دخلت المملكة العربية السعودية مرحلة جديدة مع تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظة الله- مقاليد الحكم، والآن تمر ستة أعوام ونحن نعيش في رخاء ونماء في كنف والدنا وباني نهضتنا ومجدنا، وتحل علينا ذكرى البيعة المباركة السادسة والمملكة وشعبها وكل من يعيش على أرضها ينعمون بالازدهار والنماء في عهده الميمون في شتى المجالات والميادين ولله الحمد والمنة. ولمس الجميع الإصلاحات التي شهدتها المملكة في عهده الميمون لتنطلق بلادنا بكل ثقة واقتدار نحو المستقبل، محققة في ذلك قفزات تنموية نوعية، وذلك بفضل العناية والرعاية التي تحظى بها كافة قطاعات الدولة. وشهدت السنوات الست تحولاً كبيرًا وتطورًا ضخمًا في حياة المواطن السعودي والمقيم على أرضها، وأحدثت فارقًا هائلًا في رفاهيتهما وزادت من استقرارهما وتطورهما، في تطور متسارع ومواكب لمتطلبات العصر. «الرياض» بدورها رصدت أبرز الإنجازات التي شهدتها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين وهي مشروعات تنموية متعددة تصب في مصلحة الوطن والمجتمع السعودي ومن أهمها: إطلاق رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، إضافة إلى الجهود الكبيرة والحثيثة لمحاربة الفساد واجتثاث جذوره، وبرنامج التوازن المالي وعدد من المشروعات ومنها: مشروع نيوم والقدية والبحر الأحمر. تنمية الاقتصاد وعمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- على تنمية الاقتصاد الوطني ودعم مشروعات الشباب وتطوير الخدمات، ورفع نسب التملك في قطاع الإسكان وتمكين المرأة السعودية من حقوقها، إضافة إلى دعم قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، كما عمل على تشكيل التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب العالمي، وتأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لتستفيد منه البلدان العالمية المحتاجة. وحرصاً من خادم الحرمين الشريفين على تحقيق مبدأ التنمية المستدامة في المملكة من خلال خطط وبرامج اقتصادية وإصلاحية هيكلية، بما يعزز قدرتها على المحافظة على موقعها كقوة اقتصادية كبرى تنافس اقتصادات الدول المتقدمة، فقد تم إطلاق رؤية 2030 التي أوجدت حراكاً ونشاطاً متسارعاً على كافة المستويات والأصعدة، لتحقيق أهداف وتوقعات طويلة المدى لبلادنا، مستندة إلى نقاط القوة والقدرات الفريدة التي تتمتع بها المملكة على كافة الأصعدة. ثلاث ركائز وسعت المملكة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- في تحقيق برامج الرؤية الرائدة والتي تعتمد على ثلاث ركائز هي: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، وهذه الركائز استفادت منها نقاط القوة الجوهرية للمملكة لمساعدة مواطنيها على تحقيق تطلعاتهم، فأصبحت تلك الرؤية كما قال الملك في خطابه الأخير في مجلس الشورى: «إن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 هي خارطة طريق لمستقبل أفضل لكل من يعيش في هذا الوطن الطموح، فقد أسهمت الرؤية خلال مرحلة البناء والتأسيس في تحقيق مجموعة من الإنجازات على عدة أصعدة، أبرزها تحسين الخدمات الحكومية، ورفع نسبة التملك في قطاع الإسكان، وتطوير قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة واستقطاب العديد من الاستثمارات الأجنبية، إضافة إلى تمكين المرأة وتفعيل دورها في المجتمع وسوق العمل، ونستعد حالياً لمرحلة دفع عجلة الإنجاز والتي تتسم بتمكين المواطن وإشراك القطاع الخاص بشكل أكبر وزيادة فاعلية التنفيذ». أهداف استراتيجية ولكي تنجح رؤية 2030 فقد واكبها برنامج