أعلن الجيش الروسي الثلاثاء سيطرته على قرية بلاهوداتني، شمال بلدة باخموت الواقعة شرقا، والتي تشهد منذ فترة معارك طاحنة. وقالت وزارة الدفاع إن "تدابير هجومية ناجحة" مكنت قواتها من "تحرير قرية بلاهوداتني الواقعة في جمهورية دونيتسك الشعبية"، مستخدمة تسمية موسكو لمنطقة دونيتسك (شرق). تقع بلاهوداتني قرب سوليدار، البلدة المعروفة بمناجم الملح والتي سيطرت عليها القوات الروسية مؤخرا، وعند طريق سريع مؤد إلى باخموت. وتسعى روسيا منذ أشهر للسيطرة على باخموت في معارك هي الأكثر شراسة منذ أن أرسل الرئيس فلاديمير بوتين قواته داخل أوكرانيا في فبراير 2022. في نهاية الأسبوع الماضي أعلنت مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة أن وحداتها تسيطر على بلاهوداتني، لكن كييف نفت ذلك آنذاك وقالت إنها صدت هجمات روسية في القرية. من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع البريطانية الثلاثاء إن هجوما روسيا جديدا كبيرا على بلدة فوليدار الأوكرانية يمكن أن يحقق مكاسب على المستوى المحلي، لكن ليس من المرجح أن يؤدي إلى تقدم عملياتي كبير. وفي تحديث استخباراتي، أوضحت الوزارة أن روسيا تهاجم البلدة التي تشتهر بتعدين الفحم بقوة لا يقل قوامها عن لواء، وهي وحدة تتألف عادة من عدة آلاف من الجنود. وجاء في التحديث أن "هناك احتمالا واقعيا أن تواصل روسيا تحقيق مكاسب محلية في القطاع. ومع ذلك، فمن المستبعد أن يكون لدى روسيا عدد كاف من القوات غير الملتزمة (بمهام) في المنطقة لتحقيق نجاح كبير من الناحية العملياتية". وأضاف أن قادة القوات الروسية يحاولون على الأرجح "إطلاق محور تقدم جديد" في الأراضي الباقية تحت سيطرة أوكرانيا في منطقة دونيتسك، وإزاحة القوات الأوكرانية عن باخموت إلى الشمال، وهو التركيز الرئيس للجهود الهجومية الروسية منذ شهور. وتقع فوليدار في أقصى الطرف الجنوبي للجبهة الشرقية في أوكرانيا، وتطل على خطوط السكك الحديدية التي توصل الإمدادات إلى القوات الروسية على الجبهة الجنوبية المجاورة. وصدت أوكرانيا عدة هجمات روسية على البلدة منذ بدء الحرب قبل 11 شهرا. ويأتي الهجوم الروسي هناك بعدما تقدمت موسكو بشكل كبير حول باخموت خلال الأسبوعين الماضيين، وهي أكبر مكاسب تحققها منذ استعادة أوكرانيا أجزاء كبيرة من الأراضي في النصف الثاني من عام 2022. وقد تحول الزخم إلى روسيا في الأسابيع الأخيرة بعد استقرار الخطوط الأمامية منذ نوفمبر تشرين الثاني. ويقول خبراء عسكريون إن موسكو عازمة على تحقيق مكاسب في أوكرانيا في الأشهر المقبلة قبل أن تتلقى كييف مئات الدبابات والمركبات المدرعة التي تعهد بها الغرب في الفترة الأخيرة لشن هجوم مضاد من أجل استعادة الأراضي المحتلة هذا العام. وتبدو باخموت، المدينة التي كان يقطنها مئة ألف شخص في يوم من الأيام، معرضة للخطر بشكل متزايد بعد أن استولت روسيا قبل نحو أسبوع على بلدة سوليدار التي تقع إلى الشمال من باخموت وتشتغل في استخراج الملح. وتقول موسكو إنها حققت مكاسب كبيرة أخرى في الضواحي الشمالية والجنوبية لباخموت. وتقول كييف إن المدينة نفسها لم تتعرض لخطر السقوط بعد لكن القتال هناك شديد.