كما هو معروف أن للخيل والهجن مكانتها الخاصة عند العرب منذ القدم، وعلى أن أغراض الغزل الشعرية مثلاً، كانت تشكل جزءاً كبيراً من اهتماماتهم، إلا ان الخيل والهجن احتلت مكاناً وحيزاً هاماً لديهم..(1) ولعل الخيل وهي شريك الرجال في الأسفار والحروب والقتال، كان لها قيمة بارزة لدى العرب ومع شدة حب العرب للخيل العربية الأصيلة، فإنه يزداد تفاخرهم بها ويزداد كذلك وصفهم لها وتفننهم في ذلك الوصف.. يقول الشاعر عضيب بن حشر القحطاني: يا سابقي حبك مقيم على ساس أمولع في حبك القلب توليع حلفت لو ساموك بفلوس عباس أني شفيع فيك لا أصخى ولا أبيع ولا دخل قلبي من البيع هوجاس وأن زودوا لي بالثمن قلت ما أطيع ياما حلا لا شلت الذيل والراس مثل المهاة اللي تهاب المتاييع ولعلهم أيضاً وهم قد تفننوا في اقتناء أجودها وأبرزها حتى اصبحت وكأنها جزء شخص مالكها.. يقول الشاعر ساجر الرفدي: وأمهرتي وأنا عليها شفاوي ان قيل ياهل الخيل تطري عليه ماني معودها لكسب الشواوي ولا رددت فرق البقر بالزوية أبرها لمكسرين العزاوي والحق عليها كل راعي ردية يوم الملاقى تعترض بالأهاوي الي تنادوا بينهم بالحميه ويصف العرب الخيول الأصيلة بأوصاف جميلة ورائعة، يجسدون ذلك كثيرا في قصائدهم التي يتداولونها في مسامراتهم واجتماعاتهم الجميلة: يقول الشاعر ابن غلثم: يقول ابن غلثم شرى له حصان من ساس خيل طيبات عموقه علمي بكثر الهم ساعة لفاني زين مقاده سمح الله وفوقه عريض ما يلحق عليه البطان مربع الجمهات برص شدوقه ذيله يشادي صايح في بيان لا طالع الخلفات يبغي لحوقه @ وبعد فهذه كانت نماذج من ابداعات الشعراء شعراً في وصف الخيل والهجن، كما يتضح مدى حب العرب لها وتفضيلها.. (1) من نوادر الأشعار/ عبدالله سعود الصقري الطبعة الأولى 1401ه