تباينت الآراء بين ادارة ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام و التجار المحليين والعالميين حول مشكلة تكدس البضائع في الميناء، حيث أوضحت ادارة ميناء الدمام بان المشكلة الاساسية تكمن في تأخر التجار عن استلام بضائعهم من الميناء خلال فترة اجازة عيد الفطر بالاضافة إلى تحول بعض السفن المحملة بالحاويات من ميناء جبل علي بدبي. فيما اوضح مستثمرون بان المشكلة تأتي من الميناء بسبب صعوبة إجراءات تخليص الحاويات مطالبين في الوقت نفسه بتسهيل الاجراءات داخل الميناء بالاضافة إلى دعمه بالمعدات والآليات. وقال مدير إدارة ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام نعيم النعيم في تصريح ل "الرياض" إن ميناء الدمام يعمل بكامل طاقته الانتاجية ولكن عادة بعد اجازة العيد يحدث تأخر من قبل التجار في استلام بضائعهم مما سبب مشكلة حدوث ازمة في تخليص البضائع موضحا أنه ليس هناك مشكلة اساسية في الميناء وتكمن المشكلة الرئيسية في تأخر التجار المحليين في تخليص البضائع بسبب إجازة العيد مما زاد عدد الحاويات القادمة إلى الميناء، موضحا أن ادارة الميناء قامت بتوفير ساحات إضافية لفك الاختناقات تسهيلاً لمرور الحاويات بعد فسحها، متوقعا أن يتم القضاء على المشكلة الراهنة خلال الأسبوعين المقبلين بعد التعاون المثمر من مصلحة الجمارك في المنطقة الشرقية والشركة المشغلة بعد الاتفاق على تمديد فترة العمل لحين إنهاء أعمال التنزيل والتحميل للحاويات. وقال النعيم رن المشكلة ايضا تكمن في قدوم السفن المحملة بالحاويات من ميناء جبل علي في دبي حيث يعاني الميناء منذ ثلاثة أشهر من هذه الاشكالية حيث زاد ت الطاقة الانتاجية في الميناء حيث وصلنا في بعض الاسابيع إلى اكثر من 40الف حاوية. وقال إن محطة الحاويات قبل ثلاث سنوات رفعت من 750الفا إلى 1.5مليون حاوية ومن المتوقع أن يستقبل الميناء إلى نهاية هذا العام أكثر من مليون وخمسين الف حاوية موضحا ان اعلى نسبة وصل اليها الميناء قبل اربع ايام 91بالمائة من الطاقة الاستيعابية للميناء واضاف النعيم أن هذه الظروف تمر بها كافة الموانئ في المنطقة وقد يحدث ذلك نتيجة تزامن بلوغ ميناء الدمام إلى الذروة في عمليات استقبال السفن في المواسم التي ينشط فيها التجار لاستقبال بضائعهم وهو أمر طبيعي جدا الفترات خلال فترة شهر رمضان وموسم الحج.وقال جيسون فرنش المدير التنفيذي والمدير العام لمجلس الادارة بشركة خدمات الموانئ العالمية المحدودة أن من اسباب توقف استلام التجار بضائعهم من ميناء الدمام اجازة عيد الفطر المبارك مما سبب تكدس البضائع موضحا أن نسبة عملهم في الميناء خلال هذا العام وصلت إلى 15بالمائة كنسبة زيادة عن الفترة الماضية. من جهة اخرى أوضح مستثمرون في مجال النقل البحري والتخليص الجمركي أن هناك شركات محلية وعالمية تعرضت لخسائر مالية بسبب تأخر فسح البضائع في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام حيث تعتزم شركات الهروب ببضائعها إلى موانئ دول الخليج بعد أن تأزمت الظاهرة في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، والتي جاءت امتدادا للازمة الحالية في ميناء جدة الإسلامي. واضاف مستثمرون ان استمرار ازمة تكدس الحاويات في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام ينذر بحدوث أزمة في وصول البضائع والمواد الاستهلاكية إلى المستهلك في المملكة مطالبين في الوقت نفسه بايجاد حل سريع قبل أن تحدث أزمة اقتصادية تؤثر على الاقتصاد الوطني وعلى المستهلك النهائي خاصة حيث سترتفع اسعار السلع بشكل مضاعف نتيجة التكاليف التي يتحملها التجار والذين ينتظرون بضائعهم لاسابيع حتى يفسح لها ويتحملون بذلك تكاليف النقل التي ستضاعف نتيجة انتظار الناقل في الميناء. واوضح رئيس النقل البحري بغرفة الشرقية أحسان فريد عبدالجواد ل "الرياض" أن المشكلة الاساسية تكمن في عدم التخطيط الجيد لتفادي مشكلة تكدس البضائع في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام مشيرا إلى أن هناك تجربة واقعية في ميناء جدة الإسلامي وتحول تأثير الازمة في ميناء جدة إلى ميناء الدمام. وطالب عبدالجواد بضرورة تسهيل الاجراءات داخل الميناء بالاضافة إلى دعمه بالمعدات والآلات بشكل عاجل لتفادي تفاقم المشكلة، موضحا أن شركات الملاحة سوف تبادر بتحصيل الرسوم جراء توقف الحاويات مما ينعكس سلبا على الشركات المحلية والعالمية ويتسبب في خسائر، وتأخر دخول البضائع إلى السوق، مشيرا إلى أن استمرارية الظاهرة سوف تجبر الشركات المحلية والعالمية إلى توجيه بواخرها إلى موانئ دول الجوار، موضحا أن من واجبات الميناء قبل تنفيذ التوسعة الجديدة اشعار التجار سواء من الشركات المحلية أو الاجنبية بذلك حتى يحافظ الميناء على سمعته في السوق السعودي. وقال رن المتضرر النهائي جراء تكدس البضائع هو التاجر المحلي وينعكس ذلك اذا استمرت الظاهرة على توافر المواد في السوق السعودي وتتوجه الشركات إلى موانئ دبي والبحرين وغيرها من دول الجوار.