نهر الدائري الشرقي وذكريات وادي البطحاء في كل صباح ومساء عندما انغمس في نهر الطريق الدائري للرياض العاصمة اتذكر ايام الطفولة و شارع البطحاء قبل ان يردم ذاك الوادي وقد كان المرور في شارع البطحاء والمناطق المجاورة له مجازفة يضيع معها النهار وطرف من الليل بسبب الزحام الكثيف من السيارات التي تكاد تتضجر من كثرة استخدامها للمنبه. لقد كانت الطرق الدائرية التي تم تنفيذها قبل اكثر من عقد من الزمان حلا رائعا لربط الاحياء بعضها ببعض، كما ان انسياب حركة المرور فيها يتم بسلاسة ويسر، اما اليوم فالدائري اصبح نهراً يفيض مما سبب اشكالات مرورية كبيرة كل صباح ومساء. قال لي زميل مخطط ونحن نشاهد خريطة الرياض: ان ما هو داخل دائرة الدائري سوف يصبح (بطحاء) وان ما هو خارجها غير ذلك ويبدو ان ذاكرة البطحاء تؤرق المخططين. وفي اعتقادي ان الدائري الشرقي يعد شريان المدينة اذ يربط المصانع والمطار والاحياء وغير ذلك وكثافة المرور فيه نتيجة اختلاف انواع المركبات ربما تعد الاكثر في الاتجاهات. ومن اللافت للنظر في هذا النهر انه اذا حدث في احدى ضفتي النهر حادث مروري توقف النهر كله وذلك بسبب شغف الناس لرؤية تلك الحوادث ثم تتوالى الحوادث فيه بشكل متكرر . ان تخفيف الضغط على هذا الطريق مطلب ملح حتى لا تتعطل الحركة فيه ويصبح بالفعل بطحاء جيدة، اذ ان من المستغرب جدا ان المعارض والمحلات تفتح على الطريق وهي الاكثر بين طرق الدائري وكان من الاولى ان تفتح على شوارع خلفية بدلا من ان تكون مصباً اضافياً على النهر الدائري. وقد يكون من المناسب ان تحول حركة المركبات الكبيرة على هذا الطريق اذ هي تكون في بعض الاحيان كالقطار لاتستطيع ان تجتازه ابدا الا حين تصل الى طريق الخرج وانت تريد المخرج لا الخرج!!.