التحول الوطني الذي أقرت الموافقة عليه من مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- كأحد برامج رؤية المملكة 2030 التي قدمها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، واستخدم في البرنامج العديد من الوسائل المبتكرة التي تستوعب التحديات التي تواجه عمل القطاعات الحكومية والعامة في البلاد، والتصدي لها بما يحقق النتائج الإيجابية للوطن والمواطن والمجتمع السعودي بوجه عام، ويضم عدداً من الأهداف الاستراتيجية المرتبطة بمستهدفات مرحلية على أن يلحقها مراحل أخرى تشمل جهات أخرى بشكل سنوي، وبناء خطط تفصيلية لها تعتمد على مؤشرات مرحلية لقياس الأداء ومتابعته. تحقيق التميز وأسهم التحول الوطني 2020 في التسريع للوصول لمستهدفات الرؤية 2030 حيث يهدف برنامج التحول الوطني إلى تحقيق التميز في الأداء الحكومي، وتعزيز الممكنات الاقتصادية، والارتقاء بمستوى الخدمات المعيشية، وذلك من خلال تسريع وتيرة تنفيذ مشاريع البنية التحتية الأساسية والرقمية، وإشراك المستفيدين في التعرف على التحديات وابتكار الحلول، ومساهمتهم في التنفيذ، وتقييم أداء مبادرات البرنامج، منطلقاً من الأهداف للإسهام في تمكين القطاع الخاص، وتسهيل ممارسة الأعمال، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتنمية الاقتصاد الرقمي، وتطوير قطاع التجزئة، إضافة لزيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد الوطني وزيادة مساهمة الأسر المنتجة في الاقتصاد، مع تعزيز اهتمام الشركات باستدامة الاقتصاد الوطني، وتطوير القطاع السياحي والتراث الوطني، والمحافظة على تراث المملكة الإسلامي والعربي والوطني والتعريف به وتطوير قطاع السياحة والارتقاء بالرعاية الصحية لتسهيل الحصول على الخدمات الصحية، وتحسين جودة وكفاءة الخدمات الصحية تعزيز الوقاية ضد المخاطر الصحية، إضافة لتحسين مستوى المعيشة والسلامة، للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة في المدن السعودية، وتحسين المشهد الحضري في المدن السعودية، وتعزيز السلامة المرورية، والحد من التلوث بمختلف أنواعه وتحسين الظروف المعيشية للوافدين، وضمان استدامة الموارد الحيوية، وضمان تحقيق الأمن التنموي والغذائي، وضمان استفادة مستدامة من الموارد المائية، وحماية البيئة من الأخطار الطبيعية. إنجازات متنوعة وعلى الصعيد المحلي فقد تنوعت الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الست، فقد حققت المملكة نقلة نوعية في تدشين وإطلاق وإعلان عدد من المشروعات، منها على سبيل المثال لا الحصر: مشروع نيوم والممتد بين ثلاث دول، هي المملكة ومصر والأردن، والبدء بمشروع القدية، ومشروع أمالا العالمي على ساحل البحر الأحمر، وتدشين قطار الحرمين السريع، وتدشين الشركة السعودية للصناعات العسكرية والشركة الإسبانية نافانتيا للصناعات البحرية لمشروع مشترك لتصميم وبناء خمس فرقاطات حربية من نوع أفانتي 2200، وإطلاق قمرين للتصوير عاليي الدقة «سعودي سات 5أ» و «سعودي سات 5ب» وتدشين تطوير حي الطريف ضمن مشروع تطوير الدرعية التاريخية، وافتتاح طريق الشيخ خليفة بن زايد الدولي الذي يصل المملكة بالإمارات، واستكمال بناء محطة قطار الرياض. بحث علمي وتم تدشين عدد من المشاريع التنموية والتعدينية والصناعية، بلغت نحو 1318 مشروعاً، بقيمة تجاوزت 141 مليار ريال، ومن أبرزها مشروع «وعد الشمال»، وإطلاق برنامج حساب المواطن، وتشييد متحف تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام بهدف إبراز إنجازات علماء المسلمين في العصر الذهبي للإسلام، وإطلاق