نار الأحزان بقلوبنا سعيرة لوفاة الوالد الرحيم العطوف الحنون والدنا الشيخ حسن بن عمر آل الشيخ يوم الأربعاء ليلة الخميس الموافق 14-5-1431ه فقد أوقد فقده منا الضلوع... وقلّ الصبر وزاد الهلوع... وأبت النفوس الخشوع والهجوع... وأقسمت العيون ألا تضن بالدموع... كيف لا؟ ومصابه وهو البلاء العظيم والخطب المدلهم الجسيم... لكن ما يفيد البكاء وهو لا ينفع... والحزن وهو لا يرفع ونحن - أبناءه وأحفاده وإخوانه - نعلم علماً يقيناً بلا اشتباه أن هذه سنة المولى في خلقه... ولا تبديل لكلمات الله... فالصبر للرزية والتسليم لقضاء الله أحرى وأحلى... وماذا يفيد إذا كانت الأعمار رهائن... وقضاء الله لا محالة واقع... لأن الحياة ثوب مستعار وليس لأحد فيها قرار... فسلمنا الأمر لله وما دام سواه... قدس الله روحه ونور ضريحه. ولعلمنا ما لحياة إلا ظلال أو طيف خيال... وهل للظلام دوام... أو لطيف الخيال مقام وما الإنسان إلا كسفينة تجري في الماء يلعب بها الهواء كيف يشاء يعاد به دهره بالرغائب ويراوحه بالمعايب ويباديه بالمزاهرة... وينثني عن عهوده ولا يفي بوعوده. فليس بعجيب أن رمانا بصوائب سهامه ودهانا بكأس حمامه... كما أنه ليس من الحذاقة أن نجزع، فالجزع لا يجدي ولا ينفع ولو أنا ذرفنا من سواكب المدامع التي تزري السحب ما استطعنا أن ندفع حوامل الرزايا، فالحمام غاية الأنام ومآل الاحتلال في هذه الدار وإن استطال الارتحال من دار الفناء إلى دار البقاء. فلنصبر على هذا المصاب صبراً جميلاً... ونستقبل هذا الحادث وإن كان جليلاً بحسن العزاء، فإنه من دواعي الرضاء... ولأن ولّى والدنا الجليل مثال الوالد الصالح والرجل الغيور، فقد خلَّف فراغاً هائلاً لا يعوض في حياة أسرته وفي نفوس إخوته وأصدقائه وجميع عارفيه... فقد ترك من الذكر الجميل ما سيخلد اسمه فالكل يعلم بأنه - رحمه الله - كان زينة في خلقه وتقواه ومحبته للجميع. وصلته لرحمه وأقاربه. فنحن - أبناءه - ربما يفرط منا الزلل وتتعرض لنا العلل ويحدث منا العمد والخطأ فيمنحنا من عفوه وصفحه مثل الذي يحب ويرضى أن يعطيه الله من عفوه وصفحه ونحن على ثقة تامة ويقين لا يتزعزع على أنه ما قضى من استخلف ذرية نهضوا نهضته وسل كوا طريقته أطال الله لذريته البقاء ووقاهم شر الأسواء وحفهم بصنوف النعماء وصرف عنهم ضرور البأساء. ألهمنا الله جميعاً الصبر الجميل وعوضنا الأجر الجزيل وأمطر على الفقيد سحائب رحمته وأسكنه فسيح جنته وأفاض على الفقيد سحائب الرحمة والرضوان آمين.