مع تدني درجات الحرارة الى ما دون الصفر في كافة مناطق المملكة يتجه اهالي منطقة عسير في هذه الايام لمحافظات المنطقة الساحلية هربا من برودة الطقس وقد انهت اماكن الاستقطاب الشتوي في منطقة عسير استعداداتها لاستقبال آلاف المتنزهين الذين يفضلون قضاء إجازة نهاية الأسبوع او الاجازات الرسمية وسط تلك الأجواء الدافئة والربوع الخضراء . وساهمت مشروعات الطرق العملاقة التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين في سرعة انتقال المواطنين من مكان الى آخر بامن وامان . وتمتاز منطقة عسير بأجواء طبيعية ساحرة حيث يفصل بين شدة البرد والضباب والمطر في مدن المرتفعات مثل ابها وخميس مشيط وأحد رفيدة والمدن الأخرى وضواحيها وبين الشمس المشرقة والاجواء الدافئة بضع دقائق . وبتوجيهات صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن خالد بن عبد العزيز امير المنطقة ورئيس مجلس التنمية السياحية بعسير يحرص المسؤولون في محافظات رجال المع ومحايل عسير والمجاردة ومراكز الحريضة والقحمة والبرك والشعبين على توفير كافة الخدمات للزوار ليتمكنوا من قضاء اوقات اسرية سعيدة . ووفقا لنظرة الاقتصاديين والخبراء في الشأن السياحي فان منطقة عسير اصبحت مهيأة للسياحة طوال العام ولم تعد تقتصر على فصل الصيف فقط وأعطت النتائج الباهرة لنجاحات مهرجان عسير الشتوي في العام الماضي في رجال المع والقحمة والحريضة على ساحل البحر الاحمر دلالات مؤكدة ان عسير اصبحت كلها موسماً سياحياً وتحظى باقبال كبير من المواطنين والمقيمين . وانتعش الاقبال السياحي في الشتاء على الزراعة والصناعات التقليدية الخفيفة والاسواق الشعبية وبدأت تشهد رواجاً اكثر من ذي قبل وانتشرت المراكز السكنية الجديدة والفنادق والاستراحات بشكل ملحوظ وهذا يعني ان السياحة تشكل رافداً اقتصادياً مهماً . وأعطى التنوع المناخي والبيئي لمحافظة رجال المع في تهامة ميزة فريدة جعلها محط أنظار زوار عسير وجمع موقعها الذي يمتد مابين سواحل البحر الاحمر غربا وحتى قمم جبال السروات شرقا جمال البحر وشواطئه وبهاء الجبال وسفوحها ومطلاتها ونسمات الهواء العليلة والمناظر الخلابة. كما ان المواقع السياحية في المحافظة كثيرة ومن اهمها الغابات التي تتواجد في اعالي الجبال والمنحدرات والاودية الخصبة والمدرجات الخضراء التي يشعر الزائر لها انه يعيش اجواء ريفية تمنحه السعادة والانتعاش.ويعد متحف المع في بلدة(رجال)من اشهر المتاحف في المنطقة ويحظى والبلدة القديمة بوصول مئات الزوار سواء في الصيف او الشتاء للاستمتاع بمشاهدة الطرز المعمارية القديمة والمميزة والتي لازالت شاهدة على حضارة انسان تلك الارض في حين يرصد المتحف من خلال ما يحتوي عليه من ادوات الحياة الاجتماعية والثقافية والزراعية والتجارية والصناعية والحلي والازياء وغير ذلك. وفي محافظة محايل عسير ساهم الموقع المتميز في وسط تهامة في إكسابها شهرة واسعة كأحد ابرز مواقع السياحة الشتوية التي يقصدها الالاف من اهالي المنطقة طوال فصل الشتاء اضافة الى ما حباها الله من جمال طبيعي ومناظر ساحرة وتقع محافظة محايل عسير في الجزء الغربي من منطقة عسير وتبعد عن مدينة ابها نحو ثمانين كيلا فيما تبعد عن ساحل البحر الاحمر قرابة سبعين كيلا وتقدر مساحة المحافظة ب (5800) كيلو متر مربع يعيش فيها اكثر من (380) الف نسمة يسكنون في اكثر من (50) الف وحدة سكنية تتوزع على ارجاء المحافظة المختلفة فيما تضم المحافظة اكثر من (360) مدرسة للبنين والبنات وقرابة (300) مسجد واكثر من (50)ادارة حكومية تنتشر في ارجاء المحافظة فيما تقدر اطوال الطرق الاسفلتية بالمحافظة باكثر من(950) الف متر طولي . ويعد مناخ المحافظة حاراً صيفا ومعتدلاً شتاء حيث تصل درجة الحرارة العظمى الى 45درجة مئوية اما الصغرى فتصل الى 20درجة مئوية ويبلغ معدل الامطار السنوي في المحافظة (30) ملم فيما يصل معدل الرطوبة الى (18%) .