عندما نتطرق إلى الحديث عن أدب الطفل سابقًا فإننا نذكر الإصدارات التربوية وأهمية القراءة وأهمية الكتاب والبرامج الإعلامية سواءً المقروءة أو المرئية. بينما أدب الطفل لا حدود له متمشيًا مع تجدد عقل الإنسان الذي فتح أبوابًا كثيرة في عصرنا الحاضر خصوصًا مع تغير وتوسع وتسارع التقنية الحديثة، ففي سنواتٍ مضت نالت قصص الخيال العلمي نجاحًا كبيرًا لدى الأطفال في الغرب وأمريكا ولم يستفِد الكتَّاب العرب منها إلا في أشياء محدودة تكاد تكون تجريبية ذات طابع تجاري، ورغم التقنية الحديثة إلا أن الأهالي لا زالوا يُقبلون على شراء كتب الأطفال لتعليم أبنائهم وتربيتهم. وما دمنا نتحدث عن كتاب الطفل فلابد أن ندرك ويدرك الآخرون أن الكتابة للطفل مخاطرة وفيها من المغامرة الشيء الكثير؛ لأنها تحتاج إلى كتَّاب متخصصين يعرفون فنون الكتاب للطفل ولديهم التجربة في خوضها وتقييم التجربة بعد ذلك، كما أن أهم عنصر للكتابة للطفل أن يُقدَّم للطفل نصًا ممتعًا يجعل الطفل ينجذب لأسلوب النص وطريقته وفنيات الكاتب التي تجعله يتناسب مع عمر الطفل لا تلك النصوص التي تتناسب مع جميع الأعمار لأن ما يُثير الطفل في عمر خمس سنوات لا يُثير الطفل في عمر الرابعة عشرة، لذلك على كُتَّاب أدب الطفل أن يدركوا أن أديب الأطفال لابد أن يكون على وعي كافٍ بالطفولة ومراحل نموها وكذلك علم نفس الطفل، والمضمون في أدب الطفل هو كل ما يُقدَّم للطفل من فكر وعلم ومعرفة وخيال وقيم وعادات وتقاليد وأنماط سلوك. وبما أن العالم الحديث متغير باستمرار فلابد أن تكون ثقافته وأدبه متماشيين وخصائص نموه ومستواه العقلي وأن يُحقق أهدافًا مرسومة تتناسب مع معايير مُتفقَة. طفل اليوم يختلف تمامًا عن طفل الأمس خلال عقدٍ من الزمن حيث الابتكارات التقنية وانتشارها التي سهَّلت المعرفة وجعلت من التعليم أمر بسيط اختصر الوقت والجهد، فالطفل اليوم يستطيع استقاء المعلومة من جهازٍ صغير بين يديه، أو جهاز أمه أو أبيه أو أي جهاز قريب وذلك بضغطة زر ليصل إلى أي معلومة يريدها، لذلك يجب أن يكون الطفل تحت مراقبةٍ مضاعفةٍ لطريقة الوصول وكيفيتها ومناسبتها، لذلك أصبح للآباء حملٌ كبير في استقاء آداب أطفالهم. ........