أعلنت ألمانيا الأربعاء أنها سترسل دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا لتتجاوز بذلك إحجامها عن إرسال أسلحة ثقيلة تعتبرها كييف ضرورية لهزيمة روسيا. وقال المستشار أولاف شولتس في بيان "يأتي القرار استكمالا لدعمنا المعروف لأوكرانيا قدر استطاعتنا. نتحرك بأسلوب منسق عن كثب على المستوى الدولي". وأعلنت السويد أنه ليس لديها حاليا أي خطط لإرسال دبابات "ليوبارد2" القتالية إلى أوكرانيا، لكن لا تستبعد إرسالها في المستقبل. وقال وزير الدفاع السويدي، بال جونسون لصحيفة "سفينسكا داجبلادت" "حاليا لا تجري أي استعدادات للتبرع بالدبابات من السويد، لكن لا نستبعد أن يحدث ذلك في مرحلة لاحقة". وكان قد قال بالفعل للإذاعة السويدية يوم الجمعة الماضي أنه ليس هناك أي اعتراضات بشكل عام لإرسال دبابات لأوكرانيا. وتريد ألمانيا تسليم دبابات "ليوبارد2" إلى أوكرانيا وتسمح أيضا لدول مثل بولندا بالقيام بذلك. ولدى الجيش السويدي حوالي 120 دبابة "لوبارد-2"، التي تعرف أيضا باسم "ستريدسفاجن 122" في السويد. وذكرت تقارير إعلامية أن النرويج تفكر أيضا في إرسال دبابات "ليوبارد2" إلى أوكرانيا. وذكرت صحيفة "افتنبوستن" أن الحكومة في أوسلو، تدرس حاليا ذلك. ولم تتخذ قرارا بعد. وأعلن الكرملين في وقت سابق الأربعاء أنه في حال قامت الدول الغربية بتزويد أوكرانيا بدبابات ثقيلة فإن تلك الآليات ستُدمَّر في ساحة المعركة. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "من الناحية التكنولوجية، الخطة فاشلة. إن ذلك مبالغة في تقدير الإمكانات التي ستُضاف للجيش الأوكراني". أضاف "هذه الدبابات ستحترق مثل سواها. إنها باهظة الثمن فحسب". عرض الكرملين مجموعة من الردود على خطط حلفاء كييف دعم القوات الأوكرانية بدبابات ليوبارد. فقد أعلن بيسكوف في وقت سابق هذا الأسبوع أن أي إمدادات من الدبابات الألمانية إلى أوكرانيا ستترك "أثرا لا يُمحى" على العلاقات الثنائية بين موسكو وبرلين. وقبل ذلك قال إن الأسلحة الغربية المرسلة لأوكرانيا من شأنها فقط إطالة أمد النزاع، ومفاقمة معاناة المدنيين الأوكرانيين في نهاية المطاف. وأعلنت القوات الروسية الأربعاء عن إحراز تقدم في باخموت بؤرة الصراع في شرق أوكرانيا حيث تدور معارك في بعض أحياء المدينة بحسب مسؤول في القوات الروسية. نقلت وكالات الأنباء الروسية عن مسؤول في جمهورية دونيتسك دنيس بوشيلين قوله إن "معارك ضارية تدور في باخموت يدور القتال في موقع على التخوم وآخر في الأحياء التي كانت لا تزال تحت سيطرة العدو مؤخرا". وأوضح أن القوات الروسية ومجموعة فاغنر "تتقدم". وتتعرض باخموت التي كان عدد سكانها قبل الحرب 70 ألفا، منذ الصيف لهجمات متكررة من القوات الروسية التي لم تنجح حتى الآن في خرق الدفاعات الاوكرانية. والمدينة التي دمر القسم الأكبر منها ولا يتفق الخبراء على أهميتها الاستراتيجية، أصبحت في الأشهر الأخيرة الموقع الذي تكبد فيه الجانبان خسائر فادحة. وبحسب بوشيلين فان الخرق الذي أعلنت عنه روسيا في وقت سابق في يناير في سوليدار (شمال) "لعب دورا محوريا" في التقدم الحالي في باخموت. وأضاف أن الاستيلاء على هذه المدينة "سمح بقطع الإمدادات للعدو وجزئيا السيطرة على مناطق" كان الأوكرانيون يقصفون منها مواقع روسية. مساء الثلاثاء أعلن قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين