في كتاب (THE CULTURE CODE) تطرق المؤلف الى ان كل شعب من الشعوب له (كود حضاري)، وعندما يفهم يمكن ان يعيد تشكل الأشياء وترتيبها حتى تستوعب الجديد وتتأقلم معه، وليس هذا فحسب بل ان ذلك يفتح لك باب الكنز، إذ تعد تلك الشفيرة التي حصلت عليها هي اسنان المفتاح التي تدخل من خلالها البهو لهذا المجتمع وتفهمه بطريقة صحيحة ومن ثم تتعامل معه. واعتقد ان ثمة مشكلة في عمران المدن في المملكة هي كثير من المعارين لم يفهموا بشكل صحيح تلك الشفيرة الحضاريه ولم يحاولوا قط ان يتعرفوا على كود المجتمع في الاشياء والفراغات، ومن ثم استخدامها بالشكل الذي يمكنهم بعد ذلك من انتاج منتج عمراني راق يتعامل معه المجتمع بصورة صحيحة ويقبله ويفتخر به وبما يعمله المعماري. وفي كثير من الاحيان يتعامل المعماري باستعلاء وبكسر تلك الشفيرة حتى يدخل على المجتمع ولذا فان المجتمع في مثل هذه الحال يكون في حال نفور من تلك العمارة التي دخلت عنوه الى باحاته ولم تكن ابدا مهتمة لفهمه والتعامل معه. إن كود الحضارة هو كائن حي يتفاعل مع المتغيرات ويتأقلم معها ويمكن للمعماري ان يدرسه من خلال التحليل والبحث الاكاديمي المتعمق في معرفة الشفيرة التي صنعت تلك المفردات المعمارية في كل مدينة وقرية وفي كل زاوية وناصية من عمراننا الجميل.لقد اندثر كثير من الارث الحضاري العمراني الذي كان الآباء والأجداد يتوارثونه وأصبح البعض يحاول عبثا استجلاب ذلك من خلال زوايا هنا وهناك في ملاحق واستراحات لعل معماري المستقبل يستلهم منه شفيرة العمران. وفي هذا الصدد لا ننسى الجهد الذي تبذله الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في فهم تلك الشفيرة واعادة تشكيلها بل والحصول عليها بالفعل من خلال ما احدثته من تطوير رائع في وسط الرياض ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي وهي تؤكد ان على المعماري البدء من الجذور والعودة الى الارض لفهم وتفهم العمران الذي نشيده وننشده.