أحد أهم مبادئ النجاح على الإطلاق ميزة التفوق فالاختلافات الصغيرة في الكفاءة تؤدي إلى الاختلافات في النتائج.. فإذا لم تكن لدينا المهارات والقدرات والذكاء الإيجابي والتفكير بطريقة إبداعية ونوعية فلن نصل.. فقد لا يكون هنالك جانب من جوانب حياتنا بحاجة للانضباط أكثر من الطريقة التي ندير بها حياتنا.. خضعت حياتي في العشرين سنة الماضية إلى تغييرات جذرية كان من بينها القدرة على رؤية الناس والأشياء والأحداث بصورة صحيحة. هنالك أشياء كثيرة في الحياة تتحكم في وعينا دون إدراك منا، وماعلينا فعله هو أن نضبط أنفسنا في حالة الغفلة والسبات الطويل والغفوة النفسية ونتمسك بلحظات الوعي. عند ذلك نستطيع أن نرى الناس والأشياء والأحداث على حقيقتها؛ فالحقائق الصحيحة هي الحقائق التي نصنعها بأنفسنا ومن واقع خبرتنا وعند ذلك تكون جزءًا منا. لم يكن هذا التحول مجرد محاولة لتغيير واقعي الذاتي وإنما كان تطورًا طبيعيًا تلقائيًا مكنني من التعامل مع الواقع بإدراك عميق ووعي كامل. عند ذلك بقي الوعي مستحوذًا على تفكيري، وتعزيز نوعية حياتي. بوسع هذه الفلسفة أن تضعنا على الطريق الأفضل إذ إن كل شيء يبدأ بفكرة فإذا ما انتقلنا بالفكرة إلى الهدف سوف نرى نتائج أفكارنا أمامنا على أن نركز تفكيرنا في ما نود أن نكون عليه. فعندما ننظر بموضوعية إلى واقعنا اليوم نجد أننا نعيش في أكثر عصور التاريخ وعياً وثراء وتمدنًا وما علينا إلا أن نقيم علاقة فعالة مع هذا الواقع النوعي وننظر في الموضع الصحيح ونركز على ما نحن بحاجة إليه، فالكلمة المفتاح للنجاح هي الوقت والوعي والفرص. فجودة الحياة مقترنة بالتزام التفوق وفعل الأفضل فمن غير الممكن أن نبلغ ما نريد إذا لم نكن فعالين على المستوى العملي ولن نحقق نجاحًا حقيقيًا ما لم نتمكن بما نقوم به. فأحد أهم مبادئ النجاح على الإطلاق ميزة التفوق فالاختلافات الصغيرة في الكفاءة تؤدي إلى الاختلافات في النتائج.. فإذا لم تكن لدينا المهارات والقدرات والذكاء الإيجابي والتفكير بطريقة إبداعية ونوعية فلن نصل.. فقد لا يكون هنالك جانب من جوانب حياتنا بحاجة للانضباط أكثر من الطريقة التي ندير بها حياتنا. فمعظم ما نطلق عليه اليوم تقدمًا أو تطورًا هو في الواقع انتقالنا من فكرة قديمة إلى فكرة جديدة وإقامة علاقة جديدة مع تقنيات التطور وأفضل ما في الأشياء، وهو في الواقع تبادل للأفكار سواء كانت فنية أو علمية أو فلسفية. كنت في تلك المرحلة من حياتي أحاول أن أمد بساط الانفتاح على الأفكار الجديدة، لأن كل فكرة جديدة نتعلمها تطورنا تلقائيًا، وتهبنا التطلع لما هو أسمى منها، وكل ما علينا أن نتخذه خطوة إلى الأمام. لم أكن في الواقع أحاول أن أضيف إلى ثقافتي معلومات جديدة بقدر ما كنت أشكل عادات وتقاليد جديدة وأحاول أن انتصر لكل فكرة جديدة.. فالعيش في هذا العالم الجديد يتطلب منا أن نتعلم مهارة الانتقال من فكرة إلى أخرى، وإلا كيف يتسنى لنا أن نواصل رحلتنا بجدارة؟ فالنجاح في هذا العالم لا يرتبط بما نحن عليه، وإنما يرتبط بتفكيرنا وقناعاتنا وماذا يلزمنا أن نفعل، ذلك أن علينا ألا نكتفي بالتوصل إلى الأفكار بل إلى تنفيذها، وهذا يعني ببساطة أن نضع أنفسنا على أرض الواقع.. غير أن علينا لكي نرفع من مستوى حياتنا أن نلجأ إلى كسر الأنماط التقليدية القديمة ونجعل التفكير الإيجابي يحتل مكانًا متقدمًا في أولوياتنا ونمارس قوة الدفع لأنفسنا، عند ذلك نقف على أفكار تمنحنا القوة، فالنجاح سلسلة من الأفكار والتجارب الصغيرة على أن نكون واضحين وضوحًا مطلقًا بما نود أن نكون عليه. كان ذلك أهم ما تعلمته ولكن كيف ننقل مستوى حياتنا إلى مستوى آخر؟ لقد تبين لي أن هنالك عاملًا يلعب دورًا مهمًا في تقدمنا وهو ببساطة طلب الأشياء بمنتهى الجدية، وبمنتهى التدقيق وإيقاظ وعينا وهو ما يعرف عند اليابانيين بالتحسين المستمر أو التغيير إلى الأفضل ورفع نوعية الأداء. هذه الفكرة تأخذ أهمية كبيرة في اليابان تفوق كل فكرة أخرى، وهي فكرة تقوم عليها حياة الإنتاج بكل أشكاله وتنوعاته، وهي منهجية يابانية.. فالنزعة اليابانية إلى التبدل والتغير والتطور هي التي صنعت وتصنع كل ما كانت عليه اليابان اليوم وكل ما يمكن أن تكون عليه اليابان في المستقبل.. فقد جاءت اليابان إلى العالم على وقع هذه الفكرة ولكنها صنعت صورة مستقبلية. وفي ذات الفكرة يذكر أحد أهم خبراء الاقتصاد في وول ستريت بالولايات المتحدة الأميركية أنه لازم التحسين المستمر عبر احتفاظه بدفتر مواعيد يكتب فيه كل ارتباطاته اليومية، فقد كان يخصص جزءاً من كل ليلة سبت للمراجعة والتقييم لكل المقابلات والمناقشات والاجتماعات التي حدثت له خلال الأسبوع، ويناقش نفسه عن الإخفاقات التي وقع فيها والنجاحات التي حققها، وكيف كان بإمكانه تحسين أدائه؟