على شاطئ البحر الأحمر جنوباً تتعدد الأماكن العسيرية الممتدة على ساحله التي عانقت رمالها الذهبية بحرها الهادئ في صورة صفاء ونقاء ليجتمع الانسان مع ثلاثية الطبيعة.. البحر.. والجبل.. والسهل.. فمع موسم السياحة الشتوية الذي بدأ يشرع ابوابه أمام أهالي عسير وزوارها أصبحت تهامة هي قبلة السياحة الشتوية وذلك هرباً من برد قمم السراة. ومع هذا كانت عسير بما منحها الله من الجمال الطبيعي سواء بأعالي جبالها أو بطون أوديتها وساحلها التهامي تتواصل مع العصر وتواكب قافلة الخير والعطاء في نموها الحضاري الذي يصور مدى نجاح خطط التنمية فيها وذلك بمتابعة وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير الذي يحرص دائماً على أن تكون عسير نموذجية تواكب في نهضتها تطلعات الجميع سياحياً وخدمياً وهذا ما تحقق... فكان لعسير موعد مع السياحة الشتوية وذلك لوقوع العديد من محافظاتها ومراكزها بتهامة.. حيث تمتد من مركز الحريضة والبرك ورجال ألمع ومحايل عسير والمجاردة وثلوث المنظر وبارق . تربطها العديد من شبكات الطرق الحديثة ذات الأنفاق المتعددة التي تخترق جبالها لتسهل للمواطن الوصول إليها. وهناك على شواطئ عسير.. لم يكن البحر وحده الذي يميز تلك الشواطئ.. بل تتميز أيضاً بامتداد جبالها خلف ذلك الامتداد البحري الذي يحتضنها كغصن أخضر طري!! فالطريق إليها سواء من أبها من خلال عقبة ضلع أو عن طريق محايل من خلال وادي حلي يحمل مناظر لصور جبال نادرة وصور خلابة لتلك التشكيلات الجبلية الصخرية التي ترسم في شموخها ملامح النقاء البري وجاذبية الخضرة المدهشة. وأعطى التنوع المناخي والبيئي ميزة فريدة جعلها محط أنظار زوار عسير وجمع موقعها الذي يمتد مابين سواحل البحر الأحمر غربا وحتى قمم جبال السروات شرقا جمال البحر وشواطئه وبهاء الجبال وسفوحها ومطلاتها ونسمات الهواء العليلة والمناظر الخلابة كما أن المواقع السياحية في المحافظة كثيرة ومن أهمها الغابات التي تتواجد في أعالي الجبال والمنحدرات والأودية الخصبة والمدرجات الخضراء التي يشعر الزائر لها انه يعيش أجواء ريفية تمنحه السعادة والانتعاش. وفي محافظة محايل عسير ساهم الموقع المتميز في وسط تهامة في إكسابها شهرة واسعة كأحد ابرز مواقع السياحة الشتوية التي يقصدها الآلاف من اهالي المنطقة طوال فصل الشتاء إضافة إلى ما حباها الله من جمال طبيعي ومناظر ساحرة. ومن محايل عسير إلى محافظة المجاردة والتي أخذت شهرتها كأحد مواقع الاستقطاب الشتوي في منطقة عسير وقد حباها الله روعة في جمال الطبيعة والهواء العليل والجو المعتدل خصوصا في فصل الشتاء والتي يرتادها الكثير من الزوار بحثا عن الدفء. ولا تقتصر السياحة الشتوية على المحافظات الواقعة بين السهل والجبل فهناك مركز القحمة والذي يعد من أقدم المواقع التاريخية في منطقة عسير بحكم موقعه الجغرافي حيث يحتل موقعاً استراتيجياً متميزاً على شاطئ البحر الأحمر، ومن بين المدن العسيرية الساحلية يشهد مركز الحريضة على الساحل البحري كثافة في أعداد الزوار خلال فصل الشتاء.