قالت شويله شالها البين والنيا جرحٍ على كل الآباد فنيع لا واهني الناس في نومة العشا ونومي على سلم وشوك نقيع لا وا ولدي ما جابن البيض مثله ليا اعتلى في سرج كل طليع لا وا ولدي حاكم ثمانين قريه ومكيالها مد العراق يريع يحدث على البيبان لايغلقونها من خوف هتاش الخلا لايضيع غدن به ثلاثٍ من بنات آل عامر رهاف الثنايا واصلهن رفيع غدت به هيا هي والصنوت وزينه وقلب الفتى بين الثلاث يضيع وهو وديعك يا ذياب بن غانم حيثك وديع أوي وديع اسم الشاعرة: يسمونها رواة الجزيرة العربية شويله واشتهرت بأم الخفاجي عامر وهي من بني خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب بن ربيعه بن عامر بن صعصعه بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر. عصر الشاعرة: جاء عند ابن خلدون أن خفاجة انتقلوا فأقاموا بالعراق وملكوا ضواحيه وكانت لهم مقامات وذكر وهم أصحاب صولة .وجاء في (إتحاف الورى )لابن فهد في 402ه أن حماد بن عدي الخفاجي اعترض حجاج العراق في عودهم وحبسهم بالعقبة ولم يسلم منهم إلا من تخفر ببني خفاجة، وذكر ابن خلدون في عام417ه "كانت الفتنة بين قرواش وبين أبي أسد وخفاجة لأن خفاجة تعرضوا لأعماله بالسواد فسار إليهم من الموصل وأميرهم أبو الفتيان منيع بن حسان .. والتقوا بظاهر الكوفة وهو يومئذ لقرواش فخام قرواش عن لقائهم وأجفل ليلاً للأنبار .واتبعوه فرحل عنها إلى حلله واستولى القوم على الأنبار وملكوها . ثم وقعت الحرب بين قرواش وبين خفاجة ثانياً وكان سببها أن منيع بن حسان أمير خفاجة وصاحب الكوفة سار إلى الجامعين بلد دبيس ونهبها . وهذا يؤكد ما جاء في قصيدة شويله من سيطرة خفاجة على أجزاء شاسعة من العراق في منتصف القرن الخامس الهجري والذي شهد هجرة قبائل بني هلال إلى شمال أفريقيا. مناسبة القصيدة: ترتبط هذه القصيدة بقصة رحيل بني هلال إلى شمال إفريقيا حيث يذكر رواة الجزيرة العربية ان بني هلال مروا بديار عامر الخفاجي وقد كانت شويله والدته تخشى عليه من العشق وتحذره من النظر إلى ضعائن البدو المارين بهم وكيف أنهن احتلن عليه حتى تعلق بهن فقرر المسير معهم إلى شمال إفريقيا فلم تجد الأم المفجوعة سوى أن توصي على ابنها ذياب ابن غانم .وتذكر الروايات أن عامر الخفاجي قتل في حروب بني هلال وفي ذلك يقول محروت ابن هذال من شعراء القرن الثالث عشر الهجري: ولد الخفاجي راح وامه تذوده واخر لنا قصر الاخيضر وعربيد دراسة النص: تختلف أبيات القصيدة في الجزيرة العربية من راو لآخر وقد اخترت منها ما يتسق مبناه ومعناه ،وقد ظهر أسلوب شعراء ذلك الوقت على القصيدة حيث وضعت الشاعرة وسمها على مطلع القصيدة ثم وضحت حالة الألم والسهر التي تعاني منها لتتوجد على ذهاب ولدها الفارس الذي لم تأت حرائر النساء بمن يشابهه والذي كان يمد نفوذه على ثمانين قرية في العراق وكان كريما حريصا على أن لا تغلق الأبواب مساءً حتى لا يأتي ضيف ولا يجد من يستقبله ثم تذكر أسماء من تظن انه عشقهن وتجعل ولدها في جوار ذياب ابن غانم بعد ان ترك قبيلته ووطنه. وبمقارنة الرواية مع روايات شمال أفريقيا نجد بعض الرواة في ليبيا يذكر أن والد الخفاجي اسمه عامر وقد كان شيخاً طاعناً في السن وينسبون له أبياتاً يخاطب فيها ابنه: خليتني يا ولدي عند مكبرى حتى ظهري صابني فيه صايب وخليتني يا ولدي مثل العزوز بلا ولد يكرهنها جاراتها وجميع العرايب وخليت يا ولدي مثل الدقيق على الصفا يهبن فيه الارياح من كل جانب وخليت يا ولدي ثلاثين حليلة مالترك من خلاف بنات العرايب وخذنك بنات هلال سود عيونهن كما حب زيتون في الاثمار طايب وعند بعض رواة تونس يسمونه (ولد الخواجه عامر) وانه قاتل بني هلال ويذكرون سبب مهادنته وتولعه بالجازية بهذا النص "عشيتها الزازية بنت بو علي كانت حاضرة في الميعاد قالت:آمروا بالرحيل من توه وركبوني في قب على شالخ الناب وحلوا بي المسير ،نقت الطبول وقام الرحيل من وقتها ومع وجوه الصباح تعرض ولد الخواجة عامر مثل عادته وحينما طل زحزحت الزازية خمارها وقالت:رفعنا ياولد الخواجه عامر. ولما سمع صوتها وتمكن من رؤيتها عقله من الراس تسلب،وذهبت عنه الصميله وما فاد كان دور جملة النجع وضيفه ثلاثة ايام.ثم طلب من اولاد هلال يذهب معهم ولما بلغ بوه خبر ذهاب ابنه قال له(خليتني عندما كبرت بعد ما صابني في الظهر صايب،لو كانكم اثنين نقول مالاه لوكان غايب،ياضناي خذيت لك مياة مرا من بنات الترك من غير بنات العرايب)" وقد تعمدت إيراد رواية ليبيا وتونس بنفس لهجتهم دون تغيير حتى نبين الفرق والتغير الذي طرى على القصيدة نتيجة تغير لهجة الرواة بسبب البعد الزمني والمكاني عن منشأ القصيدة حيث لم يبق من معالمها سوى الحدث الذي عبر عنه الرواة بقصيدة مختلفة عن الأصل حتى أنهم قلبوا خفاجة إلى خواجة.وهذا التغيير ملحوظ في الروايات خارج الجزيرة العربية إلا أن بعض القصائد بقي محافظاً على القافية وبعضها الآخر حافظ على بعض الأبيات المتطابقة.