نشرت مجلة (الدرعية) في عددها السابع والثلاثين والثامن والثلاثين دراسة للأستاذ سعود بن عبدالله الحزيمي مدير مركز الوثائق والمخطوطات بمعهد الإدارة العامة بالرياض بعنوان (شعراء ال بسام في التويم وشعرهم: دراسة وتحقيق) والحقيقة أنني سعدت بالإطلاع على هذا البحث الشيق الذي بذل فيه الباحث الكثير من الجهد لأنه يتجه في سياق في غاية الأهمية وهو تأصيل الأدب الشعبي وتحقيقه والذي يعمل عليه عدد من الباحثين على رأسهم الدكتور سعد الصويان والزميل سعد الحافي وغيرهم. وشعراء آل بسام في التويم من الشعراء الذين خفي على الناس كثير من جوانب سيرهم وضاع أغلب نتاجهم الفكري خاصة أنهم عاشوا خلال الفترة الغامضة من تاريخ نجد، من هنا تكمن أهمية البحث في تحقيق سيرهم وأشعارهم ومن أبرز شعراء ال بسام الذين وردت الإشارة إليهم في عدد من المصادر شاعر عرف ب(ابن بسام) ذكرت له قصة مع أحد شعراء عمان حين أرسل له قصيدة تضمنت رموزاً وألغازاً استطاع ابنه فك أسرارها. تحدث الباحث في القسم الأول من الدراسة عن شعراء آل بسام في الدراسات السابقة، وأما في القسم الثاني فسجل خلاصة الدراسة ونتائجها حيث لخص الباحث ما توصل إليه من إجابات مؤكدة أو استنتاجات محتملة حول ما أثير من تساؤلات عن أولئك الشعراء ونوجزها في النقاط التالية: أولاً: التعريف بشعراء آل بسام وعددهم: والذي أراه المحور الأهم في الدراسة حيث وافق الباحث الدكتور سعد الصويان في كتابه (الشعر النبطي: ذائقة الشعب وسلطة النص) في تعيين ثلاثة منهم ولكنه استطاع التعريف بهم من خلال الوثائق التي نشرها في دراسته كمصادر جديدة وهم كما يلي: الشاعر الأول، الشيخ طلحة بن حسن بن بسام (ت970ه) وهذا هو الشاعر الذي أشير إليه في المصادر ب(ابن بسام) وذلك من خلال (مخطوطة أشيقر ووثائقها) التي طرحت باسمه بالكامل وأنه هو من قام على قصيدة الشاعر العماني (علي بن هلال الجبري) وليس (قطن بن قطن) كما في بعض المصادر ونص القصيدة في الوثيقة أقرب إلى الصحة من نصوص المصادر الحديثة بلا جدال. الشاعر الثاني: بسام الذي رجح الباحث أنه من فرع آل فارس بن بسام بن عساكر وليس من أحفاد الشاعر الأول وأيد ما جاء عند الصويان والفهيد من أنه هو من قال قصائد في مدح (براك بن حميد 1081-1094ه) مؤسس دولة آل حميد في الأحساء وغيره من الحكام. الشاعر الثالث: فارس بن سليمان بسام الذي ورد اسمه صراحة (فارس بن بسام) في المصادر التاريخية والمجموعات الشعرية وذكر ابن عيسى وفاته عام 1214ه. ثانياً: نسب شعراء بسام وموطنهم: حيث أكد أن آل بسام جميعهم ينتهون في نسبهم إلى بسام بن عقبة بن ريس بن زاخر من الريايسة من الوهبة من قبيلة تميم، وقد وضح أن الشاعر الأول الشيخ طلحة بن حسن كان من سكان بلدة أشيقر وعلمائها خلال القرن العاشر الهجري وأنه كان ممن أقام في العود بالتويم في أقليم سدير وتملك فيها، أما موطن الشاعرين الثاني والثالث فهو العود بالتويم في إقليم سدير الذي كان عامراً في وقتهم وخرب في نهاية القرن الثالث عشر الهجري. وفي القسم الثالث من الدراسة تناول الباحث النصوص الشعرية وعمل على دراستها وتحقيقها مستعيناً بعدد من المصادر المخطوطة والمطبوعة، حيث جمع النصوص الشعرية لشعراء ال بسام وهي تسع قصائد، قصيدة واحدة للشاعر الأول وخمس قصائد للثاني وثلاث قصائد للثالث، حيث ينقل النصوص من أحد المصادر المتاحة ثم يقوم بتحقيق أبيات كل قصيدة وإثبات الفروق في الهامش بين نص المتن الأصلي ونصوص المصادر الأخرى. الدراسة تعد إضافة نوعية مفيدة لكل باحث في الأدب الشعبي وقد بذل فيها الباحث جهداً كبيراً في التحقيق والتوثيق واستعان بالوثائق التي رافق صور بعضها في ملاحق البحث فأعطى الدراسة بعداً تاريخياً وحضوراً علمياً وكشفت عن جوانب غامضة حول هؤلاء الشعراء خاصة فيما يتعلق بالشاعر الأول الشيخ طلحة بن حسن بن بسام ويسجل للباحث هذا السبق العلمي حول هذه الشخصيات الأدبية والذي يندرج في سلسلة الأبحاث المتصلة بتأصيل الأدب الشعبي وتحقيقه فله منا كل التقدير والثناء.