حتى وإن حاول البعض الحديث عن ضعف الهلال وتخبط مدربه وعشوائية لاعبيه وغياب شخصيته وجعل ذلك سبباً في عثراته خصوصاً في كأس الملك، فهذا لا يقلل أبداً من الانتصار المستحق والعطاء الكبير والروح العالية والصورة الزاهية التي كان عليها القادسية، سواء في مسابقة كأس الملك أو البطولات المحلية الأخرى، شاهدنا فريقاً متماسكاً ولاعبين على قدر كبير من التنظيم والتناغم والوصول إلى مرمى الخصم بفكر، وانسجام مع طريقة المدرب وتطبيق لأسلوبه، لذلك تحول الفريق الأزرق بفضل الشخصية المتميزة للقادسية إلى حمل وديع، يحاول الهجوم فلا يستطع، ويبحث عن الدفاع أمام الهجوم القدساوي فيفشل، ويسعى لتنظيم صفوفه فيسقط في بحر الإبداع القدساوي، ولو قارنا بين ميزانية القادسية بقيادة إدارة معدي الهاجري وقيمة صفقاته المحلية وغير السعودية وما يحظى من دعم شرفي، وبين ميزانية الهلال وصفقاته المكلفة مادياً، والضعيفة فنياً، والملايين التي تخرج من خزينته بدعم شرفي كبير للتعاقد مع لاعبين ومدربين، لشاهدنا الفارق الكبير لصالح القادسية الذي يضم في قائمته عناصر رخيصة من حيث قيمة العقد ولكنها غالية في تأثيرها فنياً في فريقها، ونظرة الأندية والخبراء الفنيين لها، وهذا يعني أن إدارة معدي الهاجري تؤمن أن الفكر يصنع النجاحات، والعطاء يعكس تميز الإدارات، والنتائج تؤكد قيمة النجوم، لذلك شاهدنا عناصر غير سعودية وأخرى محلية شابة تعيد ل"بطل آسيا" السابق صورته الجميلة، وروحه العالية وتميزه أمام الكبار حتى أصبح كبيراً مثلهم، لذلك جاء التأهل القدساوي عبر بوابة الهلال عن جدارة ليعكس العمل الإداري والفني داخل المستطيل الأخضر، وقيمة العطاء من لاعبين كبار في نجوميتهم، وذات عقود ومرتبات لا يمكن مقارنتها بعناصر محلية وأجنبية جلبها بطل الدوري الموسم الماضي فكانت عالة عليه، طوال المواسم. الدوري السعودي والمسابقات الأخرى بحاجة إلى الأندية الطموحة مثل القادسية، يقارع الأقوياء ويهزم الكبار، ويقدم اللاعبين الشباب بروح متوهجة وإصرار وحرص على العطاء، حتى أصبحوا مطمعاً لكل الأندية خصوصاً الكبيرة، وهذا يعني أنه من الخطأ جداً أن نطلق على القادسية اسم "أحد الأندية المتوسطة" كيف لا والأندية المسماة ب"الكبار" تتسابق على لاعبيه وتوقع معهم بالملايين ويجدون الطريق سالكاً للنجومية وحجز الخانة في المنتخبات السعودية، وهذا يعتبر أن خططاً بعيدة المدى وأن القادسية مثل ما كان بطلاً لآسيا ومصدر لصناعة النجوم فهو لا يزال منبعاً للتألق والإبداع، وتصدير اللاعبين المهمين، والتعاقد مع المدربين المؤثرين الذين يثرون الدوري السعودي في عملهم وتأسيس اللاعب. Your browser does not support the video tag.