خلال أقل من 24 ساعة انتهت مشكلة المملكة مع منصة يوتيوب، وكان هذا ما بين يومي 24 و25 يوليو الحالي، فقد سجلت الأجهزة السعودية المختصة اعتراضاً واضحاً، وهددت بحجب المنصة، وذلك على خلفية انتشار المحتوى المسيء لإعلاناتها التلقائية، وتحديداً ضمن مقاطع الفيديو التي ينشرها مشتركوها، أو من يسمون أنفسهم باليوتيوبرز، والأنظمة المحلية تعاقب على هذا النوع من المواد، لمخالفته ضوابط المحتوى الإعلامي السعودي والأعراف المجتمعية. إدارة غوغل في الشرق الأوسط، والتي تعتبر يوتيوب من منصاتها، تعاملت مع الموقف بالجدية اللازمة، وجاءت استجابتها أسرع من المتوقع، وفيها إفادة بإزالة الإعلانات غير الملائمة، وإغلاق حسابات المعلنين المخالفين لسياسة يوتيوب، وقالت إن حماية المجتمع من أولويات المنصة في المملكة وحول العالم. هناك من يعتقد بأن حملة الإعلانات المخلة بالآداب كانت مرتبة، لإجبار السعوديين على الاشتراك المدفوع في يوتيوب بريميوم، بالنظر لإعدادهم التي تصل إلى 30 مليوناً، وتصدرهم المنطقة العربية في أرقام المشاهدات والقنوات، وهذه الخدمة تعرض المحتوى بدون إعلانات مقابل 35 دولاراً في الشهر، أو أن يتحولوا إلى يوتيوب كيدز الذي لا يفضله الأطفال لخياراته المحدودة، والبعض يذهب بعيداً في توقعاته ويدخلها في دائرة الحرب الثقافية ضد منظومة القيم، المعروفة بحروب الجيل الرابع. مكاسب اليوتيوبرز تأتي من الإعلانات، ومن ثم الباتريون أو التبرعات، فالتسويق بالعمولة، ويليها بيع المنتجات، ولعل الأكثر ثباتاً بينها هو الرعاية الإعلامية، وتوجد قناة يوتيوب بريطانية اسمها غابي أند أليكس، تظهر فيها طفلة صغيرة ترقص في مقاطعها عمرها خمسة أعوام، وتحصل مقابل الرقص وحده على مليون جنيه إسترليني في العام، بينما راتب رئيس الوزراء البريطاني لا يتجاوز مئة وخمسين ألف جنيه عن الفترة نفسها، مع ملاحظة أن 3 % من أصل 37 مليون قناة على اليوتيوب تحقق 90 % من أرباح إعلانات المنصة ومواردها المالية، بحسب إحصاءات 2016، والبقية تعتبر تحت خط الفقر بمقاييس الدخل الأميركية. مشكلة الإعلانات القذرة أنها موجودة في كل منصات السوشيال ميديا، وإذا كانت مسموعة أو مشاهدة في يوتيوب، فإنها مكتوبة في خانة التعليقات على تويتر وغيرها، وبمراجعة رد غوغل سنلاحظ أنه صادر من إدارة غوغل في الشرق الأوسط وخاص بالمملكة، وليس صادراً عن الشركة الأم في الولاياتالمتحدة، والدليل مطالبة شخصيات كويتية بإجراءات مشابهة، وهذا يعني أنه لا يلزم اليوتيوبرز في مناطق جغرافية كأميركا وأوروبا، وكلاهما مصدر لمعظم البرامج التي يقبل عليها الأطفال العرب، ولا أتصور إمكانية إيقافها بدون اتفاق مباشر مع أصحاب القنوات على آلية مناسبة، وفيما يخص الكبار فإن غالبيتهم تقبل على المحتوى المحلي، وبالتالي يمكن السيطرة عليه بالاتفاق مع اليوتيوبرز السعوديين، وبخواص الضبط الموجودة في القناة نفسها، وللمعلومية غوغل تحظر مئات الملايين من الإعلانات بصورة سنوية.