نقلت وسائل إعلام عن وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء قولها إن بعض القوات في المناطق العسكرية المجاورة لأوكرانيا تعود إلى قواعدها بعد استكمال تدريبات، في خطوة من شأنها تخفيف حدة الخلاف بين موسكو والغرب. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن الوزارة قولها إنه، بينما تستمر التدريبات واسعة النطاق في أنحاء البلاد، استكملت بعض الوحدات في المناطق العسكرية الجنوبية والغربية تدريباتها وبدأت في العودة إلى قواعدها. وحشدت روسيا أكثر من 100 ألف من قواتها قرب الحدود الأوكرانية، مما أثار مخاوف من غزو أوكرانيا، خاصة وأن التدريبات المشتركة التي تجريها موسكو مع روسيا البيضاء بين 10 و20 فبراير تعني أن الجيش الروسي يطوق أوكرانيا تقريبا. وكانت قد بدأت المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشار الألماني أولاف شولتس في موسكو الثلاثاء، في إطار جهود دبلوماسية مستمرة منذ أسابيع بهدف خفض التوتر بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا. وقال بوتين لدى بدء المحادثات «للأسف، سنخصص جزءا كبيرا من وقتنا اليوم لمسائل متعلقة بالوضع في أوروبا والأمن وللمحادثات الجارية حول هذه المسألة لا سيما بما يتصل بأوكرانيا» بحسب ما نقل التلفزيون الروسي العام. من جهته قال شولتس «بالطبع، من الواضح أنه علينا الآن بحث الوضع الصعب المتعلق بالأمن في أوروبا» معبرا عن «سروره» للتمكن من إجراء هذه المحادثات. وأضاف «الأهم هو أن نتمكن من العمل على علاقاتنا عبر محادثات جيدة بين الأطراف». ويهدف هذا اللقاء إلى نزع فتيل أزمة غربية - روسية. وتنفي روسيا أي نية لشن هجوم. وتقول على العكس إنها مهددة من جراء توسع حلف الأطلسي في أوروبا الشرقية وتطالب «بضمانات أمنية» لا سيما ضمانات بأن أوكرانيا لن تنضم أبدا إلى حلف الأطلسي وبأن تقوم هذه المنظومة بإبعاد بناها التحتية العسكرية عن الحدود الروسية. وهي مطالب رفضها الغربيون. بدوره، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المواطنين لرفع علم البلاد من المباني وترديد النشيد الوطني في وقت واحد يوم 16 فبراير، وهو التاريخ الذي وصفته بعض وسائل الإعلام الغربية بأنه موعد البداية المحتملة لغزو روسي. وقال زيلينسكي في خطاب إلى الأمة مسجل في مقطع فيديو «يقولون لنا إن 16 فبراير سيكون يوم الهجوم. سنجعله يوم وحدة». وأضاف «يحاولون تخويفنا بتحديد موعد من جديد لبدء العمل العسكري». «في ذلك اليوم سنرفع علمنا الوطني. ونظهر للعالم بأسره وحدتنا». ويقول زيلينسكي منذ وقت طويل إنه يعتقد أن روسيا تهدد بلاده لكن احتمال وقوع هجوم وشيك أمر يبالغ حلفاء كييف الغربيون في تقديره، وأصدر مكتب زيلينسكي نص مرسوم يدعو جميع القرى والبلدات في أوكرانيا إلى رفع علم البلاد يوم الأربعاء وأن تردد الأمة بأكملها النشيد الوطني في الساعة العاشرة صباحا. كما دعا إلى زيادة رواتب الجنود وحرس الحدود. وأشارت روسيا مراراً إلى أنها مستعدة لمواصلة الحديث مع الغرب لمحاولة نزع فتيل الأزمة الأمنية. وتهدد الدول الغربية بفرض عقوبات على نطاق غير مسبوق إذا غزت روسيا جارتها. وقالت دول مجموعة السبع إن أي عدوان روسي جديد على أوكرانيا سيؤدي إلى «عقوبات اقتصادية ومالية ذات عواقب هائلة وفورية على الاقتصاد الروسي». وذكر متحدث باسم الأممالمتحدة أن الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريس قال بعد التحدث مع وزيري خارجية روسياوأوكرانيا، إنه ما زال يعتقد «استنادا إلى تحليله الخاص، وآماله» أنه لن يكون هناك صراع. القوات الروسية لحظة عودتها إلى قواعدها (أ ف ب)