أصوات اتحادية ظهرت الفترة الماضية تطالب برحيل المدرب الروماني كوزمين كونترا وترى أنه ليس ضالة الاتحاد وأن استمراره قد يزيد الوضع الفني للفريق سوءاً وربما يخرج مع هذا المدرب من الموسم الجاري خالي الوفاض. استدلالات كثيرة خرج بها هؤلاء المطالبون من أهمها أن نتائج الفريق الاتحادي وانتصاراته تأتيان بالبركة، وأن وجود أسماء أجنبية بجودة غروهي وحجازي وكريم وروما وكورنادو هو السبب في تلك الانتصارات وبخاصة بعد لقاء الطائي الذي خرج منه الفريق منتصراً بالعافية. وفي الناحية الأخرى يجد البعض أن المدرب بحاجة إلى الوقت ليتعرف أكثر على الاحتياج الفني لفريقه والتشكيلة والأسلوب المناسبين ليلعب بهما الفترة المقبلة والمرحلة الأكثر أهمية من مشوار دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين. بعد كل هذا وذاك أستطيع القول: إن علة الاتحاد ليست لكوزمين كونترا وحده، فهو إن تحمل سيتحمل فقط 30 % من أي إخفاق للفريق والباقي يتحمله اللاعبون سواء المحليين أو الأجانب، وأن تراجع مستويات الكثير منهم كان سبباً في تأثر أداء المجموعة الاتحادية. وبخلاف تراجع أداء بعض اللاعبين فقد نذهب إلى كوزمين أنه يتحمل بقراره مسؤولية إشراك الثنائي رومارينهو وكورنادو في التشكيلة ما يؤدي إلى ازدواجية الأدوار التي يؤديها الثنائي، وبالتالي ينعكس سلباً على أداء المجموعة بل وكأنما يتصور المشاهد أن الاتحاد يلعب ناقصاً لاعباً، فرومارينهو حتى وإن كان على الورق مهاجماً ولكن ميدانياً يتراجع كثيراً للخلف للمساهمة في البناء. تجاوز العلة تحتاج إلى قرار شجاع إما بتغيير مواقع الثنائي البرازيلي في التشكيلة أو الاستغناء عن أحدهما والاستعانة بالمهاجم يوسف نياكيتي ليتفرغ لأداء الأدوار الهجومية التي تعتبر العلة الواضحة لفريق الاتحاد. قرار استبعاد روما أو الجوهرة كورنادو كما يحلو للمدرج الاتحادي تسميته هو البداية الفعلية ليستعيد الفريق الاتحادي عافيته، وقد يتحسن أداء المجموعة مهما حاول البعض أن يرفض القرار أو حتى المدرب الذي بدا واضحاً إصراره على الثنائي وقد يكون تفادياً لأي ردة فعل. وأيضاً لا ننسى الحاجة الفنية لفريق الاتحاد لمحور سوبر يلعب في مركز (8)، فالاتحاد يفتقد للاعب في هذا المركز رغم محاولة المدرب إسناد المهمة لعبدالإله المالكي، ولكن يبدو واضحاً أن المالكي لا يجيد اللعب إلا متأخراً وإمكانيات الأحمدي أيضاً تعطيه الأفضلية في مركز (6). كل هذه المعطيات أمامنا تؤكد أن علة الاتحاد ليست كوزمين كونترا وحده بل الفريق يحتاج إلى دعم عناصري وقرار شجاع من المدرب والاستماع لنصيحة كاريلي الذي نادى بها بداية الموسم أن الاتحاد لن يحتاج لرأس حربة مع وجود روما وكورنادو. نقطة آخر السطر: * ليس غريباً صدارة المدرج الاتحادي قائمة أكثرية الحضور الجماهيري؛ فوفاء وعشق وانتماء هذا المدرج لفريقه شيء كبير وغير مستغرب، ويستحق كل هذه الإشادة من الوسط الرياضي، فجمهور الاتحاد يكاد يكون الوحيد الذي ينكسر فريقه ويتأثر أداؤه وتجده حاضراً وبقوة وبأعداد كبيرة.