صدرت تحذيرات أخرى من مغبة الازدياد المتواصل للتركيبة السكانية والتي تفوق نسب إنتاج المحاصيل النباتية وان ذلك سيكون له الانعكاس السلبي على الغذاء وبشكل خاص في أجزاء متفرقة من الوطن العربي.. وقال الدكتور عبدالله الثنيان الخبير في الأمن الغذائي في مستهل حديثه ل "الرياض". الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا تضاها بكنوز الدنيا جمعاء فالصحة وسلامة الأبدان مبعث للنشاط وصفاء الأذهان وحسن الأداء والعطاء. لذا كان اهتمام الأفراد والحكومات بصحة الإنسان. فطالما اقترن العقل السليم بالجسم السليم وما القوى البشرية السليمة إلاّ ثروة يقع على عاتقها نهضة الأوطان والشعوب. ولما للغذاء من دور في صحة الإنسان فقد حظي إنتاج الغذاء باهتمام الأفراد والحكومات. ويضيف قائلاً: أنه ومنذ الخليقة والإنسان سخر كل ما وهبه الله من موارد طبيعية وبشرية لإنتاج ما يلبي احتياجاته من شتى أنواع الغذاء يحفزه في ذلك الزيادة المطردة في اعداد السكان والتناقص التدريجي في العديد من الثروات الطبيعية وما يحدث بالكون من تغيرات مناخية متسارعة زاد معها تصحر الأراضي وحرارة الجو وقلة في الأمطار.. ويواصل.. ووفقاً لتوقعات المنظمة العربية للتنمية الزراعية سوف يتراجع إجمالي المساحات المستغلة من الأراضي الزراعية في العالم العربي من حوالي (52.7) مليون هكتار عام 2004م إلى حوالي (51.3) مليون هكتار بنهاية عام 2014م كما ان المساحات المزروعة بالحاصلات الحبوبية ستنخفض بحوالي 3.9%، ومجموعة الدرنات بحوالي 6.9% ومجموعة الألياف بحوالي 29.9% بينما تزداد المساحات المزروعة بمحاصيل أخرى مثل البذور الزيتية بحوالي 66.8%، والخضر بنسبة 21.8% والمحاصيل السكرية بنسبة 19% والبقولية بنسبة 13.8%.. ورغم ان إجمالي نسبة المحاصيل الزراعية بصفة عامة سوف تزيد إلاّ ان نسبة هذه الزيادة سوف تقل عن نسبة الزيادة السكانية المتوقعة في المنطقة العربية خلال الفترة المذكورة، وعلى خلاف المحاصيل النباتية فإن مجموعة المنتجات الحيوانية من لحوم حمراء وبيضاء وألبان وبيض مائدة وأسماك سوف يشهد إنتاجها زيادة خلال الفترة ما بين عام 2004م وعام 2014م. وتمثل كل من الأراضي الزراعية والموارد المائية والقوى البشرية والمناخ الزوايا الرئيسية لأضلاع مربع الإنتاج الزراعي، ولقد حبى الله الأقطار المختلفة بمعدلات مختلفة من هذه الموارد لحكمة لا يعلمها إلاّ الله - حتى تتعاون وتتكامل هذه الأقطار لما فيه صالح بعضها البعض.. وتابع. ان ما حققته المملكة العربية السعودية من نهضة زراعية شاملة في ظل طبيعتها المناخية ومحدودية مواردها المائية وأراضيها الزراعية جعلها تتبوء مكانة مرموقة بين نظيراتها من الدول العربية الأخرى التي تملك مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ووفرة في المياه، ولقد حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين على ترشيد استخدام مواردها المائية وتوجيهها إلى ما يخدم أهدافها التنموية المختلفة، وأصبح من أولويات هذه التوجه تقنين زراعة الأعلاف والحبوب ذات الطبيعة الاستهلاكية الكبيرة للمياه وبفضل هذه السياسة انخفضت إجمالي المساحة المحصولية خلال خطة التنمية السابعة بحوالي 6.4% وقابلها زيادة في الإنتاج النباتي بحوالي 7.6% مما يعكس حسن كفاءة الأداء الإنتاجي. وفي مجال إنتاج الألبان الطازجة يضيف الدكتور الثنيان ان المملكة العربية قد حققت في عام 2004م نسبة اكتفاء ذاتي بلغت حوالي 114.1% وأصبحت مصدرة لجزء من إنتاجها إلى عدد من الدول العربية المجاورة غير ان مشاريع إنتاج الألبان بالمملكة مازالت تعتمد على استيراد جزء من احتياجها العلفية من الخارج.. ومن جهة أخرى فإن المملكة تستورد عدداً من منتجات الألبان المصنعة كالأجبان بأشكالها المختلفة والزبد ومشتقات الألبان الدسمة ومنتجات الألبان التي تدخل في الصناعات الغذائية بلغ إجمالي قيمتها في عام 2006م حوالي (3.8) مليون ريال سعودي.