اذا كان المسكن هو الغطاء الثالث للجسم - على اعتبار ان الجلد والملابس هي الغطاء الاول والثاني- فان التعامل معه على هذا الاساس يعطي نظرة مختلفه لما نتعامل معه في مساكننا اليوم مع استمرار الشتاء وقسوته. انه بالنظر الى مساكننا اليوم فهي كالثوب المرقع الذي يدخل الهواء جوانبه فيحيل بعض فراغاته الى مستودع تبريد ولذا يعمد الكثير منا الى ان يحتمي بالملابس - الغطاء الثاني - بشكل تام حمايه لنفسه وحين يتنقل من فراغ الى فراغ داخل المسكن يكون في بعضها دافئة فيبدأ الجسم في التضايق من الغطاء الثاني والتخفف منه وما ان يذهب الى بعض الفراغات التي ذكرت آنفا من انها مستودع تبريد يحصل المرض لهذا الجسم، وتكون المشاكل الصحية التي يتكدس فيها الناس في الاسعاف من نزلات البرد هي يمكن تشخيصها ومعالجتها هندسيا قبل ان يتدخل الطب فيها اذ هي في الغالب من المشاكل الحاصلة في الغطاء الثالث. لعلي اكتب هذا وانا اعرف ان الزملاء في الطب سوف يقولون ان هذا تدخل في جوانب من اعمالنا ولكن لعلي افرد مقالا اخر في تدخل الاطباء في اعمال الهندسة. اننا اذا اردنا ان نحمي انفسنا من البرد بشكل فاعل لابد من التأكد ان الغطاء الثالث محكم هندسيا بشكل تام من حيث النوافذ والابواب والحوائط والاسقف وانها قد عملت بطريقة هندسية صحيحة، بمعنى ان النوافذ محكمة الاغلاق و تحوي على طبقتين من الزجاج و الابواب الخارجية محكمه الاغلاق، اما الحوائط فالمطلوب هو ان تحوي على مواد عازلة وكذلك الاسقف وبهذا يصبح عند الباب الخارجي شماعة تكون عليها المعاطف والملابس التي يتحصن فيها المرء بعد ان يخرج من الغطاء الثالث. ولا يغب عنا مساعدة الفقراء والمساكين في هذا الجانب من ترميم هذا الغطاء من الخلل وحمايتهم من زمهرير البرد ومع ما يقدمونه من ملابس واغطيه لتتكامل الاغطية للجسم .