العديد من المبادرات النوعية لتطوير التعليم الجامعي مثل مشروع تنمية الإبداع والتميز الموجه لأعضاء هيئة التدريس، ودعم تشييد مراكز للتفوق العلمي والأبحاث بالجامعات، فضلاً عن مشاركة الجامعات في مساندة الجمعيات العلمية المختلفة، وتطوير مراكز البحث العلمي في الجامعات بسبل مختلفة مثل تطوير الحدائق العلمية والتقنية وتطوير المنشآت التعليمية بزيادة مساحتها وقدرتها الاستيعابية، فضلاً عن تلبية متطلبات العملية التعليمية بها لتحسين أدائها العام، كما تم تدشين العديد من المبادرات لتنمية البحث العلمي كمبادرات مركز التميز، ومدونة التخطيط المتميز، وعدد من الألمبيات العلمية المتنوعة. دور ومكانة وخلال الأعوام الستة منذ تولي الملك سلمان -حفظه الله- سدة الحكم زادت قوة رسوخ المملكة في دورها ومكانتها السياسية والاقتصادية عالميًا، وباتت مؤثرة بشكل أكبر في محيطها الإقليمي والدولي، ولعبت دوراً رئيساً في المنطقة، وقد حققت المملكة في عهده تقدماً مبهراً في المجال السياسي، من أهمها: السعي لتحقيق السلام الخارجي وتعزيز السياسة الخارجية للمملكة من خلال تشجيع الاستثمار الخارجي، واتباع استراتيجيات ناجحة لتحقيق النمو والتنمية، والحرص على تحقيق المعنى الحقيقي للإسلام من خلال السياسات الداخلية والخارجية للمملكة، كذلك تقديم الدعم والرعاية لقضايا العرب والمسلمين في المحافل الدولية، واستطاعت المملكة في عهده الميمون من عقد ثلاث قمم، هي القمة السعودية - الأميركية، والقمة الأميركية - الخليجية، والقمة الأميركية - العربية والإسلامية، شارك فيها زعماء وقادة 55 من الدول العربية والإسلامية، وانعقاد القمة العربية في الظهران، وتم الاستمرار في دعم القضية الفلسطينية، وخليجياً قام الملك سلمان باعتماد استراتيجية العزم بين المملكة والإمارات، بهدف خلق أنموذج استثنائي للتكامل والتعاون بين البلدين، وعالمياً الإعلان عن تأسيس مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، والمجلس يضم كلاً من الأردن ومصر والسودان وجيبوتي والصومال واليمن، إلى جانب المملكة. تغيير جوهري وعلى صعيد انضمام المملكة لقمة العشرين فقد وظفت بلادنا رؤية 2030 بجوهر أهداف مجموعة العشرين، التي ركّزت أهم أهدافها على الاستقرار الاقتصادي والتنمية المستدامة وتمكين المرأة وتعزيز رأس المال البشري وزيادة تدفق التجارة والاستثمارات. ومنذ إعلان رئاسة المملكة لمجموعة U20 فقد أحدثت تغييرًا جوهريًا في تاريخ المجموعة عبر تشكيل ثلاث فرق عمل متخصصة تحت مُسمى: «مجموعة اقتصاد الكربون الدائري»، و»مجموعة المجتمعات المزدهرة لجميع السكان»، و»مجموعة الحلول الحضرية المستندة إلى الطبيعة»، ما يعكس التزامها في إرساء أفضل الممارسات المعينة لاستكمال الأهداف التي من أجلها تم إنشاء مجموعة العشرين. تنمية مستدامة وحرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -رعاه الله- على تحقيق مبدأ التنمية المستدامة، وهو ما يعكس نجاح خطط وبرامج الدولة وإصلاحاتها الهيكلية، بما يعزز قدرتها على المحافظة على موقعها كقوة اقتصادية كبرى تنافس اقتصاديات الدول المتقدمة، وستعقد قمة مجموعة العشرين في الرياض وهي الاجتماع الخامس عشر لمجموعة العشرين، وموعد انعقادها في 21-22 نوفمبر 2020 في مدينة الرياض، وستكون هذه أول قمة لمجموعة العشرين تستضيفها المملكة وثاني قمة لمجموعة العشرين تستضيفها منطقة الشرق الأوسط، وسيتيح التوقيت الذي حظيت فيه المملكة برئاسة مجموعة العشرين فرصة فريدة للمملكة وللعالم أجمع. الملك سلمان أكد أن رؤية 2030 خارطة طريق لمستقبل أفضل