ذهبت مع أصدقائي الصغار مشعل وناصر وعبدالإله للاستمتاع بوجبة عشاء عقب المباراة النهائية لبطولة الأندية الخليجية التي توج الأهلي بكأسها أمام النصر، وسررت بتواجد الكثير من الشباب الخارجين للتو من ملعب المباراة يلفون حول أعناقهم شالات تحمل شعار الناديين. وكانت السعادة أكبر حين اكتشفت أن عددا من جماهير الاتحاد كانوا يرتدون الشال الأهلاوي، فقد سمعت أحدهم يقول انتهت المباراة فخذوا شالكم وأنتظر منكم تشجيع الاتحاد غداً في مباراته مع الهلال. وفي طاولة أخرى كان شاب هلالي يرتدي قبعة نصرية، ويقول مازحاً: شجعتكم اليوم على أمل البطولة لكن خيرها في غيرها. وحتى لا يذهب البعض بالمقال إلى غير مقصده، فقد كان هناك هلالي يشجع الأهلي وأتحادي يشجع النصر، وكان الجميع يتبادل القفشات في جو رياضي جميل بشرني بمستقبل أفضل لكرة القدم السعودية. فتلك الجماهير الشابة تبشر بوعي قادم، تجمعنا من خلاله الرياضة ولا تفرقنا، فالتعصب صناعة إعلامية بالدرجة الأولى، وحين يفتح الإعلام أبوابه للمتعصبين من الإداريين والإعلاميين ليقوموا بنشر التعصب فإن النتيجة هي انتشار فكر يهدم ولا يبني، وحين يقرر الإعلام غلق المنافذ أمام المتعصبين وفتحها لصوت الوعي فإن المحصلة الحتمية هي رقي الفكر الرياضي والارتقاء بالرياضة بشكل عام. واكتملت الصورة الجميلة، في مباراة الاتحاد والهلال، حيث كان المستوى الرائع متوجاً بأخلاق النجوم الرائعة التي تلت المباراة، وكنت أتمنى أن تبقى الكاميرا مع تلك المناظر الجميلة لعناق نجوم الفريقين والابتسامات المتبادلة بينهم. خصوصاً ما حدث بين الفريدي والمولد من تصالح بعد تشاحن المباراة، فالمطلوب أن نتنافس في الملعب وينتهي كل شيء بنهاية المباراة. وكم أتمنى أن يذهب نجوم الفريقين معاً مع نهاية كل مباراة لتحية جماهير المدرجات. سيكون في كل مباراة مشاكسين وخارجين عن أخلاق الرياضة، كما سيكون في كل وسيلة إعلامية رموز للتعصب تذكي ناره وتشعل الفتنة من خلاله، ولكن المفرح أن أعدادهم في تناقص بينما تتزايد نسبة الوعي بين الجماهير واللاعبين والإداريين والإعلاميين، ولذلك فيقيني أن القادم للرياضة السعودية أجمل. ومن باب الحرص على رأيكم أنتم قراء منتدى الكتاب أوجه لكم سؤالاً مباشراً نسلط من خلاله الضوء على المثاليين في مجتمع الرياضة: فأرجو منكم تسمية ثلاثة لاعبين وثلاثة إداريين وثلاثة إعلاميين (صحافة أو تلفزيون)، ترون فيهم النموذج المثالي الذي تتمنون تكاثره في مجتمعنا الرياضي، ولن أطلب منكم تسمية غير المثاليين لأن تهميشهم أولى من تسليط الضوء عليهم.. وعلى دروب المثالية نلتقي.