افتتح معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الفيصل الندوة الثالثة للهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي والتي حملت عنوان: (مراكز التقويم الذاتي وضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي: الهيكل والدور والمسؤوليات) وذلك نيابة عن معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري رئيس مجلس ادارة الهيئة صباح يوم أمس الثلاثاء في قاعة الملك فيصل بفندق الانتركونتننتال. وقال الدكتور العنقري في كلمة الافتتاح التي القاها الدكتور الفيصل: ان هذه الندوة تركز على الجوانب الأساسية في عملية التقويم وضمان الجودة من خلال ما سيقدمه بعض الخبراء المتميزين في هذا المجال، وعرض بعض التجارب التي تمت في جامعات المملكة. واضاف إن مؤسسات التعليم العالي بصفتها بيوتاً للخبرة، ومعامل الابداع والابتكار، ومن خلالها يتم التأثير على جميع جوانب الحياة العلمية والعملية للمجتمع وليست هناك حاجة لمزيد من التأكيد على اهمية هذه النتائج. وأبان القيادة الرشيدة اهتمت بالدعم لهذا القطاع، وتحققت به كثير من النتائج الإيجابية خلال الفترة الماضية من ابرزها زيادة عدد الجامعات والكليات والمعاهد الحكومية بصورة تتناسب مع خريجي الثانوية من ابنائنا وبناتنا ليجدوا مكانا لهم لاستكمال تعليمهم العالي، كما ازداد عدد الخريجين والخريجات في مختلف التخصصات العلمية لدرجة حققت فيها الدولة اكتفاءً ذاتياً في كثير من التخصصات والقطاعات، اضافة الى انشاء مؤسسات تعليمية أهلية ادراكاً منها في دفع مسيرة التنمية واستكمالا للمسيرة المباركة في تطوير التعليم. وأشار الى ان صدور أمر سام بتأسيس الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي هو استمرار لمسيرة التطوير في مؤسسات التعليم العالي وضرورة تحسين جودة التعليم العالي وزيادة فعاليته وتخريج جيل من الطلاب والطالبات قادر على مواجهة التحديات في مختلف المجالات، والعمل على تنمية قدراته الإبداعية والابتكارية والثقافية والعلمية. وأشار الى ان هذه الندوة الثالثة التي تنظمها الهيئة هو لتأكيد أهمية التقويم وضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي، وخاصة فيما يتعلق بالدور الأساسي الذي يجب أن تضطلع به هذه المؤسسات في تحقيق الجودة، وبالتالي فعلى كل مؤسسة تعليمية الاهتمام بذلك ودور الهيئة هنا تحفيزي ومساند للدور الذي تقدمه وترعاه المؤسسة التعليمية. واضاف ان انشاء مراكز داخلية للتقويم وتحقيق الجودة في مؤسسات التعليم العالي في قطاعيها العام والخاص يعد خطوة اساسية ينبغي على كل مؤسسة تعليمية اتخاذها لتهيئة البيئة الاكاديمية لديها من اجل تحقيق الجودة الذاتية، وضمان الاستمرارية في تحسين اداء تلك المؤسسة في كافة المجالات الادارية والمالية والأكاديمية على وجه الخصوص، وان أهم هذه الأنشطة هو اعداد تقارير للتقويم الذاتي، التي تعد خطوة في تحقيق الجودة على المستوى الداخلي والخارجي للمؤسسة. واختتم العنقري كلمته التي القاها بالنيابة الدكتور الفيصل ان هذه الندوة تتبع الفرصة للاطلاع على بعض التجارب للتقويم والاعتماد الأكاديمي التي تمت في بعض مراكز المملكة وجامعاتها التي بادرت الى انشاء مراكز خاصة للتقويم وتحقيق الجودة التعليمية في مؤسساتها. وأشار الدكتور عبدالله بن عبدالكريم المسلم الأمين العام للهيئة أن الندوة والتي تستمر ليوم واحد تهدف إلى إيجاد توعية وخاصة بين أعضاء هيئة التدريس بالجامعات والكليات السعودية عن الدور الاستراتيجي الذي يلعبه التقويم والاعتماد الأكاديمي لمؤسسات التعليم العالي للوصول إلى مستويات عالية لتحسين جودة التعليم ومخرجاته. ويشارك في الندوة علماء ومختصون يعرضون تجارب وخبرات بعض الجامعات منهم الدكتور ايان ألن مستشار دولي في أساليب ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي من أستراليا، والدكتور روبرت سكوفيلد مستشار دولي في أساليب وتقديم ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي من بريطانيا. إضافة إلى عرض تجربة جامعة الملك عبدالعزيز في إنشاء مراكز التقويم الأكاديمي وضمان الجودة ألقاها الدكتور محمد بن اسماعيل عبدالسلام مدير وحدة التقويم الأكاديمي بالجامعة وتجربة ثانية لجامعة الملك فهد في التقويم الذاتي للبرامج الأكاديمية للدكتور محمد بن سعد آل حمود مدير مركز تقويم البرامج بعمادة التطوير الأكاديمي بالجامعة. وناقشت الندوة مهام مراكز التقويم وضمان الجودة بهيكلها التنظيمي والتقويم الذاتي وإجراءات ضمان الجودة اضافة إلى ورشة عمل عن العوامل المؤثرة للتقويم والجودة وحلقة نقاش. وفي نهاية الحفل قدم د. عبدالله العثمان اهداء للدكتور عبدالله الفيصل بمناسبة افتتاح الندوة. من جانبه أوضح الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي في تصريح ل «الرياض» بأن عملية التقويم وضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي عملية مهمة ومستمرة يجب أن تقوم بها المؤسسات التعليمية لضمان الجودة في البرامج التي تقدمها وقال انه من هذا المنطلق قامت ندوات حول مراكز التقويم الذاتي وضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي للاطلاع على بعض التجارب للتقويم والاعتماد الأكاديمي التي تمت في بعض جامعات المملكة بالإضافة إلى مشاركة عدد من الخبراء العالميين حول الجودة في التعليم العالي. وأشار د. العثمان إلى أن أولى هذه الندوات انطلقت في ذي القعدة من العام الماضي ألقيت خلالها عدة محاضرات ومنها خبرة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في التقويم والاعتماد الأكاديمي، كما تضمنت محاضرة عن العلاقة بين الاعتماد والجودة في التعليم العالي قدمها أحد الخبراء العالميين وكذلك محاضرة عن تقويم مخرجات التعليم ومحاضرة حول دليل التقويم الذاتي للبرامج الجامعية لجامعة الملك سعود، أما الندوة الثانية فقد انطلقت في ربيع الأول من العام الحالي وكانت عن أساسيات الترخيص والاعتماد الأكاديمي في التعليم العالي واشتملت على عدة محاضرات منها: تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة ومحاضرة حول ضمان الجودة للتعليم العالي في كندا. وقال الدكتور العثمان بأن الندوة الثالثة التي انطلقت اليوم (أمس) اشتملت على محاضرات ألقاها أحد الخبراء الأستراليين في مجال توكيد الجودة في التعليم العالي بالإضافة إلى مشاركة بعض الجامعات السعودية في عرض تجاربها المتعلقة بالجودة والتقويم الذاتي ممثلة بجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن. واختتم د. العثمان تصريحه مؤكداً حرص معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري رئيس مجلس إدارة الهيئة على تذليل كافة العقبات التي تواجه مسيرة التعليم العالي من خلال عملية التقويم المستمرة لمؤسسات التعليم حتى نصل إلى ما نصبو إليه جميعاً من جودة في مجالات التعليم العالي ومخرجاته.