لم يصل رئيس مجلس إدارة نادي النصر الأمير فيصل بن تركي رغم دعمه السخي وشعبيته الكبيرة في ملامسة تطلعات عشاق ناديه بمختلف فئاتهم، وأضحى عمله الاداري وفق ما يرون بعيداً عن طموحات النادي الاصفر في كثير من الانجازات محملينه مسئولية ما يحدث من خسائر وتعاقدات غيد ناجحة ورطت الفريق في ديون وادخلته في بعض الازمات، وعلى منصة «محاكمة عكاظ» أجمع النقاد على أنه يواجه أزمة ثقة بينه وبين عدة اطراف مؤثرة، على رأسها الجماهير وأعضاء الشرف واعتبروا طريقة الإدارة غير مجدية وانه غير قادر على تحقيق البطولات بهذا النمط الذي يسير عليه، غير أنهم جددوا التاكيد على عشقه للكيان الاصفر ودعمه السخي الذي اعتبروه غير مجد في ظل غياب التصريف الايجابي له. النقاد منيف الحربي، عادل الملحم، عبدالعزيز الدغيثر وعلى كميخ قدموا دفوعاتهم عن الشان النصراوي وقيموا عمل الرئيس النصراوي الذي تدخل فترته مراحلها الاخيرة، فإلى تفاصيل المحاكمة : أزمة ثقة الكاتب الرياضي منيف الحربي يقول الحديث عن الامير فيصل بن تركي والنصر حديث ذو شجون، وتشخيص الامر يحتاج إلى الحذر من تداخل الانطباعات الشخصية والعواطف مع العمل والأحكام الامينة المتجردة، فيصل بن تركي رجل محب للنادي ومخلص حاول تقديم نفسه كمنقذ من خلال اطلالة مغايرة للتشابكات النصراوية المعقدة، واختار لإطلالته مكانا مميزا وهو ينطلق بذكاء من مناسبة تكريم ماجد عبدالله، الأمر الذي منحه تذكرة العبور لقلوب جماهير العالمي واحتلال كل مساحاتها خاصة مع حزمة الوعود الضخمة التي دغدغ بها مشاعر المدرج الذهبي لاحقا.. غير ان تجربة العمل الحقيقي على ارض الواقع لم تحظ بذاك الرضى.. وسرعان ما تحول الأمر لتوجس ثم تململ ثم حين تراكمت الأخطاء وتكررت وازدادت اساليب الإصرار على التفرد، تحول الحب الجماهيري الجارف إلى غضب عارم، لدرجة ان الجماهير التي هتفت له في الدقيقة السادسة والثلاثين عادت غيرت موقفها. وهذا طبيعي حينما تكررت ذات الاخطاء لثلاثة مواسم متتالية. مشكلة رئيس النصر الحالية انه فقد ثقة معظم الجماهير وقبلها فقد رغبة معظم الاسماء النصراوية للعمل معه، وكرأي شخصي لا اعتقد ان الامير فيصل بن تركي قادر على إعادة النصر للواجهة، صحيح انه ربما يفلح في تحقيق بطولة في لعبة كرة القدم لكن هذا غير كاف، فناد بحجم ومكانة وتاريخ وجماهيرية النصر يحتاج لفكر ومال وذكاء وقدرة على جمع القلوب حوله مع الكثير من الجهد في التخطيط والتنفيذ وهو ما لا اعتقد أنه قادر عليه. يجب ألا نقسو على الرجل أو نكيل له الاتهامات، لكن يجب أن نكون صادقين في الحكم على عمله وفي استقراء المستقبل. باختصار.. الأمير فيصل ربما، أقول ربما ينجح في وضع النصر على عتبة العودة، لكنه لا يستطيع أبدا السير بالنادي في هذا الطريق الصعب حتى النهايات المكتملة..! لعبة الإعلام من جانبه تحدث اداري نادي النصر السابق والكاتب الرياضي عبدالعزيز الدغيثر قائلا هو رجل عاشق ومحب للنادي يثق كثيرا بالاخرين ممن حوله، وهي ثقة من أجل النصر لكنها تحولت سلبية عندما أصبحت تستغل من قبل البعض الذين لا يدركون المصلحة ويذهبون بالامور الى نواح شخصية مستفيدين من اعتماده عليهم، وخاصة السماسرة في اختيار اللاعبين الاجانب والمدربين مما كلفه مبالغ كبيرة أرهقت معه النصر ولا يستفيد من تجاربه السابقة في تعامله مع هؤلاء حيث تتكرر الاخطاء، الى جانب المبالغة في اطلاق الوعود للجماهير، وتمنى الدغيثر أن يعمل على تحقيق الامال والطموحات واحلام المدرج الاصفر بعد أن اوقد الحماس فيهم بدلا من الوعود التي لم تتحقق وانعكست سلبا على النصر فالاماني أحرقت الجماهير، وأضاف علاقة الامير