وتمتاز محايل بأرض سهلية منخفضة تحيط بها الجبال البركانية والاودية دائمة الجريان بالمياه ذات الغطاء النباتي الطبيعي الذي يعد من أغنى مناطق تهامة كثافة بالاشجار ومرتفعاتها التي تكتسي بالخضرة والجمال وتنتشر بها المسطحات الخضراء والاشجار المعمرة والدائمة الخضرة هو ما اكسبها شهرتها الواسعة وجعلها احد اهم مشاتي منطقة عسير اضافة الى حصونها الاثرية الكثيرة واسواقها الشعبية المنتشرة في كل ارجائها والتي تقام في اغلب ايام الاسبوع . ومن محايل عسير الى محافظة المجاردة والتي أخذت شهرتها كأحد مواقع الاستقطاب الشتوي في منطقة عسير وتبعد عن مدينة أبها بمسافة مائة وثمانين كيلا وقد حباها الله روعة في جمال الطبيعة والهواء العليل والجو المعتدل خصوصا في فصل الشتاء والتي يرتادها الكثير من الزوار بحثا عن الدفء فتجعل من يزورها مرة يكرر زيارتها كل عام اضافة الى مكانتها التاريخية كونها تقع على طريق التجارة القديمة ويتبع للمحافظة ستة مراكز هي بارق وثلوث المنظر ومركز عبس وثربان واحد ثربان وجمعة ربيعة وتضم المجاردة قبائل بني شهر وبني عمر وبارق وربيعة . وتتنوع تضاريس المحافظة فتجد بها الجبال الشاهقة والمتوسطة مثل جبل بركوك وجبل تهوي وجبلي اثرب وثربان وجبل القوس وجبل ريمان وكذلك الاودية المنحدرة مثل وادي عبس وختبة ووادي الضمو والغيل وخاط وشري والعرضي ووادي نعص الى جانب الاراضي المنبسطة في جهات اخرى من المحافظة . ويتصف مناخ المجاردة بالحار صيفا والمعتدل الدافئ شتاء وتهطل الامطار على مدار الفصول الاربعة نسبيا ويعتدل المناخ في المرتفعات صيفا بينما يميل الى الدفء في المنخفضات وفي الجانب التجاري تشتهر المجاردة بعدد من الاسواق الشعبية منها سوق الاثنين وهو السوق الرئيسي لتهامة بني شهر يتوسط المحافظة ويعد مركزا تجاريا وملتقى ثقافياً وسوق خبتة ويقام يوم السبت وسوق عبس يوم الاحد ويوم الثلاثاء يقام سوق ثلوث المنظر ويوم الاربعاء سوق بارق ويوم الخميس سوق خاط . ويعمل بعض اهالي المجاردة على رعي الماشية وتربيتها ومن ثم تسويقها في الاسواق المحلية بالمنطقة اما الزراعة فتشتهر المحافظة بالعديد من المنتجات الزراعية المحلية مثل الحبوب بأنواعها والموز والليمون والعنبروت والاشجار العطرية في اعالي الجبال مثل الريحان والبرك والشيح والنعناع اضافة الى اشجار البن في قمة جبلي ريمان وبركوك ووادي الغيل. وللسياحة الشتوية في المجاردة مستقبل واعد لجوها المعتدل وخاصة في فصل الشتاء مع توفر المنتزهات والحدائق والمطلات الى جانب بعض المعالم الحضارية مثل سد بني قيس والذي تم انشاؤه عام 1424ه ويعتبر منتجعاً سياحياً يرتاده الزوار اضافة الى دوره في مجالات الزراعة وقرية الرهوة ذات المدرجات الزراعية على سفح جبل تهوي والمطلة على وادي خاط . ولا تقتصر السياحة الشتوية على المحافظات الواقعة بين السهل والجبل فهناك مركز القحمة والذي يعد من أقدم المواقع التاريخية في منطقة عسير بحكم موقعه الجغرافي حيث يحتل موقعاً استراتيجياً متميزاً على شاطئ البحر الأحمر. والقحمة التي كانت الميناء الأول في المنطقة الجنوبية تعد لوحة جمالية رائعة اوجدها الخالق المبدع سبحانه وتعالى ببحرها الأزرق ورمالها البيضاء وشواطئها الجذابة المحفوفة بنباتات الشورى واشجار النخيل والدوم وكذلك جزرها الجميلة التي تفتح ذراعيها لكل القادمين والزائرين للاستجمام والسياحة. ويقع مركز القحمة التابع لمنطقة عسير على ساحل البحر الاحمر في الجزء الجنوبي الغربي منها ويبعد عن مدينة ابها (160)كيلا ويضم نحو تسعين قرية يقطنها اكثر من (18000)نسمه فيماتبلع مساحة مركز القحمة (2520) كيلو متراً مربعاً ويحدها من الشمال مركز ذهبان ومن الجنوب مركز الحريضة ومن الشرق مركز بحر ابو سكينه ومن الغرب البحر الاحمر . وقد حظيت القحمة بقفزات تنموية وحضارية حتى اضحت مدينة متكاملة المرافق والخدمات وقد تغير حالها كثيرا بعدما اقيم فيها مشروع برنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز للإسكان الوطني. وتمتاز القحمة بشاطئها الهادئ وآثارها الأصيلة وتراثها الجم وتعتبر مشتى دافئاً على سواحل تهامة عسير لها طابعها الخاص والفريد الذي يجعلها في مصاف المدن السياحية الساحلية في تهامة. واصبحت القحمة مقصدا للزوار والسائحين خاصة في اجازة نهاية الاسبوع ومتنزها بحريا يضم المباني القديمة والميناء القديم اضافة الى معالم النهضة العمرانية الحديثة والبنية التحتية ومقومات السياحة الشتوية والمتنفس الدافئ وشاهدا من شواهد السياحة الرائدة في المملكة. وتشتمل القحمة على جزر بحرية متميزة بطبيعتها الخلابة أمثال دمبل وسمر والسحل وام القشع وابو العقام كما تضم سهولا ساحلية محاذية لساحل البحر الاحمر تشمل سهولاً رعوية وزراعية تشتهر بزراعة الذرة والبقوليات المتنوعة كما تتميز طبوغرافية مركز القحمة بوجود العديد من المرتفعات البركانية مثل دمبل والوسم والخرماء وطف والقنا ورقعاء والعديد من الاودية الواسعة ومنها حمضة والعشير ويتمة وضنكان ونجل .