نحتفل في المملكة العربية السعودية هذا الأيام حكومة وشعباً، بالذكرى ال 90 لتوحيد بلادنا على يد المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود، نحتفلُ بدولتنا ونفتخر بمنجزها وقامتها، نحتفلُ ونحن بنيان مرصوص سداً منيعاً، نحتفل ونحن جسد واحد وإلى مصير واحد، نحتفل بوطن موحد بعد أن كان جغرافيا مشتتا وأطيافا شتى، نحتفل بوطننا تحت ظل «لا إله إلا الله»، يتعاضد فيه شرقه بغربه، ويلتحم شماله بجنوبه، نحضن رايتنا ونستظل بها، ونحتفل ونحن نملأ صدورنا عزاً وفخراً ونحن نتبوأ مكاننا من العالم. قامت هذه البلاد على التوحيد، وكتب الله لنا ما كتب، ففجر الله لنا الرزق بعد أن اختبر صبر آبائنا وأجدادنا، واختار لنا ما نحن عليه الآن. نشوء هذا الوطن ملحمة خالدة في تاريخ الأمم، جَمَع الله على يديّ عبدالعزيز القبائل والهجر، خاض فيه ملاحم التوحيد في كل تضاريس الأرض، وتعاقب من بعده أبناؤه في توطيد عُرى هذه الدولة، حتى أضحت ما صارت إليه، قبلة للمسلمين ومهوى لأفئدتهم، ومركز قوة في مفاصل اقتصاد العالم. هذا الوطن فسيفساء متناهية التفاصيل باختلاف تضاريسه، وتنوع الإنسان فيه، حاملاً ثقافات ثرية ومتنوعة، وتختلف فيه مكوناته، يحملُ على رأسها الحرمين الشريفين، جوهرة تاج في هامته. تعاقبت على هذا الوطن الهجمات والفتن والمكائد، وما زادته إلا منعة وقوة وثباتاً، يتفاعل فيه المواطن والمسؤول في كل نائبة وكل صدمة، ونعبر إلى منزلة أعلى في مصاف الدول كل مرة، ويشار لدولتنا بالبنان في منظوماتها السياسية، والصحية، والعلمية، والاقتصادية والمجتمعية كل ذلك تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز منطلقين من رؤيتنا الجديدة التي حاول المغرضون كبحها أو هزها لكننا خرجنا بوطن أكثر صرامة تجاه مقدراتها ومصالحها، وأكثر ثباتاً في هيكلته وأنظمته، وراسماً خطوط سياساته الخارجية والداخلية بوضوح وشفافية، لنعبر للمستقبل ونحن أكثر ازدهاراً ورقياً. *رئيس المجلس البلدي لأمانة منطقة القصيم/بريدة