فيصل بن تركي مع الاعلام وتعامله معه حساس ويسير في اطار إما مع أو ضد، يرفض الانتقاد وبعض وجهات النظر، لانه يتحدث بعفوية وتلقائية، ومشكلته أنه يريد ان يحقق النجاح بسرعة وهو ما يوقعه في مزيد من الاخطاء لكن لا احد ينكر بانه رجل عاشق للاصفر. دعم وخذلان يؤكد الكاتب الرياضي عادل الملحم على أن الرئيس النصراوي الحالي شخصية تعشق الكيان الاصفر وتدعمه من ذلك المنطلق غير أن الظروف تخذله في كثير من الاحيان، ويقول قبل أن ابدا الحديث عن ابرز إيجابيات وسلبيات رئيس النصر أود الحديث عن أمر يتعلق بحبه للعالمي، فمنذ ان كان يافعا وحتى تولى دفة القيادة وهو مقبل عليه وداعم له بسخاء يعرفه النصراويون كثيرا وهو نجل تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الذي أحب وعشق النصر منذ ايام الرمز، رحمه الله، وورث عشقه لابنه فعشق النصر الكيان وظل مساندا له حتى اصبح المسؤول الأول عنه، طالبته الجماهير بأن يصبح رئيسا للنصر في عام 2007 ووقتها كان يرأس اللجنة الرباعية فبدأ مشواره نائبا للرئيس ثم تولى رئاسة الكيان النصراوي، وفي اول موسم له حقق مع الفريق ثالث الدوري ولولا إرادة الله اولا واخيرا ومن ثم خسارة النصر لنقاط سهلة لربما حقق العالمي اللقب في ذلك الموسم، وهو رجل محب ومخلص ومتسامح وهناك أمور قد لا يعرفها الكثيرون سببت له متاعب كثيرة لم يشأ الإفصاح عنها، ولا يوجد في سجله أخطاء فكما يصيب حتما يخطئ غير أن أبرز سلبياته تسامحه مع البعض وتأثير ذلك على بعض القرارات الحاسمة مثل التوقيع مع زينجا ورازفان لموسمين ثم الاستغناء عن زينجا بعد ان تأقلم مع الفريق. ومن أخطائه مثلا الاستغناء عن التون بعد إصرار عجيب من المدرب باوزا، وكذلك الاستغناء عن المدرب ديسلفا الذي حقق معه النصر البرونزية، وهي ما كلفت النادي الكثير من الخسائر المالية وأرهقت ميزانيته، فالفاتورة باهظة جدا ولا يمكن أن يتحملها وحده وهو الأمر الذي يحدث في الكثير من الأندية رغم أن هناك أعضاء شرف قاموا بدعمه في فتره ماضية وبعد اختلاف معهم انسحبوا، ولا يلغي ذلك دور بعض الأعضاء الذين ما زالوا معه، برأيي أن الرئيس يحتاج للكثير من الدعم المعنوي والالتفات والثقة وهو قادر على النجاح في حال خدمته الظروف. دعم الشباب المدرب الوطني والمدير الاداري السابق لنادي النصر علي كميخ تحدث قائلا من ايجابياته أنه يدير عمله بثقة يستمد صفاته العملية من الشخصية الطيبة التي يمتاز بها، يريد ان يعمل وفق نظام احترافي أوروبي ويولي الامور حسب التخصص لكل شخص فتجده يمنح الكثير من الصلاحيات دون محاسبة، وهو داعم حقيقي لنادي النصر منذ سنوات بل يعد من الرؤساء القلائل الذين يدعمون انديتهم بسخاء، لكن هذه الايجابيات لم تستثمر بصورة افضل وتحولت سلبيات كلفت الكثير، ولعل منح الصلاحيات ساهم في تعدد الاخطاء سواء مع الجهاز الفني او الاداري، وأضاف كميخ أن ثقافة الوسط الرياضي السعودي مختلفة تماما عن الاسلوب الذي تعمل به الاندية الاوروبية لذا وقع النصر ضحية السماسرة الذين جلبوا اللاعبين الاجانب، ويعاب عليه ثقته المطلقة بالاخرين وهذا امر مرفوض ومن الضروري أن تكون هناك ضوابط في خيارات المدرب ومناقشتها، كما أن بعده عن ادق التفاصيل وعدم قربه من اللاعبين يحرجه دائما فحضوره ومتابعته تحدث تفاعلا داخل الفريق ولاسيما ان النصر بعيد عن البطولات ويحتاج الى شخصية متابعة لكل شيء وفحص التعاقدات والوقوف على سير المفاوضات كما يلاحظ على الامير فيصل بانه لا يدعم الوجوه الشابة ولا يشجع تصعيدهم للفريق الاول مقارنة برؤساء اندية اخرى، وهو الان على صفيح ساخن الا انه مطالب بالقرب من اعضاء الشرف أكثر.