رؤية 2030 تستند إلى تنويع الاقتصاد الوطني بشكل غير مسبوق مع تطوير كبير في قطاع الخدمات العامة فإن تطلعات الشباب هي الإسهام في تلك النقلة بما يحقق الطموحات ويعود بالمردود المادي والتنموي والمجتمعي للأفراد وللوطن. واقع اليوم هو بعض نتاج أحلام الأمس، ولذلك تستمر الحياة في ركضها للأمام من خلال الحلم ثم الفكرة ثم الشروع في التنفيذ. هذه البدهية التي تحكم المجتمع الإنساني أينما كان.. تبدو أكثر سطوعا في المجتمعات الشابة، حيث تتسع مساحات الحلم لمستقبل يلبي الطموحات، وتتشكل به رؤية أكثر وضوحا لسمات المستقبل. والمجتمع السعودي الذي تبلغ فيه نسبة من هم في سن الرابعة والثلاثين فما دون، أكثر من 67 % هو مجتمع شاب. ولذلك تعكس أحلامه أحلام هؤلاء الشباب وما يرتجونه من معالم للمستقبل، إذ تبرق طموحاتهم في الحلم بمزيد من فرص التدريب والتأهيل في كافة المجالات، وفقا لرؤية 2030، فعجلة النماء لا تعترف بالعاجزين عن إدارتها، والعالم كله يقوم الآن على المعرفة والطاقة المزوّدة بالتدريب والقادرة على الإنتاج والابتكار والإضافة. هذا يتطلب استمرارية في مراجعة المناهج الدراسية والخطط التعليمية لأنها ركن مهم في صناعة المستقبل، وكلما اتسعت الفرص في تأهيل شبابنا للتعامل مع تحديات المستقبل وبصفة خاصة في الأفق التقني والعلمي.. نستطيع الدفع بسواعد مؤهلة قادرة على الانسجام مع المستقبل، ومؤهلة لملء الفرص الوظيفية التي تنتجها التحولات الحياتية. ومن البدهي أن القطاع الحكومي لن يستطيع وحده استيعاب كل راغبي الوظائف. بل إن طموح الكثير من الشباب بات يتطلع إلى المجالات التي تتيح دخلا ماديا أعلى وأكثر قدرة على النماء المستمر. هذا يحدث الآن بشكل واضح وستكون ملامحه بشكل أوضح في المستقبل، ومن حسن التخطيط أن الدولة تسير في هذا الاتجاه حيث أظهرت بعض الإحصاءات أن نسبة الشباب أصحاب الأعمال الذين استفادوا من برامج الدعم التي تقدمها المؤسسات المالية في المملكة بلغت 55.13 %، وهذا ما يصب في اتجاه الإنعاش المستمر لتشجيع الدور غير الحكومي في توظيف الشباب، والاستفادة من حراك المنشآت الصغيرة والمتوسطة في نماء الاقتصاد الكلي وازدهاره. يضاف إلى تلك الوقائع، أحلام الشباب المصحوبة بالعزم والإرادة في تحقيق رؤية 2030 بكل ملامحها، باعتبارها تمثل النقلة المرحلية التي سيتصدى لمهامها الشباب حاليا.. بعد أن تبناها سمو ولي العهد الشاب.. وأتاح فرص المشاركة المفتوحة والواسعة في تحقيقها على أرض الواقع. ولأن تلك الرؤية تستند إلى تنويع الاقتصاد الوطني بشكل غير مسبوق مع تطوير كبير في قطاع الخدمات العامة فإن تطلعات الشباب هي الإسهام في تلك النقلة بما يحقق الطموحات ويعود بالمردود المادي والتنموي والمجتمعي للأفراد وللوطن. ولا تقف أحلام الشباب عند محطة الإسهام الحقيقي في إدارة عجلة الحياة الاقتصادية.. بل تمتد لتمكينهم من شغل المواقع القيادية بمختلف القطاعات، ففرص التأهيل الأكاديمي والتدريب خلال المرحلة الحالية وما سبقها أتاحت لهؤلاء الشباب قدرات ومهارات حان وقت توظيفها بالكامل في خدمة مجتمعهم ووطنهم، خصوصا وأن شبابنا السعودي صار يتسابق ويقود التغيير وفقا لما سبق أن أفاد به سمو ولي العهد. إن التجانس الذي تتبدى معالمه بين طموحات قيادتنا الرشيدة وأحلام شبابنا الطموح يجعل من الدروب سالكة لتحقيق هذه الأحلام، فالقيادة تعلم يقينا بأن شبابها هم حداة الركب في صناعة المستقبل بالفكر والسواعد، مثلما يعرف شباب المملكة أن قيادتهم قريبة منهم.. تدعم جهدهم وترفع مهاراتهم وتسند خطواتهم.. لتنفتح لهم أبواب المشاركة على مصاريعها ويكونوا دوما هدف التنمية ووسيلتها في كل الأوقات.