الحمد لله القائل في محكم آياته (كل نفس ذائقة الموت) وقال صلى الله عليه وسلم "كفى الموت واعظاً".هذه حال الدنيا تجمع وتفرق، فيها الأحزان والأفراح ولم تصفُ لأحد من البشر إنها دنيا زائلة قال تعالى: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام). نعم هذه الدنيا قصيرة ومهما طالت لها نهاية.هذه قصتي مع سعادة الأستاذ منصور عبدالغفار - رحمه الله - حيث كنت معه يوم الأحد الموافق 1429/10/19ه الساعة الثالثة والنصف عصراً داخل مصعد مجلس الشورى في الدور الثاني وقال لي - رحمه الله - أي دور تريد يا أخي صالح قلت له: معكم خلاص انتهى الدوام نذهب إلى البيت قال لي: مبتسماً كعادته خلاص كل شيء ينتهي حتى الإنسان ينتهي! كأنه - رحمه الله - عنده إحساس بأن اجله قريب جداً ثم ودعته وودعني وكل واحد منا ذهب في طريقه. وفي اليوم الثاني صباح يوم الاثنين الموافق 1429/10/20ه قابلت سعادة الأستاذ عبدالرحمن العثمان في نفس المصعد وكان سعادته أول يوم يحضر للمجلس بعد إجازة مرضية طويلة قلت له: الحمد لله على سلامتك وكيف صحتك؟ قال لي: أنا بخير ولكن أخونا وزميلنا الأستاذ منصور عبدالغفار "أبو أمل" توفي البارحة لم أصدق وكأني في حلم قلت له: كنا بالأمس في نفس المصعد كيف حصل هذا؟ قال لي لكل اجل كتاب إنا لله وإنا إليه راجعون لا حول ولا قوة إلا بالله. هذا الخبر نزل علي كالصاعقة وحزنت عليه حزناً شديداً على فراقه ودعوت له بالمغفرة والغفران بأن يتغمده الله بواسع رحمته وينزل على أسرته ومحبيه الصبر والسلوان. وقد توفي - رحمه الله - مساء يوم الأحد ليلة الاثنين الموافق 1429/10/19ه اثر نوبة قلبية مفاجأة وكان يمارس هواية رياضة المشي أمام سكنه في مجمع العقارية بحي العليا في الرياض. كان - رحمه الله - مكتبه أمام مكتبي مباشرة وكنت استفدت منه خلال توجيهاته لي بالاطلاع والقراءة وإعداد التقارير، حيث كان دائماً يشجعني على تلخيص التقارير والمواضيع، وقد كان صاحب قلب كبير يشارك الناس أفراحهم وأحزانهم وكانت علاقته مع الجميع مميزة وذا أخلاق عالية ومحباً للخير وكان - رحمه الله - صاحب مشاركات متعددة في أعمال اللجان وجلسات المجلس حيث كل جلسة له مداخلة وكان يثري المجلس بتعدد مداخلاته الإيجابية وكان رجلاً ذا حكمة مفعماً بالنشاط والحيوية والإخلاص. @ مجلس الشورى