شنّ الجيش الأميركي بأمر من الرئيس جو بايدن، ضربات في شرق سورية استهدفت منشآت تستخدمها مجموعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، وفق ما أعلن متحدث عسكري أميركي. تأتي العملية في وقت تتركّز الأنظار على واشنطن، التي ينتظر بأن تقدّم ردّها الرسمي على تعديلات طلبت إيران إدخالها على مقترح أوروبي، يهدف لإعادة إحياء اتفاق 2015 النووي. وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي سنتكوم الكولونيل جو بوتشينو: إن الضربات في محافظة دير الزور استهدفت منشآت بنى تحتية، تستخدمها مجموعات مرتبطة بالحرس الثوري. وأفاد بوتشينو بأن هذه الضربات الدقيقة تهدف إلى الدفاع وحماية القوات الأميركية، من هجمات على غرار تلك التي نفّذتها مجموعات مدعومة من إيران في 15 أغسطس، ضد عناصر من الولاياتالمتحدة، عندما استهدفت مسيّرات موقعا للقوات المناهضة للمتطرفين، بقيادة الولاياتالمتحدة من دون التسبب بسقوط ضحايا. وأكد في البيان أن بايدن أعطى التوجيهات بشن هذه الضربات. وأوضح الكولونيل، أن ضربات الثلاثاء استهدفت تسعة مخابئ، ضمن مجمّع يستخدم لتخزين الذخيرة ولأغراض لوجستية. وكان هدف الجيش الأميركي في الأساس ضرب 11 من 13 مخبأ في المجمع، لكنه تراجع عن ذلك، ليستهدف مخبئين فقط بعدما شوهدت مجموعات من الناس قربها، وفق ما ذكر بوتشينو، مضيفا أن التقييم الأولي يشير إلى أنه لم يقتل أحد في العملية. وقال الكولونيل: إن القوات الأميركية «قامت بتحرّك متناسب ومتعمّد يهدف للحد من خطر التصعيد، وتخفيف خطر سقوط. وأكد البيان بأن الولاياتالمتحدة لا تسعى إلى نزاع، بل ستواصل اتّخاذ الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا والدفاع عنه. وينتشر مئات الجنود الأميركيين في شمال شرق سورية، في إطار تحالف يركّز على محاربة ما تبقى من عناصر تنظيم داعش. ميليشيا أفغانية لم يصدر أي تأكيد فوري للضربات الأميركية من وسائل إعلام سورية، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد بأن انفجارات دوت في دير الزور فجرا، نتيجة ضربات جوية من طائرات أميركية، استهدفت مستودعات عياش، ومعسكرا للميليشيات الإيرانية في دير الزور. وأضاف: شنت الطائرات عند الساعة الرابعة فجرا، أكثر من ثلاث ضربات جوية بصواريخ شديدة الانفجار، مما أسفر عن تدمير مستودعات عياش، ومعسكر الصاعقة، الذي تتخذه ميليشيا فاطميون الأفغانية مركزا لها، وسط معلومات عن مقتل ستة من الحراس، وجرحى في صفوف الميليشيات. وتخضع المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي لنفوذ إيراني، عبر مجموعات موالية لطهران، تقاتل الى جانب قوات النظام السوري، من بينها عناصر حزب الله اللبناني وأفغان من لواء الفاطميين. وأسفرت ضربة جوية شنّتها إسرائيل في يناير 2021 في ذات المنطقة المستهدفة بالضربات الأميركية الأخيرة، عن مقتل عشرات المسلّحين، بحسب المرصد. وجاء الهجوم بالتزامن مع إعلان وسائل إعلام إيرانية، بأن جنرالا في الحرس الثوري قتل الأحد، بينما كان يؤدي مهمة في سورية كمستشار عسكري. ولم تذكر المصادر تفاصيل إضافية بشأن مقتله، الا أنها أشارت الى أنه من الضباط الكبار في الحرس الثوري، وهي العبارة المستخدمة رسميا في ايران للإشارة الى أفراد الحرس الثوري، الذين يؤدون مهاما في إطار النزاعين في سورية والعراق. وتؤكد طهران تواجد عناصر من قواتها المسلحة في سورية بمهام استشارية. تأتي التطورات الأخيرة في وقت أعلنت الولاياتالمتحدة الثلاثاء، بأن الإيرانيين قدّموا تنازلات في قضايا أساسية تتعلّق ببرنامجهم النووي، لتعزّز بذلك الآمال بإمكانية عودتها قريباً إلى اتّفاق فيينا المبرم في 2015، على الرّغم من أنّها لم تقدّم بعد ردّها الرسمي على المقترحات الإيرانية. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، طالبا عدم نشر اسمه: إنّ إيران وافقت خصوصاً على التخلّي عن مطلبها المتعلّق بعرقلة بعض عمليات التفتيش: التي تقوم بها الأممالمتحدة في منشآتها النووية. ولم يوضح ما هي عمليات التفتيش التي قدّمت طهران تنازلات بشأنها، علماً بأنّ هذه المسألة تعتبر بالغة الحساسية بالنسبة إلى ايرانوواشنطن على حدّ سواء. وسبق لإيران أن تخلّت عن مطلب أساسي آخر، يتعلّق بإزالة اسم «الحرس الثوري» من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية. وعلى مدى أشهر عديدة رهنت طهران التوصّل لأيّ اتفاق مع واشنطن، بتلبية الأخيرة مطلبها هذا، لكنّ إدارة بايدن رفضت هذا الشرط رفضاً قاطعاً.