"أنا والطوفان من بعدي" عبارة يضرب بها المثل في الأنانية "وحب الذات" من دون الإحساس واحترام الآخرين ومشاعرهم، ففي مجتمعنا المسلم الذي يدعو فيه ديننا الحنيف المتكامل إلى التسامح والاخاء والايثار، نجد من يطبقها للأسف في حياته العملية ولو لم يتفوه بها، فلو نظرنا إلى شوارعنا وأسلوب البعض في القيادة لشاهدنا عدة مواقف تقولها بلسان الحال، فنجد التهور في القيادة والتفحيط ومصادرة سلامة وحقوق المارة والعابرين، فضلاً عن تجاوز الاشارة الحمراء وصولا بالبعض إلى استخدام التنبيه بشكل مزعج لكي لا يقف من هو أمامه للاشارة أول ما تضيء. والمحزن انه أصبح جزء من النظام اغلاق المسار الأيمن عند الاشارات، والمعاناة من الوقوف الخاطئ عند الأسواق والمطاعم واغلاق الخروج على من يقف بشكل نظامي من دون أي احساس بالمسؤولية واحترام للآخرين ومراعاة ظروفهم، علاوة على ما تسبب هذه التصرفات الخاطئة من عرقلة للسير وتكدس للمركبات ومضار نفسية للجميع، وشعار من يفعل ذلك هداه الله: "إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب" و"أنا والطوفان من بعدي"، جاهلين أو متناسين قول رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم: "أعطوا الطريق حقه"، ويقول عليه الصلاة والسلام: "إماطة الأذى عن الطريق صدقة"، فكيف بمن تكون مركبته أذى بسبب أسلوبه الخاطئ في القيادة، أو كما نرى من البعض حين يرمي المخلفات في الطريق. ولأن الحديث عن الأنانية، فعندما يرى البعض الازدحام وطول طوابير الانتظار في الأسواق أو البنوك أو الدوائر الحكومية، نجده يحاول تجاوز القائمة والمنتظرين بأي وسيلة، وكأنه أفضل من الجميع، فهل يعي مثل هؤلاء قول رسولنا الكريم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، ومع الشكر والتقدير لجمعية "واعي" وجمعية "التنمية الاجتماعية" التابعتين لوزارة الشؤون الاجتماعية لطرحهما بعض البرامج التوعوية للمجتمع، إلا أنهما بحاجة للكثير من الدعم لتقديم المزيد، كما نأمل من دعاتنا الأكارم وأئمة المساجد والخطباء والمعلمين الأفاضل التركيز في مكارم الأخلاق في المحاضرات والندوات العلمية، ودعم هذه البرامج التوعوية عن طريق الاعلانات في المحطات الفضائية حيث إن عدد المشاهدين يبدو أكثر ممن يقرأ أو يحضر المحاضرات والندوات، مع ضرورة تطبيق النظام بحق المخطئ عن طريق الأجهزة الحكومية ذات الشأن، فكما قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليزع بالسلطان ما لم يزع بالقرآن".