تهيأت منطقة عسير لاستقبال آلاف المتنزهين في سياحة شتوية خلال إجازة نهاية الفصل الدراسي الاول لهذا العام بعد أن حطت درجات البرودة رحالها على مدن المرتفعات في أبها والمدن والقرى المجاورة لها مع ما تمتاز به منطقة عسير من أجواء طبيعية آخاذة حيث يتداخل البرد والضباب والمطر في مدن المرتفعات مثل ابها وخميس مشيط وأحد رفيدة والمدن الأخرى فيما تتمتع ضواحي عسير بالشمس المشرقة والاجواء الدافئة في سهول تهامة واكتمال الاستعدادات لزائري عسير يحرص عليه المسؤولون بالمنطقة بتوجيه ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير المنطقة ورئيس مجلس التنمية السياحية ليتمكن السائح من قضاء أوقات أسرية سعيدة ويعزز ذلك نمو السياحة بالمنطقة . وقد تزايد إقبال السياح للمنطقة مع توالي مشروعات الطرق وتطويرها ومنها الانتهاء مؤخرا من عقبة ضلع ضمن مشروعات التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بما يعزز سرعة انتقال المواطنين من مكان الى اخر بأمن وأمان وجذب السائح من أرجاء المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي بسهولة الوصول للمنطقة والتنقل بين ضواحي المنطقة والتمتع بتنوع الطقس والطبيعة الجذابة فيها . ويشهد شتاء المنطقة حضورا للمنتوجات الزراعية والصناعية التقليدية الخفيفة وحرص من زائري المنطقة والسائح على اقتنائها إذ تشهد الأسواق الشعبية إقبالا أكثر من ذي قبل ، فقد انتشرت المراكز السكنية الجديدة والفنادق والاستراحات بشكل ملحوظ وهذا يبرز السياحة كرافد اقتصادي مهم إذ أصبحت تسير في اتجاه السياحة المستديمة. وأعطى التنوع المناخي والبيئي لمحافظة رجال المع في تهامة عسير ميزة فريدة جعلها محط أنظار الزوار اذ جمع موقعها الذي يمتد مابين سواحل البحر الاحمر غربا وحتى قمم جبال السروات شرقا بين جمال البحر وشواطئه وهيبة الجبال وروعة سفوحها ومطلاتها بمناظر الخلابة. وساهم الموقع المتميز لمحافظة محايل عسير في وسط تهامة في إكسابها شهرة واسعة كأحد ابرز مواقع السياحة الشتوية التي يقصدها الالاف من اهالي المنطقة طوال فصل الشتاء اضافة الى ما حباها الله من جمال طبيعي ومناظر ساحرة . وتقع محافظة محايل عسير في الجزء الغربي من منطقة عسير وتبعد عن مدينة ابها نحو ثمانين كيلا فيما تبعد عن ساحل البحر الاحمر قرابة سبعين كيلا وتقدر مساحة المحافظة ب (5800) كيلو متر.. ويعد مناخ المحافظة حار صيفا ومعتدل شتاء حيث تصل درجة الحرارة العظمي الى 45 درجة مئوية اما الصغرى فتصل الى 20 درجة مئوية ويبلغ معدل الامطار السنوي في المحافظة (30) ملم فيما يصل معدل الرطوبة الى (18%). واخذت محافظة المجاردة شهرتها كأحد مواقع الاستقطاب الشتوي في منطقة عسير وتبعد عن مدينة أبها بمسافة مائة وثمانين كيلا وقد حباها الله روعة في جمال الطبيعة والهواء العليل والجو المعتدل خصوصا في فصل الشتاء والتي يرتادها الكثير من الزوار بحثا عن الدفء فتجعل من يزورها مرة يكرر زيارتها كل عام اضافة الى مكانتها التاريخية كونها تقع على طريق التجارة القديمة ويتبع للمحافظة سته مراكز هي بارق وثلوث المنظر ومركز عبس وثربان واحد ثربان وجمعة ربيعة وتظم المجاردة قبائل بني شهر وبني عمر وبارق وربيعة . ولا تقتصر السياحة الشتوية على المحافظات الواقعة بين السهل والجبل فهناك مركز القحمة والذي يعد من أقدم المواقع التاريخية في منطقة عسير بحكم موقعه الجغرافي حيث يحتل موقعاً استراتيجياً متميزاً على شاطيء البحر الأحمر. والقحمة التي كانت الميناء الأول في المنطقة الجنوبية تعد لوحة جمالية رائعة اوجدها الخالق المبدع سبحانه وتعالى ببحرها الأزرق ورمالها البيضاء وشواطئها الجذابة المحفوفة بنباتات الشورى واشجار النخيل والدوم وكذلك جزرها الجميلة التي تفتح ذراعيها لكل القادمين والزائرين للاستجمام والسياحة. ويقع مركز القحمة التابع لمنطقة عسير على ساحل البحر الاحمر في الجزء الجنوبي الغربي منها ويبعد عن مدينة ابها (160) كيلا ويضم نحو تسعين قرية يقطنها اكثر من (18000) نسمه فيماتبلع مساحة مركز القحمة (2520) كيلو متراً مربعاً ويحدها من الشمال مركز ذهبان ومن الجنوب مركز الحريضة ومن الشرق مركز بحر ابو سكينه ومن الغرب البحر الاحمر .