على الرغم من استمرار التوتر بشأن ملف أوكرانيا ومخاطر التحشيد العسكري الروسي على الحدود، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حصوله على تعهد روسي بعدم التصعيد، بينما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن واشنطن عازمة مع الحلفاء على ردع تهديدات روسيا، معتبرا أن الحوار سيكون سبيلا لخفض التصعيد في أوكرانيا، التي توقع رئيسها عقد قمة مع روسيا وفرنسا وألمانيا، في مؤشر على إمكانية خفض التوتر بين القوى الغربية وموسكو. وقال ماكرون للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته إلى كييف أمس (الثلاثاء)، إنه حصل من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على تعهد بعدم التصعيد، مضيفا: "لقد أتممت المهمة لجهة منع تدهور الأوضاع أو حصول تصعيد لا تحمد عقباه". بالمقابل، لا تزال موسكو غير راضية تماما عن مواقف الغرب بشأن تلك القضية التي تثير خلافات كبيرة منذ أشهر بين الطرفين، إذ جدد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قوله إن بلاده لا ترى الغرب مستعدا للاهتمام بمخاوف روسيا، ولا يزال موضوع الضمانات الأمنية مفتوحًا وغير محسوم. وتابع: "حتى الآن لا نلمس طرقا حقيقية لحل مسألة الضمانات الأمنية". أما في ما يتعلق بوجود القوات الروسية في بيلاروسيا، فأكد بيسكون أنها ستغادر بعد نهاية التدريبات، قائلا "ولم يكن هناك حديث أصلا عن بقائها على الأراضي البيلاروسية في الأساس". ويعتبر الملف الأوكراني بمثابة "الشوكة" في خاصرة الروس، الذين يشككون دوما في نوايا كييف، فيما تتخوف الأخيرة باستمرار من تكرار تجربة ضم جزيرة القرم واجتياح أراضيها، مكررة في الوقت عينه أن لها الحرية المطلقة بالانضمام للناتو، ما يشكل حساسية كبرى للكرملين. وكشفت الاتصالات الروسية التي تم اعتراضها من قبل الاستخبارات الأمريكية، أن بعض المسؤولين الروس قلقون من أن غزوًا واسع النطاق لأوكرانيا سيكون أكثر تكلفة وأصعب مما يدركه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة الكرملين الآخرين، وفقًا لأربعة أشخاص مطلعين على المعلومات الاستخباراتية تحدثوا لشبكة "سي إن إن"، وقالت ثلاثة من المصادر إن هؤلاء المسؤولين بينهم عملاء استخبارات ومسؤولين. وقال مصدران مطلعان على الاتصالات التي تم اعتراضها، إن المسؤولين تذمروا أيضا من اكتشاف دول غربية لخططهم وكشفها علنا. من جهته، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن واشنطن عازمة مع الحلفاء على ردع تهديدات روسيا، معتبرا أن الحوار سيكون سبيلا لخفض التصعيد في أوكرانيا، لافتا إلى أنه تحدث مع المستشار الألماني أولاف شولتس عن طرق ردع تهديدات روسيا في شرق أوروبا. وتعهّد بايدن ب"وضع حدّ" لخط أنابيب نورد ستريم 2 الذي بُني لاستجرار الغاز الروسي إلى أوروبا عبر ألمانيا، في حال غزت روسياأوكرانيا. وأضاف: "إذا غزت روسياأوكرانيا، ما يعني عبور دبابات أو قوات حدود أوكرانيا، مجدّداً، عندها لن يكون هناك خط أنابيب نورد ستريم 2″، وأعد بأنّنا سنضع حدّاً له". وتحركت الدبلوماسية بشكل مكثف في محاولة لنزع فتيل الأزمة المتعلقة بأوكرانيا، إذ استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، فيما يلتقي المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن. وتأتي الجهود الدبلوماسية الأوروبية وسط مخاوف متزايدة من أن روسيا تستعد لغزو أوكرانيا. إلى ذلك، توقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عقد قمة مع روسيا وفرنسا وألمانيا، في مؤشر على إمكانية خفض التوتر بين القوى الغربية وموسكو. وقال خلال مؤتمر صحفي: "نتوقع في المستقبل القريب.. أن يكون بإمكاننا عقد المحادثات المقبلة بين قادة صيغة النورماندي الرباعية"، في إشارة إلى المفاوضات الرامية لوضع حد للنزاع في شرق أوكرانيا.