عندما يفقد الإنسان عزيزاً عليه سواء كان صديقاً أو قريباً أو اخاً أو ابناً تعجز الكلمات وتقف العبارات حائرة في التعبير عما يجيش في صدره من مآس وآلام فكيف عندما يكون الفقيد احد الوالدين وكيف إذا كان الفقيد الأم ذلك الصدر الحنون والقلب الرؤوم الرحوم والنهر المتدفق حباً وحناناً وعطاءً، ان الإنسان مهما بلغ من العمر يظل ينظر إلى أمه على انها ذلك الحصن الحصين والظل الظليل الذي يركن اليه بعد الله كل ما نابته نوائب الدهر وأحس بالجفاء لأن صدر الأم وقلبها الحنون لايمكن ان يتخلى أو يجفو مهما كانت الظروف ومهما ادلهم الخطب فهو المكان الذي يشعر فيه الإنسان بالطمأنينة والهدوء ويعود اليه، كما كان يلجأ اليه في طفولته يبحث عن الدفء والحنان، لذلك فإن الفقد يكون كبيراً والمصاب جللاً والموقف أكبر من ان يعبر عنه بالكلمات وان خرجت الكلمات فإنها تأتي على صورة زفرات مكبوتة وتأوهات مبحوحة عاجزة عن التعبير عما تكنه الصدور وما يختلج في القلوب. حقك أكبر من قصيد ومن كلام وحر فقدك ما تطفيه الدموع من بكا أمه دم ما أظنه يلام من يلوم القلب لو فج الضلوع صار نور البيت من عقبك ظلام عن شعاع الشمس ما تغي الشموع عامر لكنه بعيني هدام موحش عقب الونس جوه يروع اطلب الله عد من صلى وصام وعد ماطافو بيته من جموع وعد ما بل الثرى وبل الغمام وعد ما اورق من بساتين وزروع اطلبه يجعلك في دار السلام في جنان طلعها من كل نوع في جنان الخلد في أعلى مقام يا من تصلين والعالم هجوع يامن تناجين والعالم نيام في ركوع وفي سجود وفي خشوع طيبة متسامحة حلوة كلام جابلك ربي على حسن الطبوع صابرة متصبرة رغم الآلام ما جزعتي والبشر طبعه جزوع حكمة الله ما على الدنيا دوام كل حي غير وجهه للنجوع معذرة يعجز عن الوصف الكلام وما تطفي واهج القلب الدموع محمد إبراهيم الأمان المجمعة