في كرة القدم التغيير والتجديد والإحلال مطلب لأي فريق يريد الاستمرار في القمة أو تقليص الفوارق الفنية بينه وبين منافسيه، لذا تجد الأندية الأبرز على مستوى العالم في كرة القدم والمستمرة في حصد الألقاب المحلية والقارية تتصارع دائمًا على كسب المواهب الكروية واستقطاب أفضل الأجهزة الفنية لضمان استمراريتها في حصد البطولات والمنجزات وزيادة شعبيتها، لذا لا تخشى هذه الأندية عواقب التغيير والإحلال ولا مخاطرة حتى وإن كان البعض يرى أن التغيير والإحلال في فريق بطل "قفزة نحو المجهول" لعدم ضمان نتائج هذا التغيير! النصر بطل دوري الموسم الماضي وكأس "السوبر" والعائد للبطولات الكبرى من الباب الكبير، حتى وإن خرج هذا الموسم خالي اليدين من بطولات الموسم بعد أن جرده منافسه وغريمه التقليدي فريق الهلال من الاحتفاظ ببطولة الدوري للمرة الثانية على التوالي، إدارته مطالبة بإحداث تغييرات فنية على خارطة الفريق، بل لا أبالغ إذا قلت إن إدارة صفوان السويكت أمام تحدٍ كبير لإحداث تغييرات جوهرية تساهم في إحداث نقلة فنية للفريق الذي تم تجهيزه واستقطاب توليفته الفنية بعهد الإدارة السابقة، ولعل ملف اللاعبين الأجانب هو الملف الأبرز والذي تنتظر من خلاله جماهير النصر أن يكون للإدارة الحالية بصمتها التي تعود على الفريق بالنفع والفائدة وليس التغيير لمجرد التغيير بالبحث عن أسماء أجنبية كبيرة فرص نجاحها مع الفريق ضئيلة جدًا، مقارنة بأسماء أخرى حضرت وسجلت نجاحات كبيرة ومازالت ذاكرة الجماهير الرياضية تتذكرها وتتذكر ما قدمته من عطاءات فنية كبيرة يصعب نسيانها وتكرارها، فالتغيير لا بد أن يكون مدروسا ومبنيا على احتياجات الفريق الفنية، وأن تكون تجربة النجم النيجيري أحمد موسى خير درس للإدارة النصراوية، فالزخم الإعلامي الكبير والهالة الكبيرة التي أحاطت به منذُ بدء المفاوضات حتى وصوله لم يعقبها الأداء الفني المقنع والموازي لما يمتلكه من قدرات فنية كبيرة، لذا على الإدارة الصفراء تحديد احتياجات الفريق أولاً، بل المراكز الأكثر حاجة للدعم والمتمثلة بمركز صناعة اللعب والجناح الأيسر والظهير الأيسر وعمق الدفاع ثم اختيار العناصر الأجنبية المناسبة لذلك إذا أرادت فعلاً أن يستمر الفريق في حصد البطولات والاستمرار في ذلك وألا تعول كثيرًا على العناصر المحلية المستقطبة في هذه المراكز والتي إذا ما استثنيت عبدالفتاح عسيري تظل أسماء عادية جدًا محدودة التجربة والقدرات ولن تستطيع سد مثل هذه الشواغر بفريق يبحث عن البطولات المحلية وفك عقدة البطولات الخارجية الكبيرة والتي تحتاج لعناصر متمرسة وخبيرة تستطيع النهوض بالفريق في ظل غياب نصف اللاعبين الأجانب كما تنص أنظمة ولوائح البطولات الآسيوية. * فاصلة : يُدرك سلمان الفرج أن توهجه واستمرار نجوميته لن تستمر لو خرج من فريقه الهلال والأمثلة على ذلك كثيرة جدًا، فالفريق البطل والإدارة الأكثر احترافية عوامل مهمة تساعد أي نجم على استمرار نجوميته وتوهجه، ومن الخطأ مغادرة نادٍ محترف مؤسس إداريًا وفنيًا بشكل صحيح، بل إنه لو حدث فهو "قفزة نحو المجهول"، لاتساع الفوارق بين الهلال وغيره من الأندية الأخرى.. اللهم بلّغت.