بدأت روسيا المرحلة العملية من تدريبات عسكرية واسعة النطاق في روسيا البيضاء أمس الخميس، في حين دشنت بريطانيا مسعى دبلوماسيا جديدا في المواجهة بشأن أوكرانيا محذرة موسكو من أن خوض حرب مع جارتها سيكون له عواقب كارثية على روسياوأوكرانيا وأوروبا. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس أن إنذارات الغرب وتهديداته لروسيا بشأن الأزمة الأوكرانية "لا تؤدي إلى أي نتيجة". وقال في مستهل لقاء مع وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس في موسكو إن "الإنذارات والتهديدات لا تؤدي إلى أي نتيجة.. لدى الكثير من زملائنا الغربيين شغف بهذا الأسلوب" في التعامل. وكان مسؤولون أمريكيون قد حذروا من أن روسيا قد تهاجم أوكرانيا بعد حشد قوات قرب حدودها واتهموا موسكو بتصعيد التوتر بإجراء تدريبات عسكرية مشتركة في روسيا البيضاء وصفها حلف شمال الأطلسي بأنها أكبر حشد عسكري لروسيا في البلاد منذ الحرب الباردة. وتنفي روسيا اعتزام شن هجوم وتقول إن من حقها تحريك قواتها بالكيفية التي تراها مناسبة داخل حدودها وفي أراضي حلفائها بموافقتهم. وتقول إن تدريباتها العسكرية ذات طابع دفاعي. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان الخميس أن المناورات تؤشر إلى "عنف بالغ" قرب حدود أوكرانيا في وقت تبذل القوى الغربية جهودا دبلوماسية مكثّفة لخفض التصعيد. وقال لودريان لإذاعة "فرانس إنتر" الفرنسية العامة معلقا على المناورات "إنها ضخمة للغاية. هناك تزامن تدريبات كبيرة للغاية، خصوصا عند حدود أوكرانيا" مضيفا "كل ذلك يدعونا إلى الاعتقاد أنها خطوة تنطوي على عنف بالغ، وهو أمر يقلقنا". وقال لودريان "أُعلنَ عن مناورات تستمر حتى 20 فبراير. يمكننا الافتراض بأنه عند حلول هذا التاريخ، ستنسحب القوات، سنرى عندها إذا كان ذلك سيتحقق". ورأى أن "هذا سيكون اختبارا يحمل دلالة كبرى ... سنرى اذا كانت ستجري عملية خفض للتوتر". وأعلنت الرئاسة الفرنسية الأربعاء أن جولة إيمانويل ماكرون على موسكو وكييف وبرلين "حقّقت هدفها" بإتاحة "المضيّ قدماً" نحو خفض حدّة التوتر بين روسياوأوكرانيا. وقال لودريان معلقا إن "الحوار مع الروس حيويّ ومتطلّب وأحيانا حتى عسير"، ووصف محادثات ماكرون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها كانت "مواجهة، طلب توضيحات وصراحة كبرى". وشدد على أن "قوة هذه الزيارة تكمن في وضوح المواقف" مثنيا على نوعية المحادثات بين الأوروبيين وأعضاء الحلف الأطلسي. وقال "لدينا شفافية وثقة داخلية لم أشهد مثيلا لهما منذ زمن بعيد بين الحلفاء وبين الأوروبيين". "ضغط نفسي" ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس بالمناورات العسكرية المشتركة بين روسيا وبيلاروس قرب حدود بلاده معتبرا أنها وسيلة "ضغط نفسي". وقال زيلينسكي في بيان صدر عن مكتبه إن "حشد القوات عند الحدود يمثّل وسيلة ضغط نفسي من قبل جيراننا". لكنه أضاف في تصريحات إلى مجموعة من رواد الأعمال الاوروبيين في كييف "لا نرى أي جديد في ذلك. بالنسبة للمخاطر، إنها قائمة ولم تتوقف منذ العام 2014" عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم ودعمت تمرّدا انفصاليا في جنوب شرق البلاد. وتابع "القضية مرتبطة بمستوى هذه المخاطر وكيفية استجابتنا لها". ولفت زيلينسكي إلى أن أوكرانيا لديها "ما يكفي من القوات للدفاع بشرف عن بلدنا".