قام فضيلة الشيخ د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بزيارة لمقر المجلس الأعلى الاندونيسي للدعوة الإسلامية، والتقى رئيس المجلس الشيخ حسين عمر، والأمين العام الشيخ عبدالواحد العلوي، والأمين العام المساعد الشيخ مزين عبدالوهاب، وعدداً من أعضاء مجلس الإدارة، وتحدث معهم في شؤون الدعوة، وقدم الأمين العام للمجلس نبذة تعريفية مختصرة بالمجلس وأنشطته وأهدافه وأعماله. وفي ختام اللقاء قدم فضيلته هدية للمجلس بهذه المناسبة وشكرهم على حرصهم على التنسيق بين جهات وجمعيات الدعوة وما يقومون به من جهود. كما أمَّ المصلين بمسجد الفرقان بصلاة العشاء، وبعد الصلاة القى فضيلته كلمة توجيهية مختصرة بيّن فيها وجوب العمل بما يرضي الله وفق الكتاب والسنة ووجوب توحيد الصفوف وجمع الكلمة ونبذ العنف والتفرقة، والسمع والطاعة لعلماء المسلمين وولاة الأمر والدعوة إلى الله بقلوب مؤمنة وصادقة، ووجوب اخلاص النيات في جميع الأعمال، وفي ختام كلمته نقل إليهم تحيات المسؤولين والعلماء والدعاة بالمملكة ودعاءهم لهم بالعون والتوفيق والسداد، وحضر الصلاة أكثر من 5000 مصل. وفي يوم أمس الأول الجمعة ألقى خطبتي الجمعة وأمّ المصلين في جامع الاستقلال أكبر مسجد جامع في شرق آسيا، تحدث في خطبته عن الإسلام ومحاسنه وسجاياه وخلقه وآدابه التي ينبغي أن يكون عليها المسلم. وبيّن ان الإسلام دين شامل لجميع شؤون الحياة فقد جاء الإسلام لتحقيق مصالح الناس؛ فلا يأمر بشيء إلا وهو خير لهم ولا ينهى عن شيء إلا وفيه شر لهم؛ فالإسلام دين يبني ولا يهدم. وأكد على أهمية الترابط والتعاون والتآخي بين المسلمين ونبذ العنف والفرقة وأسباب الشقاق، ولزوم اتباع ما جاء به القرآن الكريم وما احتوته السنة النبوية الشريفة والابتعاد عن الابتداع في الدين. وحذّر من الانصياع وراء الأقوال المغرضة والتيارات الهدامة التي بدأت بمحاولة التغلغل في وسط المجتمعات الإسلامية كأفكار التطرف والإرهابية والراديكالية. وبيّن ان الإسلام دين وسط فهو يخالف الإرهاب وينكره كما ينكر كل ما يخالف مبادئه وتعاليمه السمحة، وأكد ان الإرهاب أمر قبيح حيث انه لا بلد له ولا دين ولاجنس، وحذر من الغلو والتطرف، وانه لابد للمسلمين من توحيد الصفوف واجتماع الكلمة والتمسك والاعتصام بحبل الله، والحرص على التنسيق والتعاون المثمر في كافة المجالات، خاصة في هذا الزمان الذي هو زمن التحديات المليء بالمصائب التي من أشدها الهجوم الإعلامي الذي جاء من أعداء الإسلام للضرب على الإسلام والمسلمين والطعن فيه، فلابد على كل مسلم أن يجعل الإسلام منهجاً لحياته، ودعا في ختام خطبته للمسلمين بالخير والهداية والصلاح وجمع الشمل وتوحيد الكلمة والفوز بالدارين. وبعد انقضاء الصلاة التقى في صالة كبار الضيوف التابعة للمسجد مدير مسجد الاستقلال ورئيس المجسد ورئيس مجلس العلماء وأعضاء المجلس، وأئمة ومؤذني المسجد وأعضاء هيئة مجلس إدارة مسجد الاستقلال، وقدم فضيلته لهم الهدايا التذكارية بهذه المناسبة. وقد حضر الصلاة أكثر من 10,000 مصل تجمعوا في المسجد من وقت مبكر من صبيحة يوم الجمعة، كما حضر الصلاة سفير خادم الحرمين الشريفين في جاكرتا وسفراء الدول العربية والإسلامية في إندونيسيا، وكذلك وكيل وزارة الشؤون الدينية لشؤون الحج وعدد من المسؤولين في الحكومة الاندونيسية والجالية العربية والإسلامية والسعوديون المقيمون في جاكرتا وأبناؤهم. ٭ في مساء اليوم الثاني من زيارته لاندونيسيا، حضر فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، حفل العشاء الذي أقامه السفير السعودي في منزله بجاكرتا تكريما وترحيبا بمقدم فضيلته إلى اندونيسيا، وقد خصصه للسعوديين في اندونيسيا، وحضره منسوبو السفارة السعودية والملحقيات التابعة لها في اندونيسيا ومنسوبو معهد العلوم الإسلامية والعربية، وأكاديمية الحرمين الإسلامية السعودية، وعدد من أبناء الجالية السعودية في جاكرتا. وقد أكد السفير عبدالله بن عبدالرحمن عالم، أهمية مثل تلك الزيارات لأئمة الحرمين الشريفين ولأصحاب الفضيلة العلماء والدعاة، ولقائهم باخوانهم السعوديين الذين يعيشون في الخارج، وان أهمية تلك الزيارات مهمة أيضا لاخواننا المسلمين في كل مكان وفي اندونيسيا على وجه الخصوص، وبدوره شكر فضيلة الشيخ السفير على هذا التكريم وشكر جميع الحاضرين ودعا لهم بالعون والتوفيق والسداد، وحثهم على أن يكونوا خير سفراء لدينهم وعقيدتهم السليمة الصافية، وان يمثلوا بلادهم خير تمثيل ويرسموا الصورة الحقيقية والحسنة والمشرفة للمملكة، وشد على أيديهم بالعمل والصبر والجد والاخلاص وهم يعيشون خارج البلاد. كما قام فضيلته بزيارة لمعهد العلوم الإسلامية والعربية في جاكرتا - التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - وتجول خلال زيارته على القسم الإداري والجامعي بالمعهد، ثم ألقى محاضرة بعنوان «خواطر من النفس حول طلب العلم وصفات أهله» قدم لها عضو هيئة التدريس بالجامعة د. ابراهيم بن ناصر الشقاري، وفي مقدمة المحاضرة شكر فضيلته القائمين على المعهد والمسؤولين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على ما يقدمونه من تسهيلات، وما يوفرونه من خدمات ومستلزمات تعليمية مختلفة لطلاب العلم سواء في الجامعة في الرياض أو في فروعها بالمملكة أو خارجها. وبيّن ان الجامعة تنطلق في منهجها التعليمي وفق المعتقد الصحيح ولزوم السنة، وتسير على منهج السلف الصالح المعتدل، على ضوء سياسة التعليم بالمملكة العربية السعودية، التي تقدم المناهج الدراسية لأبناء الأمة الإسلامية من مختلف البلدان. وفي ختام محاضرته فتح المجال للطلبة واستمع منهم وأجاب على أسئلتهم، وقد قدم فضيلته بعض الهدايا للطلبة الحاضرين كان من تلك الهدايا منح أحدهم فرصة العمرة.