عبر مكتبه الإعلامي أن "الهدف من الاستيلاء على باخموت هو تدمير الجيش الاوكراني في ضواحي المدينة ومنع أي هجوم في كل الاتجاهات". وأكد أن "جميع الوحدات الجاهزة للقتال في القوات المسلحة الأوكرانية ترسل إلى باخموت ومجموعة فاغنر تدمرها مما يؤمن فرصا عملانية في اتجاهات أخرى من الجبهة". وفقًا لمعهد دراسة الحرب وهو مركز أبحاث مقره الولاياتالمتحدة، "حققت القوات الروسية مكاسب محدودة في باخموت". كما كشف معلومات تفيد عن هجوم روسي جار في فوغليدار جنوبا. من جانبه أقر الجيش الأوكراني بالانسحاب من سوليدار في شرق البلاد بعد إعلان موسكو قبل أسبوعين الاستيلاء عليها. وأعلن المتحدث العسكري في شرق أوكرانيا سيرغي تشيريفاتي "بعد معارك صعبة لأشهر انسحبت القوات الأوكرانية من المدينة إلى مواقع مجهزة" رافضا تحديد تاريخ الانسحاب. في سياق أخر ذكرت مصادر أن الحكومة الروسية كلفت مصلحة السجون ببناء 25 مستعمرة عقابية في المناطق الأوكرانية التي تم ضمها منذ بداية الحرب. وجاء في أمر من الحكومة الروسية الثلاثاء، أنه سوف يتم تشييد 12 سجنا في منطقة دونيتسك وسبعة في لوهانسك وثلاثة في الجزء المحتل من منطقة خيرسون واثنين في منطقة زابوريجيا حيث سيتم بناء معسكر سجون مفتوح أيضا. من جانب أخر أفاد خبير عسكري من مركز الدراسات الأمنية بالمعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ أن روسيا تغلبت على مرحلة ضعف في حربها ضد أوكرانيا. وقال الباحث نيكلاس ماسور في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "نحن نتجه نحو وضع تضطلع فيه الدبابات القتالية بدور مهم فيما يتعلق بالدفاع والهجمات المضادة"، موضحا أنه منذ الخريف الماضي حسنت روسيا من موقفها، على سبيل المثال من خلال بناء خطوط دفاعية. وأوضح الخبير أن تحديث الدبابات الأوكرانية صار أكثر صعوبة الآن، لأن روسيا دمرت العديد من المصانع وخطوط إنتاج ذخيرة الدبابات، مضيفا أن دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) قامت بالفعل بإتاحة احتياطيات قديمة لأوكرانيا، لكن أصبحت الدبابات القتالية الغربية مثل دبابات "ليوبارد" الألمانية الصنع أو "أبرامز" من الولاياتالمتحدة موضع تركيز حاليا. وقال ماسور إن أوكرانيا يمكنها أن تجهز لواء دبابات غربي الطراز بما لا يقل عن 100 دبابة غربية، وأضاف: "لكن الدبابات القتالية ليست سلاحا إعجازيا. يجب استخدامها في إطار وحدات وإصلاحها وتجهيزها بالذخيرة "، مشيرا أيضا إلى كابوس لوجستي لأوكرانيا إذا لم يتم تنسيق عمليات التسليم بشكل جيد، موضحا أن الإصدارات المختلفة من نفس نوع الدبابات تعني تحديات إضافية. وقال ماسور: "إذا كان لأوكرانيا أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها على المدى الطويل، فمن المهم ألا يكون نظام اللوجستيات مفرط التعقيد"، موضحا أنه قد يكون مفيدا بشكل خاص لأوكرانيا إذا تمت صيانة وإصلاح مكونات الدبابات الغربية جزئيا خارج الحدود - كما هو الحال بالفعل مع قطع المدفعية. وبخصوص مسار الحرب، قال الخبير العسكري: "نفذت أوكرانيا هجماتها المضادة السابقة في مراحل ضعف روسيا، خاصة في الخريف، لكن منذ ذلك الحين عززت روسيا نفسها وأصبح لها يد مهيمنة على مستوى القيادة"، مضيفا أنه لا يمكن لأوكرانيا أيضا الاعتماد على أن "أوجه القصور الروسية في السنة الأولى من الحرب ستتكرر بالضرورة".