مع بداية موسم هطول الأمطار في فيفا تتجدد مخاوف المواطنين من تكرار خطر الانهيارات وتساقط الصخور التي تشهدها جبال فيفا مع نزول الأمطار الغزيرة التي تؤدي إلى تشبع التربة بمياه الأمطار وحدوث الانزلاقات الأرضية التي تهدد حياة المواطنين ومنازلهم وممتلكاتهم ومزارعهم. الشيخ علي حسن الفيفي شيخ شمل قبائل فيفا قال ان هذه الانهيارات في فيفا لعدة أسباب طبيعية وبشرية ومن أهم الأسباب الأمطار الغزيرة، حيث شهدت فيفا قبل عامين تقريبا أمطاراً غزيرة تسببت في انهيارات عديدة وكبيرة ونتمنى أن تنتهي في وقت قريب دراسة ظاهرة الانهيارات الجبلية في فيفا التي كلف بها مجلس الوزراء هيئة المساحة الجيولوجية بالاشتراك مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والتي نصت على اقتراح الحلول اللازمة لهذه الانهيارات بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار والرفع عن ذلك إلى المقام السامي. الشيخ احمد محمد الحكمي عبر أيضا عن القلق الذي يشعر به المواطنون في فيفا مع بداية هطول الأمطار هذا العام وقال لا شك أن مخاوف المواطنين في فيفا مبرره فقد شهدوا انهيارات مخيفة في السابق وقد عانى المواطنون خلالها من خطر هذه الانهيارات على حياتهم واحتجازهم، مشيراً إلى أن من الأسباب الرئيسية لحدوث هذه الانهيارات مياه الصرف الصحي وما تحويه من مواد تؤدي إلى تفتيت الصخور. واقترح الشيخ الحكمي تثبيت الصخور المعلقة فوق الطرق في فيفا وإزالة بعض النباتات الصغيرة التي تنمو في الشقوق بين هذه الصخور التي عندما تكبر تعمل جذورها على تفكيك هذه الصخور مما يؤدي إلى سقوطها. وأضاف أن أبناء فيفا السابقين كانوا يبنون منازلهم من أحجار صغيرة بينما اليوم يتم استخدام أحجار كبيرة بفضل توفر المعدات والآليات الحديثة مما زاد من أمكانية حدوث هذه الانهيارات. الباحث في التخطيط الإقليمي والتنمية الحضرية ملهي بن علي الغزواني ارجع أسباب الانهيارات في فيفا إلى عدة أسباب، وقال إن من الأسباب الطبيعية ما يتعلق بالمناخ فالأمطار وغزاتها وتشبع التربة بالمياه سبب رئيسي خصوصا وان هذه التربة موجودة على صخور شديدة الانحدار وذلك مثل الانهيارات التي حصلت في أعلى طريق 8بفيفا. وأضاف أن تربة فيفا ذات خاصية طينية لزجه سهلة التشبع بالمياه مشيراً إلى أن من الأسباب الطبيعية أيضا تعري السفوح من الغطاء النباتي في بعض الأماكن، مشدداً على أهمية الأشجار في المحافظة على تماسك التربة والحد من الانهيارات. وأشار إلى ان صخور فيفا صخور صلبه رسوبية مما سهل كثيرا في حصول الانهيارات. أما عن الأسباب البشرية التي تساعد في وقوع هذه الانهيارات في فيفا فقال الغزواني إن هناك ثلاث عوامل رئيسية بشرية تتم في غياب الجهات المعنية وهي قلع الأشجار وشق الطرق وتشييد المباني فالمواطنون في فيفا وفي ظل الحاجة يقومون بشق الطرق لمنازلهم في سفوح حادة وعرضه للانهيارات وبدون أي دراسة أو تخطيط أو استشارة أو عون من أي جهة وهذا يزيد من حدوث الانهيارات أما تشييد المباني لارتفاعات عالية فانه كلما زاد ارتفاع المباني زاد الضغط على السفوح المجاورة لها أما عملية قطع الأشجار التي تتم بطرق عشوائية وتؤدي إلى تعري التربة وبالتالي بعد تشبع التربة بمياه الأمطار يزيد احتمال حدوث الانهيارات فيها لفقد هذه التربة الطينية العنصر الوحيد الذي يبقيها متماسكة وهو الأشجار. ومن الأسباب المهمة أيضا في حدوث الانهيارات في فيفا عدم وجود شبكة للصرف الصحي وبالتالي يضطر المواطنون إلى تحويل مياه المجاري إلى الأودية والسفوح والى بعض الشقوق مما يتسبب أيضا وبشكل مباشر في تملح الأرض وحدوث الانهيارات. كذلك أيضا من أسباب الانهيارات عدم وجود نظام لتصريف مياه الأمطار فالطرق أصبحت مجاري للسيول مما يزيد من خطورة استخدام هذه الطرق من ناحية بسبب الدمار الذي يصيبها ومن ناحية أخرى تحولها إلى أماكن لتجمع مياه الأمطار. وأضاف أن عدم وجود إشراف ومتابعة من الجهات المعنية أو حتى توعية أدى إلى تفاقم مشكلة الانهيارات الصخرية في فيفا، مشيراً إلى أن من الحلول المناسبة لهذه الانهيارات أولا تحديد قطوع الانهيارات الصخرية باستخدام منهج النظم الأرضية الذي يتمثل في صور جوية لفيفا وهذه الصور سوف تعمل على تقليل التكلفة في تحديد مواقع الانزلاقات والأماكن المعرضة لحدوث الانهيارات وهذه الطريقة لابد أن تسبق عملية المسح الميداني ومن الحلول الهندسية لمواجهة هذه الانزلاقات الأرضية حفر بعض السفوح وتمهيدها وتثبيتها بواسطة الاسمنت والخرسانة المسلحة حتى تصل إلى درجة الاستقرار، كذلك الاعتماد على المساكن المدرجة والتي أشبه ما تكون بالمدرجات الزراعية التي اثبت فريد تصميمها في فيفا من قديم الزمان جدوى هذا التصميم الذي صمد في وجه كل العوامل الطبيعية والبشرية وتصميم المساكن بهذا الشكل المدرج وباستقامة واحدة يقلل من عملية الضغط على السفوح أو تعميق أعمدة المنازل والقواعد إلى أن تصل إلى طبقه صخرية صلبة وتشييد المنازل في فيفا لابد أن يخضع لمعايير هندسية دقيقة. وقال ولمعالجة مشكلة الانهيارات الصخرية يجب إعادة النظر في وضع الطرق الحالية في فيفا التي كانت أهم الأسباب في وقوع هذه الانهيارات من وجهة نظر المواطنين والتي يصل انحدار سفوحها إلى درجة من (1:5) وذلك لأن عملية إنشائها لم تكن بطريقة مدروسة ومخططة مما جعل الصخور فوق هذه الطرق معلقة وتشكل خطرا حقيقا على حياة مستخدمي هذه الطرق وكذلك مشكلة الصرف الصحي وعدم وجود شبكة لتصريف مياه المجاري وإيجاد نظام لتصريف مياه الأمطار والاستفادة منها إلى سدود وحواجز مائية في الأودية وسفوح الجبال لحفظ هذه المياه من الضياع وإعادة توزيعها للاستخدام.