لم يكن إعلان موقع «يوتيوب» عن البدء في إزالة أية مشاهدات أو إعجابات أو تعليقات وهمية من مقاطع الفيديو الموجودة عليه بمستغرب، إذ سبقها في ذلك «تويتر» بمحاربة «تجارة» المتابعين الوهميين، وألغى عشرات الآلاف من متابعي الحسابات الوهمية، ما اعتبره عدد من خبراء الإنترنت بمثابة «ضربة قوية» ضد بعض من يوصفون ب«مشاهير تويتر»، والذين يمتهنون جلب الحسابات الوهمية لمتابعتهم، لغرض الشهرة أو الكسب المادي من خلال التعاقد مع شركات الإعلان والتسويق اللذين يلهثون بدورهم على الحسابات الأكثر متابعة، قبل أن يكتشف أمر الحسابات الوهمية. وكانت «يوتيوب» أكدت «أن دقة الإحصاءات الخاصة بمقاطع الفيديو من حيث المشاهدات والتعليقات والإعجابات مهمة جداً، لأن تضخيمها في شكل وهمي قد يضلل الجماهير، ويشعرهم بأن الفيديو ذو شعبية حقيقية بالفعل، ما يؤثر سلباً على أهم صفات «يوتيوب» التي يتميز بها»، ما يؤثر في قرارات المسوقين وشركات الإعلان للترويج عبر قناة أو أخرى. وفي خطوة سابقة قامت «يوتيوب» في كانون الأول (ديسمبر) 2012 بحذف أكثر من 2 بليون مشاهدة لعدد من كبريات شركات صناعة الموسيقى في العالم، كان النصيب الأكبر فيها لشركة «يونيفيرسال» المنتجة لأعمال النجمة ريهانا وجستن بيبير، ثم جاء بعدها شركة «سوني للصوتيات» التي خسرت حوالى 850 مليون مشاهدة، ووفقاً لمدير خدمات كبار العملاء في شركة «كونكت آذر» (شركة التمثيل الإعلامي الحصرية في تويتر - الشرق الأوسط) إيهاب الطرهوني «عقبت الشركات أن ما حدث كان نتيجة لإعادة ترتيب المحتوى الرقمي الموجود على عدد من القنوات أو الحسابات». وليست ظاهرة جديدة بل هي في تنامي، وأكد الطرهوني ل«الحياة»: أنه «سبقها عمليات التفاعل الوهمية أيضاً في المنتديات ومواقع البيع والشراء الإلكترونية، إذ يقوم المستخدم الواحد بإنشاء أكثر من معرف لإيصال فكرة معينة أو رفع سعر سلعة معروضة للبيع»، مضيفاً أن هذا النوع من التفاعل انتقل إلى الشبكات الاجتماعية الجديدة على شكل «شراء متابعين وإعجابات ومشاهدات على شبكات تويتر وفيسبوك ويوتيوب»، وذلك من خلال استخدام خدع تقنية مثل: «تطوير سكربت برمجي يقوم بتحديث صفحة مقطع معين في شكل مستمر لزيادة عدد المشاهدات». ويؤثر هذا الخداع في عدد المشاهدات على المردود المتوقع من الإعلان، ولكن لا يوجد نسبة واضحة للتأثير، إلا أن الطرهوني يعتقد أن تأثير مثل هذه التفاعلات الوهمية «ضيق جداً»، فيما تعمل مثل هذه الشركات على إيجاد حلول لتبقي المعلن بعيداً عن «الخدعة»، وذلك من خلال «مراقبة أداء المعلنين ومقارنة النتائج بمؤشرات أداء تتيح لهم التنبه في حال وجود أي خطأ أو نتيجة غير متوقعة»، ولفت الطرهوني إلى أن الخطوة الحالية من «غوغل» تدل على أنه «انتقل من مرحلة الحرص على زيادة عدد المستخدمين إلى التركيز على المحتوى المقدم للمستخدم، وهي إشارة إلى المعلنين بأن يوتيوب مكان آمن لإعلاناتهم». وأكد الطرهوني أن «الحرب» بين شركات التقنية المنتجة للمنصات مثل «غوغل» و«فيسبوك» و«تويتر» وشركات التقنية التي تحاول استغلال هذه المنصات تجارياً لتسويق خدمات غير شرعية «لن تنتهي طالما أن هناك عاملاً بشرياً يتعاطى مع عامل آلي».