أن تكون الأول في مجالك الطبي في السعودية، والثالث على مستوى العالم، هذا إنجاز ليس سهل المنال، لكن الدكتور سعد الرشيدي، استشاري العلاج الإشعاعي الموضعي والمعقد، استطاع أن يحققه، بعد أن حصل على ابتعاث وأنهى خمس سنوات من التدريب في اختصاص العلاج الإشعاعي والأورام في جامعة مقيل الكندية ثم البورد الكندي، ليلتحق بعدها بجامعة تورنتو الكندية للتدريب المكثف في العلاج الاشعاعي الموضعي والمعقد. أكمل الرشيدي، التدريب والأبحاث والاختبارات من الكلية الملكية الكندية، وكانت هناك خطوة أخرى ظلت تنتظره، الخضوع للتقييم الدقيق من خبراء في المجال، فاجتاز بكفاءة ووصل إلى الدرجة الرفيعة ليتم منحه درجة الدبلوماسية في تخصص «البراكي ثيربي» في العلاج الإشعاعي الموضعي من الكلية الملكية الكندية كأول طبيب سعودي في هذا التخصص وثالث طبيب في العالم يمنح هذه الدرجة العلمية. كان الدافع الأول للدكتور الرشيدي، في اقتحام هذا المجال هو قلة المختصين فيه، وخصوصاً العلاج الإشعاعي الموضعي المعقد في أورام البروستاتا وأورام النساء، فشعر بالحاجة الماسة للتخصص ونقل الخبرة الغربية لتكون في خدمة المرضى في السعودية والمنطقة، بالإضافة إلى توطين التخصص النادر. وبهذا التميز الطبي الفريد أدخل الرشيدي، أول معالجة بالقسطرة العلاجية الإشعاعية لمرضى سرطان البروستاتا في المملكة والخليج، ليسهم في تطوير العلاج بشكل عام وأورام النساء على وجه الخصوص، وأجرى بأول معالجة في المملكة والشرق الأوسط بالعلاج الإشعاعي الداخلي المعقد خصوصا زرع الإبر الجراحية في أورام الحوض المعقدة، وأدخل أول تقنية لمعالجة أورام البروستاتا واستخدام «البراكي ثيربي» في المملكة والخليج. يقول الدكتور الرشيدي، إن العلاج الإشعاعي يعطى لأغلب الأورام السرطانية بالإضافة إلى بعض الحالات الحميدة كاعتلالات الشرايين في المخ وبعض الأورام الحميدة. ويتم تقييم المريض وبعد أخذ القرار والإجراءات اللازمة يتم تصوير المنطقة المراد علاجها بالأشعة المقطعية وحساب الجرعة اللازمة ومن ثم جدولة الجلسات. يزيد العلاج الإشعاعي باستخدام البراكي ثيربي، نسبة الشفاء بدرجات كبيرة تقارب في بعض الأورام 90٪. ويروي الرشيدي، بأن أحد المرضى تم تشخيصه بورم رجعي في البروستاتا: «لم يكن أمام هذا المريض من خيارات بالعلاج سوى السفر للخارج للعلاج الإشعاعي الموضعي الجزئي، وتردد في اتخاذ القرار، وبدأنا بإدخال العلاج الموضعي المركز الجزئي ومن ثم تم تحويله لنا كأول مريض في المملكة يحصل على هذا العلاج»، بعد شهور أرسل لي رسالة خطية مليئة بالشعور المختلط بين الفرح بالشفاء والخوف من المستقبل كأي مريض سرطان. وسام الإنجاز من إنجازات الرشيدي، إنشاء وإدارة جمعية بالشرق الأوسط للعلاج الإشعاعي والأورام وقيادة أول مؤتمر لها في جامعة الفيصل، كما أدار برنامج التدريب لشهادة الاختصاص السعودية لطب الأورام الإشعاعي، وحصل على وسام الإنجاز الطبي مرتين خلال السنة الماضية، وتم منحه درجة أستاذ مشارك من جامعة الفيصل وجامعة الأميرة نوره. يطمح للعمل المستمر من أجل تطوير العلاج الإشعاعي لمرضى الأورام بشكل عام وخصوصاً توطين التقنية للعلاج الإشعاعي الموضعي (براكي ثيربي) لتلبية حاجة المملكة الماسة لهذا العلاج بما يتماشى مع تحقيق رؤية المملكة لمنافسة العالم والمضى قدماً لتكون السعودية وجهة للآخرين. كما يطمح للمساهمة في تدريب الكوادر الوطنية والتركيز على تحسين الجودة والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية لعلاج الأورام.