عام 2019م بدأت فيه وزارة الثقافة إصدار تقريرها الثقافي، ومن ثم توالى إصدار التقرير. هذا التقرير منجز وطني في ميدان الدراسات والأبحاث لم يمنح حقه من الكتابة عنه والإشادة به، فهو وإن كان يحمل عنوان تقرير الحالة الثقافية لكنه من منظور المتخصص في علم الاجتماعي، والممارس للعمل البحثي ينطبق عليه ما ينطبق على مفهوم الثقافة من سعة المساحة التي يغطيها، فهو تقرير يغطي تفاصيلنا الثقافية المادية وغير المادية، ويضعنا أمام رقم وكلمة؛ بمعنى أنه لم يكتف بالأرقام في معناها الكمي، وإنما فسرها وحللها من خلال لغة الكلمة، واستطاع ببراعة جمعت بين المعلومة في شكلها الخام، وفي قوالبها المعرفية العلمية التي يستفيد منها المطلع المتابع للحراك الثقافي والباحث الذي يسعى إلى المعلومة المرجعية أن يضعنا أمام تقرير متقن احترافي إبداعي تشويقي من خلال الصورة وجمال الإخراج وسلاسة عرض المعلومة. تقرير الحالة الثقافية يضعنا أمام ضخامة إرثنا الثقافي، وتنوعه وتميزه وخصوصيته التي يكتسبها من هوية سعودية متنوعة الثقافات المحلية ومتوحدة النتيجة الثقافية الجامعة. بدئ التقرير بعد صفحات البدء اللازمة بكلمة لسمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود: «تعيش الثقافة السعودية أزهى أوقاتها، لما تحظى به من اهتمام كبير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد -حفظهما الله-». «واليوم نضع بين أيديكم، «تقرير الحالة الثقافية في المملكة العربية السعودية 2019م: ملامح وإحصائيات» لنوثق حصادنا في العام الماضي، من قرارات ممكنة ومبادرات والإنجازات ورصد الاتجاهات الإبداعية والفنية والأنماط الجديدة وحالة الإنتاج الثقافي ومعدلات المشاركة المجتمعية وغيرها من الجوانب، إيماناً منا بأهمية توثيق هذه المرحلة الذهبية للثقافة، وضرورة الشفافية في مسيرة وزارتكم». تقرير الحالة الثقافية: تقرير بدأتُ معه رحلة قراءة مطولة وممتعة ومثرية وضعتني أمام ثقافة تضرب بجذورها في قلب التاريخ، وتتوزع شرايين تنوعها في كل تفاصيلنا المحيطة؛ كتاب ومكتبة، لغة، أدب، أزياء، أفلام، مسرح، موسيقى، مهرجانات وفعاليات، عمارة وتصميم، تراث، فنون بصرية، متاحف، طبيعة، طهي وفنونه المتنوعة والممتدة على مساحة أيادٍ تعده لأسرة ولضيوف كرام في مؤشر لثقافة غير مادية. تقرير متقن في شكله ومحتواه وأدواته البحثية المتنوعة من أساليب ومناهج وأدوات مُحكمة بين مسح ومجموعات تركيز ومؤشرات متعددة ومعالجة إحصائية وتحليل كيفي منذ نسخته الأولى إلى آخر نسخة متوفرة منه 2023م.