باللغة الكردية في الاماكن العامة قبل 15عاما. واعتبرت تلك البداية غير كافية بين الاوساط الكردية خصوصا وان محتوى البرامج كان ثقافيا ولم يكن يلامس القضايا الحساسة مطلقا. وبحسب السلطات التركية، فأن باستطاعة هذه القناة الكردية الجديدة ان تحد من تأثير قناة "روش - تي في" التي تعني "النهار" والمؤيدة لحزب العمال الكردستاني والتي تبث برامجها من الدنمارك رغم الاحتجاجات التركية. وهكذا فقد تم سن مشروع قانون من قبل حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان هذا العام وتمت الموافقة عليه من قبل البرلمان الصيف الماضي ثم رئيس الدولة خصوصا لانشاء القناة الجديدة. لكن يبقى السؤال: هل ستحل القناة المشكلة الكردية في تركيا؟ ويجيب النائب الكردي سيري شقيق بالتأكيد "لا"، معتبرا هذه الخطوة بأنها "عملية تجميلية" قبيل الانتخابات البلدية التي ستجرى في اذار "مارس" من العام القادم حيث يسعى اردوغان للفوز بأي ثمن في هذه الانتخابات خصوصا في المناطق الكردية.