أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه سيتعين على الدولة والقيادة العسكرية الروسية يوما ما، تحمل مسؤولية الحرب على أوكرانيا. وقال زيلينسكي، إن هذا الأمر كان هو الموضوع الرئيسي لمؤتمر عقد يوم الجمعة في مدينة لفيف، وضم أيضا ممثلين عن الاتحاد الأوروبي ومؤسسات أوروبية أخرى. وأكد زيلينسكي أن الموضوع الرئيسي كان "مسؤولية روسيا وقيادتها - المسؤولية الشخصية - عن الحرب ضد بلدنا وشعبنا"، مشيرا بالقول "وحين يحاسبون ستعود العدالة." وتحاول أوكرانيا منذ شهور تشكيل محكمة دولية على غرار محكمة نورنبيرج لمجرمي الحرب، والتي سوف يتحمل أمامها ممثلو موسكو البارزون مسؤولية الحرب ضد الدولة المجاورة. ووفقا لزيلينسكي، فقد ناقش المدعون العامون ووزراء العدل في مختلف البلدان هذه المسألة في لفيف يوم الجمعة. وقال زيلينسكي: "إننا نحشد أقصى قدر من الدعم للمحكمة الخاصة بالحرب الروسية على أوكرانيا"، مبينا بالقول: "نحن نبذل قصارى جهدنا لضمان نجاح المحكمة الجنائية الدولية، في مقاضاة قادة الحرب الروس، وأن تضمن سلطات إنفاذ القانون والسلطات القضائية الوطنية، محاكمات عادلة لهم". ومع ذلك فإن خطط هذه المحكمة، التي تهدف كييف إلى إقامتها، تفتقر حتى الآن إلى تدابير فعالة، يمكن من خلالها إحضار القيادة السياسية والعسكرية لموسكو إلى قفص الاتهام. وكانت وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال العدالة الجنائية (يوروجاست) قد أعلنت الشهر الماضي عن تأسيس مركز للتحقيقات الجنائية في الحرب الروسية، بعد حوالي سنة من إطلاق موسكو عمليتها. وقالت ميروسلافا كراسنوبوروفا ممثلة الادعاء الأوكرانية، وعضوة (يوروجاست) إن القضاء الأوكراني وثق حتى الآن أكثر من 71 ألف جريمة حرب. يشار إلى أن لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، أعلنت عن توثيق "جرائم حرب". وقالت أوكرانيا إن وزير العدل الأمريكي ميريك جارلاند، ونائب رئيس الوزراء الهولندي فوبكه هويكسترا، وآخرين حضروا المؤتمر، وشارك أيضا في المؤتمر مفوض العدل في الاتحاد الأوروبي ديدييه ريندرز. وفي الوقت ذاته، استمر القتال العنيف بين المهاجمين الروس والمدافعين الأوكرانيين، وبشكل خاص حول بلدة باخموت المحاصرة الواقعة شرقي البلاد. وزعم يفجيني بريجوجين، رئيس قوات"فاجنر" الروسية، أن باخموت أصبحت الآن محاصرة تقريبا، حيث لا يوجد الآن سوى طريق واحد لدخول المدينة والخروج منها أمام المدافعين الأوكرانيين. ويؤكد الجانب الأوكراني أنه سيستمر في الدفاع عن المدينة. وقال أمين مجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف لبوابة"آر بي كيه - أوكرانيا" الإخبارية :" نعم، إنه أمر صعب وشاق، لكننا نعرف كيف نتحرك للأمام". ولم يستبعد وزير الدفاع أوليكسي ريسنيكوف، في مقابلة مع صحيفة "بيلد"، احتمال سقوط باخموت في أيدي القوات الروسية قائلا: إن هذا يعني فقط "أنهم حققوا نصرا محدودا"، من جانبها تنفي روسيا ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا. وزير الدفاع يتفقد الجبهة ميدانياً، تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو "مركز قيادة" على الجبهة في شرق أوكرانيا، مع احتدام معركة مدينة باخموت التي تشكل رمزا، كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية. وقالت الوزارة إن شويغو "تفقد مركز قيادة على الجبهة" في "اتجاه دونيتسك-الجنوب"، من دون تحديد مكان أو تاريخ هذه الزيارة بدقة. ونشرت الوزارة تسجيل فيديو يظهر شويغو على متن مروحية ثم يتحدث - بدون خوذة أو سترة واقية من الرصاص - مع جندي أمام أحد المباني