في المملكة مجموع الشباب يصل لقرابة 70 % من مجمل عدد السكان، وهو الأكثر أهمية والعنصر الأساسي في أي تحول تنموي سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي، ذلك أنهم العنصر الأكثر حيوية وعطاء وتقبلاً للعلوم والمعارف والتغيير نحو الأفضل، وهم الأكثر قدرة على مواجهة تحديات الحاضر وتشكيل ملامح المستقبل، ولذلك فإن جميع الدول تراهن دوماً على الشباب في تحقيق رؤاها المستقبلية والمملكة ليست استثناءً من ذلك. يفخر الوطن بالشباب لأنهم الرئة النقية التي يتنفس منها، والشباب الطموح هو القادر على الأخذ بزمام المبادرة، وهو المثقف الواعي المحافظ على مكتسبات الوطن المادية والمعنوية، ويسهم في رسم الخطط لإحداث التغيير الإيجابي الجذري الذي يعود على أبناء الوطن بالسعادة والرضا والأمان، وهو القادر على تخطي العقبات التي تعترض مساره بالحكمة للوصول إلى الهدف المنشود الصادق في تحمله الأعباء، يعتز الوطن بهؤلاء الشباب لأنهم أصحاب القرار، وعندهم من الشفافية والصدق والحس الوطني. من أبرز تلك النماذج الشبابية التي نفخر بها تلك الكوكبة في مجلس شباب الباحة، الذين نظموا الفترة الماضية من شهر رمضان مبادرة (فوانيس باحتنا) التي استقبلت زواراً من أهل المنطقة ومن السائحين في وسط مدينة الباحة، وهذه المبادرة تعد الأولى من نوعها حيث تشتمل على أركان خاصة بالأسر المنتجة وعربات الطعام المتنقل والأكلات الشعبية، بالإضافة إلى ركن الفن ويحتوي على الرسم والتلوين والتصوير الفوتوغرافي والمجسمات، وبها ركن مسرح الطفل والذي شهد إقبالاً كبيراً، هذه المبادرة جعلت من منطقة السوق القديم منطقة جذب سياحي من خلال الأنشطة الشبابية والثقافية والترفيهية، وكذلك فعّلت الشراكات المجتمعية مع مؤسسات المجتمع المحلي وفي مقدمتهم أمانة منطقة الباحة وجامعة الباحة ومؤسسات القطاع الخاص. هذا الحراك النوعي والفني والثقافي يصنع التغيير ويقاوم النمط الفكري السائد في المجتمعات الصغيرة ويدفها للأمام ومجاراة المدن الكبرى، وتلك رسالة بالغة الأهمية يبعث بها شباب الباحة نحو التغيير والتجديد مع تطلعات الرؤية، فالأصداء الواسعة والجميلة خير دليل على نجاح مثل تلك الوسائل للتغيير في المجتمع من خلال المبادرات المجتمعية المُجددة، وبهذا نزرع الثقة والمحبة في نفوسهم تجاه الوطن وقضاياه، حتى تبقى هذه الفئة الطيبة من شبابنا محط اهتمام الجميع. شباب الباحة يعيش اليوم حالة غير مسبوقة من الفرح والتفاؤل والأمل بتحقيق طموحاته الخاصة وحلمه بمنطقة نامية قوية منافسة في المجالات كافة في ظل الحراك الكبير والمميز الذي أعلنه الأمير محمد بن سلمان، ويتطلع أن تتاح له الفرصة بالمشاركة الفاعلة في تحقيق رؤية 2030 انطلاقاً من تأهيله التأهيل الملائم للمرحلة والمهام والتطلعات وصولاً لإتاحة الفرصة الملائمة لمؤهلاته وسماته الشخصية للعمل في الموقع المناسب في منظومة التنمية دون أي اعتبارات أخرى سوى المواطنة الصادقة والكفاءة.. شكراً لكم مجلس شباب الباحة فرداً فرداً على هذا التألق، وشكراً لأمير الباحة رئيس المجلس صاحب السمو الملكي الأمير حسام بن سعود.