لمصلحة من يتم شحن جمهور النصر بين فترة وأخرى وإدخاله في صراعات وقضايا تارة مع جماهير الأندية المنافسة وإعلامها وأخرى مع بعض لجان المنظومة الرياضية بطريقة تتكرر كل فترة دون انقطاع؟ نعم لم تخطئوا في القراءة، من المستفيد من إدخال جماهير هذا المدرج الكبير في مثل هذه الصراعات القاتلة والمضرة نفسيًا وجسديًا دون فائدة تذكر لهم وللفريق؟ أعرف كغيري أن هناك من ينتمي لهذا المدرج من يؤمن بأن هناك مؤامرة تحاك ضد فريقه وأن هناك من لا يريد له الخير وأنه لولا هذه المؤامرة الكونية المدبرة لسيطر فريقهم على كل بطولات الدنيا وهذه الفئة التي لا طب لها لا أعنيها لا من قريب ولا من بعيد فهي فئة آمنت بمثل هذه النظرية وانطلقت في أرجاء مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لنشر هذه النظرية وتكريسها والتصفيق لمن يدعم مثل هذا التوجه من إعلام وجمهور! ما أعنيه بهذا السؤال هي تلك الشريحة العاشقة والمحبة لفريقها والصابرة ومنذُ عقود طويلة على انكساراته وما أكثرها من انكسارات هذه الشريحة المحبة ل"فارس نجد" فالفريق هذا الموسم غادر جميع البطولات المحلية والقارية ومن أمام منافسه وغريمه التقليدي الهلال وسط أخطاء تكررت قبل بدء الموسم من بعض القائمين عليه وهي أخطاء متوقعة وبشكل كبير في ظل حداثة تجربة الإدارة الحالية بالعمل الإداري وكثرة التغييرات التي طرأت على خارطة الفريق من دخول عناصر وخروج أخرى وقبل ذلك اختلاف المدارس التدريبية التي أشرفت على الفريق هذا الموسم وبشكل قل أن تتكرر بأي فريق آخر ينعم بدعم مالي وإعلامي كحال النصر، هذا الخروج المر والقاسي للفريق من بطولات الموسم هو الأولى بمناقشة أسبابه والبحث عن علاج له من قبل عشاقه من إداريين وإعلاميين وشرفيين ومحبين حتى لا يتكرر مرات قادمة وليس كما يحدث حاليًا من تسليم المشهد النصراوي إعلاميًا وجماهيريًا لتلك الفئة التي لا طب لها "فعدوا عاقل خير لك من صديق جاهل"! تكاتف الجمهور النصراوي المخلص والعاشق والوفي الذي يهمه بالدرجة الأولى فريقه مع صناع قرار النصر في الفترة القادمة والاستفادة من تجربة هذا الموسم المرة كفيلة بمعالجة الكثير من الأخطاء التي حدثت للفريق دون الالتفات لأي مبررات أو تمييع لتلك الأخطاء أو الدخول في صراع لا فائدة منها تستهلك الوقت والصحة كما هو حادث حاليًا في قضية عبدالرزاق حمد الله الذي أنهت الإدارة الصفراء ارتباطها به وأعلنت عن ذلك للملأ أو محمد كنو الذي مدد عقده مع فريقه الحالي! الحقيقة التي يجب أن يعيها عشاق النصر أن الفريق الحالي بتركيبته الإدارية والفنية غير مؤهل لتحقيق بطولات كبرى كدوري أبطال آسيا ولا دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين فالمسألة ليست أموال تنثر أو صفقات تستقطب ويتم تكديسها في مراكز معين دون الأخرى كما حدث هذا الموسم بعد أن تم التكديس في مراكز معينة وإهمال أهم نقاط ضعف الفريق كحراسة المرمى وعمق الدفاع والظهير الأيسر، حتى بطولة كأس السوبر القادمة في حال تأهل الفريق لها لن يستطيع تحقيقها في ظل وجود أندية أفضل منه ولديها استقرار إداري وفني كالهلال والاتحاد! فاصلة: وحده العمل الإداري والمبني على التخطيط الجيد هو ما سيعيد الفريق للواجهة دون الركون لأي مبررات أخرى، وإلا سيكون الموسم القادم كهذا الموسم.