قال د. سعد الرشيدي، استشاري العلاج الإشعاعي الموضعي والمعقد أن أكثر من 70 % من مرضى السرطان يحصلون على العلاج الإشعاعيّ خلال مسيرتهم مع السرطان، مشيراً إلى أن العلاج الإشعاعيّ يعطى كعلاج أساسي لبعض الأورام كسرطان البروستاتا أو مع الكيماوي كسرطان عنق الرحم والرقبة أو بعد العمليات الجراحية لاستئصال الورم، كما يُعطى العلاج الإشعاعيّ كعلاج تلطيفي لتخفيف الألم، بالإضافة إلى بعض الاعتلالات الحميدة للشرايين وغيرها، مبيناً أن الأعراض الجانبية للعلاج الإشعاعي أقل مما كانت عليه في السابق خاصة مع تقدم التقنية الحديثة. جاء ذلك في تصريحات صحافية على هامش المؤتمر الثاني لجمعية الأورام والعلاج الإشعاعي في الشرق الوسط والذي استضافته جامعة الفيصل بالرياض، واستمر لمدة ثلاثة أيام من التاسع إلى الحادي عشر من شهر نوفمبر الجاري، الذي أوصى بضرورة العلاج الاشعاعي، حيث إن أكثر من 80 % من المرضى يحصلون عليه كجزء أساسي لعلاج السرطان، إضافة إلى تطوير دقة ونوعية العلاج الإشعاعي بالتصوير الحي. وشدد المؤتمرون على ضرورة تبادل الخبرات مع المراكز العالمية والإقليمية، مع ضرورة مناقشة الأوراق البحثية لأمراض السرطان في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وتطبيق المستجدات التكنولوجية الحديثة، وتشكيل لجان بحثية لمتابعة بعض الأمراض النادرة وكيفية علاجها، واعتماد البرتوكولات العالمية لعلاج أمراض السرطان حسب كل تخصص، وتطوير آلية للعمل المشترك مع مراكز علاج السرطان في الخليج والشرق الأوسط، وبناء تعاون هام مع منظمة الشرق الأوسط للفيزياء الطبية وتطوير الذكاء الاصطناعي والتقنية. وأوضح د. الرشيدي أن العلاج الإشعاعي الداخلي الموضعي (براكي ثيربي) يعد نوعاً من العلاج الإشعاعي حيث يتم وضع مصدر مشع داخل أو بالقرب من الورم أو المنطقة المستهدفة؛ ولتحقيق هذا الهدف يتم وضع أنابيب صغيرة بلاستيكية داخل المنطقة المراد علاجها أو زرع الورم عن طريق القسطرة العلاجية الإشعاعية (الإبر الجراحية) وهو إجراء يشبه عملية اليوم الواحد، حيث يتم الانتهاء من المعالجة بنفس اليوم دون الحاجة للتنويم، وغالباً ما يتم عن طريق التخدير الموضعي أو النصفي، ونادراً ما يكون تخدير عام مبسط، ويستغرق ساعتين أو أقل ولا حاجة لتنويم المريض. وشدد د. الرشيدي على أن هذا النوع من العلاج يسمح بتقديم جرعة عالية من الإشعاع مباشرة إلى الورم دون التأثير على الأنسجة المحيطة، ويتم استخدام العلاج الإشعاعي الموضعي (براكي ثيربي) لمعالجة أغلب الأورام السرطانية كسرطان البروستاتا وأورام النساء كعنق الرحم والرحم وسرطان الثدي والأورام الأخرى كمعالجة أساسية أو معززة مع العلاج الإشعاعي الخارجي أو للأورام الرجعية خاصة في الحوض، مضيفاً أن للعلاج الإشعاعي الموضعي تقنيات عدة، حيث تم إدخال وإضافة أحدث تقنية في العالم بالمملكة كأول دولة في الشرق الأوسط العام الماضي -ولله الحمد-، وأن هذه التقنية هامة للنهضة في المجال الطبي وتدريب الكوادر الوطنية عليها، عند المعالجة الدقيقة بهذا التطور تصل نسبة الشفاء أكثر من 80 %. واختتم د. الرشيدي تصريحه بالقول: "إن وحدة العلاج الإشعاعي الداخلي (براكي ثيربي) ليست ذات تكلفة مادية عالية مقارنة بأجهزة العلاج الإشعاعي الخارجي بل التكلفة تكمن في إعطاء بعض العقاقير إذا لم يتم علاج الورم وانتشاره".