تمكن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض من ادخال وتطبيق تقنية علاجية متطورة في مجال العلاج الإشعاعي لسرطان عنق الرحم إثر استخدام أحدث جهاز علاج إشعاعي داخلي ومعالجة أول حالة في المملكة عبر هذه التقنية لسيدة تبلغ من العمر 69 عامًا. وأوضحت استشارية العلاج الإشعاعي للأورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الدكتورة نهى جستنية أن سرطان عنق الرحم يُعد ضمن قائمة الأورام السرطانية العشرة الأولى التي تصيب النساء بالمملكة للأعمار ما بين سن الثلاثين والستين عامًا مشيرة إلى أن نحو 80% من حالات سرطان عنق الرحم تشخص في مرحلة متقدمة من المرض مايعني تجاوز الورم عنق الرحم إلى أماكن مجاورة في جسم المرأة. وأكدت الدكتورة نهى جستنية أن العلاج الإشعاعي يعد العلاج الأساسي لشفاء حالات سرطان عنق الرحم ويتكون من مرحلتين حيث يُعطى العلاج الإشعاعي في المرحلة الأولى والتي تهدف إلى تقليص حجم الورم والقضاء على الخلايا السرطانية في منطقة الحوض عن طريق مصدر إشعاعي خارجي موجّه إلى منطقة الحوض وعادةً ما يُعطى متزامنًا مع العلاج الكيماوي الذي بدوره يحفز الاستجابة للعلاج الإشعاعي، فيما يُعطى العلاج الإشعاعي في المرحلة الثانية عن طريق مصدر داخلي موضعي ويوجه إلى عنق الرحم والأجزاء المتبقية من الورم بهدف القضاء على الورم تمامًا. وأضافت استشارية العلاج الإشعاعي للأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي أن العلاج الإشعاعي الداخلي أو مايعرف ب (المعالجة الكثبية) وهو نمط علاجي موضعي يستخدم فيه تركيز عالٍ من المواد المشعة ويستهدف مناطق محددة يُعد جزءًا بالغ الأهمية من العلاج ويُسهم بشكل كبير في رفع فرص نجاح السيطرة على الورم موضعيًّا والشفاء من السرطان. وشرحت الدكتورة نهى جستنية أن العلاج الإشعاعي الداخلي يتكون من وضع جهاز حديث يدعى طبياً (Venetzia Applicator) يتكون من جزء يوضع داخل تجويف الرحم والمهبل وجزء إضافي يتكون من إبر تزرع فيه الأنسجة المجاورة للرحم ويتم تثبيته تحت التخدير العام ومن ثم يتم تصوير الورم ومنطقة الحوض باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي لتحديد ماتبقى من الورم في عنق الرحم من أجل حساب جرعة العلاج الإشعاعي الداخلي بشكل دقيق للقضاء على كامل بقايا الورم دون تجاوز الجرعة التي يمكن تحمّلها من الأعضاء السليمة المجاورة كالمثانة والمستقيم وسواها. وأشارت إلى أن توافر هذه التقنيات العلاجية المتطورة في مستشفى الملك فيصل التخصصي مع وجود الفريق الطبي المعالج المؤهل في تخصص العلاج الإشعاعي للأورام وتخصص الفيزياء الطبية يعزز من فعالية المنظومة العلاجية وكفاءتها ويحقق أفضل درجات الجودة في القضاء على هذه الأورام السرطانية الصعبة مع خفض احتمال وحدّة الآثار الجانبية المصاحبة للعلاج الإشعاعي مقارنة بالأساليب العلاجية السابقة.