المتضررة، تحت حراسة جندي. في هذا الفيديو، يظهر وزير الدفاع وهو يقدم أوسمة لجنود روس أيضا. وقالت الوزارة إن شويغو استمع إلى تقرير من قائد مجموعة "الشرق" المسلحة، الجنرال رستم مرادوف، موضحة أن وزير الدفاع "أولى اهتماما خاصا بتنظيم الدعم الكامل لقوات المجموعة". وتأتي هذه الزيارة مع استمرار القتال العنيف للسيطرة على باخوت في منطقة دونيتسك، البلدة ذات الأهمية الاستراتيجية التي أصبحت رمزا، لأن الجانبين يتواجهان منذ أشهر للسيطرة عليها. وكان يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر شبه العسكرية، التي تقف على خط المواجهة في معركة باخموت، أعلن أن المدينة "محاصرة عمليا". وقد ظهر في مقطع فيديو ببزة قتالية وبشكل واضح على الجبهة الأوكرانية. وكان بريغوجين انتقد بشدة في مناسبات عدة قيادة القوات النظامية الروسية، التي اتهمها بعدم دعم مقاتلي فاغنر بشكل كافٍ، وقام شويغو في نهاية ديسمبر بزيارتين من هذا النوع إلى منطقة "العملية الخاصة" في أوكرانيا. بايدن يشيد بالمستشار الألماني في المقابل، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن المستشار الألماني أولاف شولتس أظهر دعما "كبيرا" لأوكرانيا، حيث التقى اثنان من أقرب حلفاء كييف في البيت الأبيض لبحث الحرب الروسية. وهذه هي ثاني زيارة للمستشار الألماني إلى البيت الأبيض في حوالي 15 شهرا منذ توليه السلطة. وكانت زيارته الأولى إلى واشنطن مطلع فبراير من العام الماضي، ولعبت أوكرانيا دورا رئيسيا حينذاك أيضا. وفي ذلك الوقت، احتشد عشرات الآلاف من الجنود الروس بالفعل على الحدود الأوكرانية. وبعد ذلك بأسبوعين، اجتاحت روسياأوكرانيا في 24 فبراير عام 2022. وبعد مقاومة دعوات من كييف وأعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" لأشهر، وافقت برلين في وقت سابق هذا العام على إرسال دبابات قتالية إلى أوكرانيا. وقال بايدن لشولتس في المكتب البيضاوي قبل أن يبدأ اجتماعهم المقرر لمدة ساعة خلف الأبواب المغلقة: "أريد أن أشكركم على قيادتكم القوية والراسخة. وأعني ذلك بكل إخلاص. لقد أحدثت فرقا كبيرا". وقال بايدن: "لقد تحركتم لتوفير مساعدة عسكرية حاسمة، وتعلمون، أنني أتفق في أنه بالإضافة إلى مساعدتكم العسكرية فإن الدعم الأخلاقي الذي قدمتموه للأوكرانيين كان كبيرا". ووصف بايدن قيام شولتس بتحقيق زيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي وقراره بالابتعاد عن الوقود الأحفوري الروسي، بأنها قرارات تاريخية. وتم وصف زيارة شولتس إلى واشنطن بأنها زيارة عمل هادئة. وقد جاء بدون صحبة صحفيين أو وفد من رجال الأعمال، كما ليس من المخطط عقد مؤتمر صحفي بعد إجراء المباحثات مع بايدن. وقال شولتس خلال لقاء صحفي قصير إن الدعم المشترك لأوكرانيا خلال العام الماضي كان حاسما. وقال: "من المهم فعلا أن نعمل معا في هذا الوقت، أعتقد أن من المهم للغاية أن نبعث برسالة، أننا سنستمر في القيام بذلك طالما استدعى الأمر". وشدد شولتس على مدى ما يراه من حالة طيبة للعلاقات مع الولاياتالمتحدة، قائلا باللغة الإنجليزية حيث كان يجلس إلى جوار بايدن: "أقدر حقيقة التعاون الجيد للغاية بيننا وبين حكوماتنا". وكانت هناك روايات متضاربة في الآونة الأخيرة من البيت الأبيض، ومكتب المستشارية عن كيفية تحقيق الالتزام بشأن إرسال دبابات قتالية إلى أوكرانيا. وفي نهاية يناير الماضي وبعد الكثير من الأخذ والرد، وبالتوازي مع الالتزام الألماني بتزويد كييف بدبابات ليوبارد، أعلنت الإدارة الأمريكية أيضا أنها ستسلم 31 دبابة قتالية رئيسية من طراز إم 1 أبرامز إلى أوكرانيا.