شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، وعدد من رؤساء وممثلي الدول الصديقة اليوم الاثنين الافتتاح الرسمي ل"أسبوع أبوظبي للاستدامة"، المنصة العالمية المعنية بتسريع وتيرة الاستدامة، بمقر مركز دبي للمعارض في "إكسبو 2020 دبي". ورحب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالقادة والخبراء مع اجتماعهم في دولة الإمارات لبحث قضايا وتحديات الاستدامة وسبل توسيع آفاق الحوار وتكثيف وتضافر الجهود للتوصل إلى حلول تمضي بالعالم نحو بناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة. وأكد سموه أهمية أسبوع أبوظبي للاستدامة كأول تجمع عالمي متخصص يعقد بعد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب-26" ويمهد الطريق ل مؤتمر /كوب 28/ الذي تستضيفه دولة الإمارات في عام 2023 في إنجاز مهم يعكس ريادة الدولة في مجال العمل المناخي. وأشار سموه إلى أن انعقاد الأسبوع هذا العام ضمن فعاليات "إكسبو 2020 دبي" يمنح فرصة لتلاقي الخبرات والكفاءات العالمية في إكسبو مع صناع السياسات والخبراء الذين يجتمعون من خلال منصة أسبوع أبوظبي للاستدامة، ما من شأنه تحفيز الحوار البناء ودفع الجهود العالمية باتجاه تطبيق حلول مبتكرة تسهم في تعزيز التنمية المستدامة واتخاذ إجراءات عملية لمواجهة تحديات الاستدامة الملحة. وشدد سموه على أن دولة الإمارات، ومن خلال رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" كانت ولا تزال من الدول السباقة في مجال العمل المناخي والتحول في مجال الطاقة واعتماد الطاقة المتجددة كحل مستقبلي للحد من التداعيات البيئية وتأثيرها على حياة الناس وصحة الكوكب، إذ أكدت الدولة هذا الالتزام المتواصل من خلال تشييد مجموعة من أضخم مشاريع الطاقة النظيفة وأكثرها ابتكارا، وتوجت هذه الجهود عبر إطلاق استراتيجيتها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، كاشفة عن رغبة حقيقية في التأسيس لمستقبل خال من الانبعاثات. حضر افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة بمقر إكسبو 2020 دبي الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية و سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة و سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي و معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش وعدد من كبار المسؤولين. وبدأ الافتتاح بعزف السلام الوطني لدولة الإمارات، تلاه فيلم قصير حول التعاون الدولي وتضافر الجهود لمواجهة التحديات العالمية، لا سيما تلك المتعلقة بالتغير المناخي والتنمية المستدامة. وتضمن الفيلم مقاطع من كلمات لقادة دول وخبراء وشخصيات عالمية بارزة دعت إلى تعزيز العمل الجماعي للحد من تداعيات التغير المناخي ودفع عجلة التنمية المستدامة. وخلال كلمته التي ألقاها خلال حفل افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة، توجه فخامة مون جاي إن، رئيس جمهورية كوريا الجنوبية، بالشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للاستضافة والدعوة للمشاركة في حفل افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة، وقال: "باعتباره أول حدث من نوعه ينعقد بعد مؤتمر المناخ /كوب 26/ يأتي أسبوع أبوظبي للاستدامة بمثابة نقطة انطلاق جديدة نحو تحقيق الحياد المناخي، وليوفر منصة توحد الجهود وتعززها وينطوي هذا الحدث على أهمية كبيرة مع اختيار دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر المناخ /كوب 28/ في عام 2023، والذي يشكل إنجازا بارزا لدولة الإمارات في مسيرتها للخمسين عاما المقبلة. وتشكل دولة الإمارات مركزا مهما للتنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وخارجها وجهودها في هذا المجال محل كل تقدير". وأضاف الرئيس الكوري: "في العام الماضي، أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة أول دولة في الشرق الأوسط تلتزم بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.. فيما أعلنت كوريا في عام 2020 التزامها بالهدف ذاته.. كما ألقى معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، رئيس مجلس إدارة "مصدر" كلمة رحب فيها بأصحاب السمو الشيوخ والرؤساء والوزراء وضيوف القمة، مثمنا عاليا دعم القيادة الرشيدة لقطاع الطاقة النظيفة والمستدامة. وأشار معاليه إلى أن دولة الإمارات كانت سباقة في الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة قبل أكثر من 15 عاما، وتبنت قيادتنا الرشيدة رؤية استشرافية أثبتت صوابيتها إذ تمتلك الدولة حاليا ثلاثا من أكبر محطات الطاقة الشمسية وأقلها تكلفة في العالم. وأكد معالي الدكتور سلطان الجابر ضرورة الاستفادة من الخبرات المختلفة ضمن قطاع الطاقة لإيجاد الحلول المناخية التي نحتاجها، وأنه يجب أن نتذكر دائما أن هدفنا هو خفض الانبعاثات، وليس وقف النمو والتقدم والتطور. وتطرق معاليه إلى جائزة زايد للاستدامة ودورها في تعزيز جهود الاستدامة العالمية حيث حققت تأثيرا إيجابيا على أكثر من 370 مليون شخص في أكثر من 150 دولة، وقال إن الفائزين الجدد بالجائزة ساهموا في توفير طاقة نظيفة للعشرات من مرافق الرعاية الصحية في مختلف أنحاء آسيا وأفريقيا، وأثمرت جهودهم في تعزيز جهود مواجهة جائحة /كوفيد-19/ والعديد من الأمراض الأخرى. وباعتباره أول حدث دولي رئيسي في مجال الاستدامة يقام بعد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب-26"، يستقطب أسبوع أبوظبي للاستدامة مجموعة متميزة من القادة والخبراء المهتمين بتغير المناخ، بمن فيهم زعماء الدول وصناع السياسات وخبراء الاستدامة ورواد التكنولوجيا، إضافة إلى عدد من القيادات الشابة في هذا المجال. ويركز أسبوع أبوظبي الاستدامة 2022 على اتخاذ خطوات وإجراءات فعالة في ثلاثة مجالات تشمل التعاون الدولي والقيادة، والتنمية الاقتصادية، والتكنولوجيا والابتكار. وتنسجم أهداف أسبوع أبوظبي للاستدامة مع وثيقة "مبادئ الخمسين"، والتي تشكل المسار الاستراتيجي لدولة الإمارات خلال عهد جديد وتعكس رؤية الدولة وحرصها على تعزيز جهود التنمية في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وباعتباره أحد أكبر التجمعات المعنية بمناقشة قضايا الاستدامة، يوفر أسبوع أبوظبي للاستدامة منصة عالمية للتعاون وتبادل المعرفة والاستثمار والابتكار، حيث يستقطب أكثر من 45 ألف مشارك سنويا يمثلون ما يزيد عن 170 دولة، ويستضيف قرابة 1000 شركة دولية. وتتواصل فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة حتى يوم الأربعاء المقبل وكانت الفعاليات قد انطلقت بعقد الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة /آيرينا/ يومي 15-16 يناير الجاري فيما أقيمت قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة اليوم /الاثنين/، وتعقد القمة العالمية لطاقة المستقبل، ومبادرة "ابتكر"، ومركز شباب من أجل الاستدامة اعتبارا من اليوم وحتى 19 يناير الجاري، وملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة يوم غد /الثلاثاء 18 يناير/، ومنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي يومي 18-19 يناير، وملتقى أبوظبي للتمويل المستدام في 19 يناير.